الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| عصام شيحة: لا نستطيع إلغاء العمل السياسي لمجرد خوفنا من الإخوان.. وعلى الأحزاب طرح نفسها كبديل (2-3)

الرئيس نيوز



- لدينا أكثر من 100 حزب لا يوجد من بينهم من يسعى للوصول للسلطة

- الأحزاب تطالب الحكومة بالديمقراطية لكن لا تمارسها بداخلها

- لدينا كوادر سياسية ومدارس لديها تاريخ أكثر من 30 عاما

- من الضروي أن يعدّل الإعلام الصورة الذهنية عن الأحزاب المصرية

-  الطلاب لا يعرفون شيئًا عن الحياة الحزبية.. ونحتاج لعمل سياسي في الجامعات لأن

- في السياسة من يقف في المنطقة الوسط تدهسه كل السيارات

_ علينا إبرام مصالحة مع الطبقة الوسطى وحزب الكنبة مرة أخرى لعودتهم للحياة السياسية



في الجزء الأول من حوارنا مع القيادي الوفدي عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، تحدثنا عن الوضع المضطرب داخل حزب الوفد، وفقدانه تأثيره الكبير في الحياة السياسية والحزبية وهي الأزمة التي وصفها بـ«الأصعب» في تاريخ الحزب بعدما فقد استقلاله المادي والسياسي، مشيرًا إلى أن حل تلك الأزمة يتمثل في عودة الحزب لصفوف المعارضة الوطنية، إضافة لحدوث «لم شمل» للقيادات الوفدية.

يستكمل «شيحة» حديثة في الجزء الثاني من حواره لـ"الرئيس نيوز" حول قضية الإصلاح السياسي والحياة الحزبية في مصر بشكل عام.. إذ نتحدث معه عن أولويات المرحلة الحالية، وسبب غياب التنافسية بين الأحزاب،  كما تطرق الحديث للدور الذي من المفترض أن تقوم به المعارضة.. كما نناقش تواجد الشباب كقوة فاعلة في المجتمع بين «التمكين» و«التدريب»، خاصة في ظل ما يتردد عن غياب «الكوادر السياسية المؤهلة».  
يؤكد شيحة: «لدينا مشاكل كبيرة في الحياة السياسية» ومن هذه النقطة يبدأ حوارنا..

في رأيك رغم استقرار الحالة الأمنية ومؤسسات الدولة الآن.. لماذا لم نشهد تحسن في الحياة السياسية؟

دائما ما نطالب أن تفتح الساحة السياسية وأن يكون هناك تنافس بين الأحزاب، وهذا لن يحدث طالما بقيت الأحزاب على وضعها، نحن لدينا أكثر من 100 حزب، لكن لا يوجد من بينهم من يسعى للوصول للسلطة أو طرح نفسه بديل.

الرئيس طلب خلال مؤتمره الأخير بالمعارضة المقترنة بالفهم.. كيف ترى ذلك؟

يجب أن يتفهم الناس الظروف المحيطة بالدولة وهذا لا خلاف عليه.. فأغلبنا يعلم أن هناك أزمة مياه وشح مائي وأن ما تفعله إثيوبيا مدعومة من دول أخرى، سيؤثر على القطاع الزراعي،  فلا خلاف أن المصريين مدركين المخاطر التي تحيط بنا ونراها في الدول الأخرى ولا نتمنى أن تلقى مصر مصيرهم.

 ولكن الخوف يجب أن يكون بمحاذير.. أي نعلم الخطر ولكن نقوم بدورنا وأن نبذل مجهودا في تحمل النتيجة، فلا توجد معارضة أو ممارسة عمل عام بلا مخاطر، وكل قادة العالم الذين قادوا بلادهم إلى التحرر أو النهضة سجنوا ووجهت إليهم اتهامات، فيجب أن يكون هناك نوع من الكياسة والحكمة والحذر.. لا الخوف المطلق أو الجرأة المطلقة.

 وما هو المطلوب من النظام والأحزاب كي تتم عملية الإصلاح السياسي؟

 يجب أن يكون هناك إرادة سياسية من الدولة بأن تكون هناك حياة حزبية.. والقاعدة العامة تقول ابدأ بنفسك أولا.. لذا فالأحزاب عليها أن تبدأ بنفسها أولا وتصحح الصورة الذهنية لدى المواطن المصري تجاه فكرة الحزبية، وأن تطرح نفسها على أنها بديل فعلي.

