الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«فيلسوف الحب والثورة».. كيف تنبأ يوسف السباعي بحادث اغتياله؟

الرئيس نيوز

في مثل هذه الأيام من فبراير من العام 1978 بنيقوسيا العاصمة القبرصية، اغتالت أيدي الغدر الآثمة فيلسوف الحب والثورة، وفارس الرومانسية الأديب الكبير "يوسف السباعي"، أثناء رئاسته لمؤتمر التضامن الأفروأسيوي السادس، والذي عُقد لصالح القضية الفلسطينية.


كيف تنبأ السباعي بموته؟

تنبأ "السباعي" بمصيره الحتمي، قبل وقوعه بسبع سنوات في مقال نُشر بكتاب "من وراء الغمام" في العام 1971 والذي قال فيه "ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ وعلى الآخرين؟ لا شيء، ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبرٍ مثير ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن، بحادثةٍ مثيرة".

هكذا تنبأ "جبرتي العصر" كما أطلق عليه نجيب محفوظ بما آلت إليه الأيام، وسط جمع غفير بفندق العاصمة القبرصية من بين هذا الجمع الأديب الكبير "عبد الرحمن الشرقاوي"، والدبلوماسي الفلسطيني "محمد صبيح".

جاء ذلك الحادث الغاشم، جراء سفر "السباعي" مع الرئيس السادات للقدس بناءً على مبادرة السلام التي دعا لها الرئيس المصري في نوفمبر من العام 1977 ،وكان وقتها وزيرًا للثقافة ورئيسًا لتحرير الأهرام.

أعلنت بعض المنظمات الرافضة لمبادرة السلام  عن وضع أسماء من أيدوا المبادرة في القائمة السوداء، وكان السباعي أول من طالتهم يد الإرهاب الآثمة.

تفاصيل الحادث

أغتيل "السباعي" على يد شخصين الأول فلسطيني، والثاني عراقي وإتضح لاحقًا ضلوع منظمة "أبونضال" الفلسطينية في تلك الجريمة، إلى جانب احتجاز القاتلين ثلاثين شخصًا من الوفود المشاركة، مما أدى إلى تدخل قوات الكوماندوز المصرية بالدخول لمطار لارنكا الدولي لفك أسر المحتجزين دون إعلام السلطات القبرصية ،مما أدى لوقوع قتال عنيف بين القوات الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أسفر عن مقتل عدة أفراد من القوات المصرية وجرح عدد كبير من الطرفين.

شيع جثمان "السباعي" في صباح يوم الأحد الموافق التاسع عشر من فبراير من العام 1978 بمسجد "عمر مكرم"، وأناب الرئيس السادات نائبه "حسني مبارك" ووزير الحربية "محمد عبد الغني الجمسي" لتشييع الجنازة، وسط ردود أفعال شعبية ورسمية غاضبة ضد القضية الفلسطينية أخذت تهتف "لا فلسطين بعد اليوم!!"

رحل "فارس الرومانسية" مُبتسمًا إبتسامةً إشراق وفخر متيقنًا تمام اليقين بما قدمه أدبًا وإدارةً وفكرًا للقضية الفلسطينية، وهو ما وضح جليًا في روايته "طريق العودة" التي صدرت في العام 1956 متحدثًا عن ضرورة المقاومة لجلب حقوق الفلسطينيين من بين براثن الذئب الصهيوني، وذلك بمزج دماء "مراد" و"إبراهيم" بطلا الرواية على ساحة الأرض المباركة، مؤمنًا بأن العودة ستأتي حتمًا مهما طال الزمن.

امتدت أمنية "طريق العودة" لروايته الثانية "ابتسامةُ على شفتيه" في العام 1971، والتي حثت الشعب الفلسطيني على ضرورة المقاومة وتوحيد الصف كي لا تتكرر مأساة 1948 مجددًا، مبرزًا في نهاية الرواية إذاعة أول بيان ل"منظمة فتح" معلنةً عن ميلادها الثوري كخير شاهد على متانة رؤية الفارس النبيل.