و في الوقت نفسه على الإعلام أن يعدل الصورة الذهنية عن الأحزاب المصرية، فلا يصح أن يصدر دائما للرأي العام أن الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية كرتونية، ودائما ما يهول من أي مشكلة داخل الأحزاب فيما يهمش الشيء الإيجابي.

 وأن يكون هناك إيمان بفكرة الديمقراطية داخل الأحزاب نفسها، فنحن دائما ما نطالب الدولة والحكومة بالديمقراطية ولا نمارسها داخل الأحزاب، ذلك بالإضافة إلى فتح الأبواب على مصراعيها للأحزاب كي تلتقي بالمواطنين و تتفاعل معها وتتعرف عليها.

 لكن هل لدينا كودار سياسية مؤهلة للقيام بهذا الدور؟

طبعا.. لدينا مدارس سياسية لديها تاريخ أكثر من 30 عاما، ولديها كوادر تستطيع أن تقوم بهذا الدور.

وكيف نحقق المعادلة التي تجعل هناك ضغط للمعارضة لوضع قواعد تساهم في تحسن المناخ السياسي؟

الالتحام بالشارع وتبني قضاياه أهم نقطة.. فأي أزمة من الأزمات إذا تبناها حزب وعبر تعبيرا حقيقيا عن مشاعر الناس ورغباتهم ستدعمه الناس وتؤيده.

 والدولة لديها مجسات تعرف من خلالها توجه الحزب، وهل لديه تواجد بالشارع أم لا وهل لديه ضغط شعبي لدعمه أم لا.. كما أنه على الأحزاب أن تلتحم بالجامعات.

 ولا أقول أن  تقوم بعمل حزبي داخل الجامعات، وإنما عمل سياسي فالطالب الذي ليس لديه فكرة عن الأحزاب والحياة السياسية، بعد التخرج لن يمارس العمل الحزبي أو السياسي.

وجميعنا منذ 30 /6 أملنا كبير في أن نبني دولة سياسية ديمقرطية ورأينا عبارات مكتوبة في الدستور لأول مرة بأننا نبني دولة مدنية ديمقراطية حديثة وطنية، كما أننا نتحدث طوال الوقت عن فكرة المواطنة كمنارة للحقوق والحريات ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي أو رجل وامرأة أو أبيض وأسود ولكن تنفيذ ذلك ممارسة علينا تنفيذها، ولا يوجد شيئ تحقق بدون كفاح فإذا كانت الناس لم تخرج في يناير لما كنا تخلصنا من الحزب الوطني وإذا لم يخرجوا في 30/6 لما كانوا تخلصوا من الإخوان.

 نريد أيضا إبرام مصالحة مع الطبقة الوسطى ومع حزب الكنبة مرة أخرى لعودتهم للحياة السياسية من جديد لأنهم من أهم المظاهر الإيجابية التي لم نحسن استثمارها.

 بعد أن تم حظر العمل السياسي بالجامعات.. ما هي رؤيتك لعمل الشباب الحزبي؟

 هناك محاذير تمت في توقيتات معينة، منذ أن كنت في الجامعة كنا نريد تعديل لائحة 79 ولكن كان هناك حرية تامة للممارسة العمل العام والسياسي ورؤى مختلفة من خلال الكتابة في صحيفة الحائط، الآن هناك تخوفات دائما من عودة الإخوان للساحة مرة أخرى ولكن هذه فزاعة أيضا.

لكننا لا يمكن إنكار أن الإخوان يشكلون ضغطًا كبيرا لعرقلة خطوات الدولة

لا نستطيع أن نلغي السياسة والساسة لمجرد الخوف من عودة الإخوان.. ظللنا 30 عاما نستخدم هذه الفزاعة في مواجهة الداخل والخارج بطرح الإخوان بديل للحزب الوطني بالإخوان وهو التيار الإسلامي المتطرف.

والبعض يتصور ممن يديروا الأمر، أن الدولة لديها معارضة بما يكفي ولديها مؤيدين بما يكفي فالبعض لا يريد الرأي الموضوعي لأنه يصطدم بأشخاص كثيرين، وفي السياسة من يقف في المنطقة الوسط تدهسه كل السيارات.

اقرأ المزيد عن عصام شيحة.. اضغط هنـــا