الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بين القاهرة وأنقرة.. صحف أمريكية تتوقع حدوث وساطة أردنية للمصالحة

الرئيس نيوز

على مدى العقد الماضي وتحت حكم الملك عبد الله الثاني، أظهرت المملكة الأردنية قدرة على التعامل مع التطورات والتهديدات، بالنظر إلى موقعها على الخريطة الجيوسياسية التي جعلت جهود تهميش دور المملكة في القضايا الإقليمية شبه مستحيلة، وفقًا لصحيفة The Weekly  الأمريكية.

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه "في السنوات الأخيرة، لفت بعض المراقبين السياسيين الانتباه إلى هذا البلد وكيف يمكن لجهودها الدبلوماسية أن تلعب دورًا مهمًا في منعطف حاسم في المنطقة، وكثر الحديث مؤخرًا عن إمكانية تحسين العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة ومصر وتركيا فيما نجحت العلاقات بين الأردن والإمارات ومصر في الحفاظ على استقرارها على الرغم من الوضع العاصف في المنطقة، والذي أثر في بعض الأحيان سلبا على العلاقات العربية العربية".

في ذروة الأزمة الخليجية التي انتهت بمصالحة الشهر الماضي؛ لعب الأردن دورًا متوازنًا في علاقته بالمحور التركي القطري، بحسب الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن الأردن كانت عاملاً مهماً في تحويل المملكة إلى وسيط بين جميع الأطراف دون المساومة على أي منها.

كما أكدت الصحيفة الأمريكية أن هناك سعي ملحوظ من  تركيا وإيران إلى استغلال التوترات العربية لتحقيق مكاسب إستراتيجية وتعزيز نفوذها في المنطقة، مما يجعل من الضروري للدول العربية توحيد الجهود لمنع أنقرة وطهران من تحقيق طموحاتهما.

ونقلت عن دبلوماسيين قولهم إن "النهج الأردني الجديد قد يلقى استحسان مصر والإمارات والسعودية في ظل الأوضاع الإقليمية المتقلبة التي تتحمل تركيا وإيران المسؤولية الأكبر عنها بسبب سياساتهما الضارة.. يتمتع الأردن بعلاقات احترام متبادلة مع الإمارات العربية المتحدة ومصر وتركيا، وقد قام بالتنسيق المستمر مع الدول بشأن القضايا الرئيسية".

وبحسب المحللين، فإن هذه العلاقات الطيبة، مقرونة بزيارات متبادلة رفيعة المستوى، قد تؤهل عمان للعب دور الوسيط في تحقيق المصالحة بينهما، مشيرين إلى أنه على الرغم من وجهات النظر المتباينة لأنقرة وأبو ظبي والقاهرة، لم يكن هناك قطيعة دبلوماسية، مما يعني أن الدول الثلاث أبقت الباب مفتوحًا لتحسين العلاقات.

المصالحة مع تركيا

يعتقد المحللون أن تصريحات وزير الدولة الإماراتي السابق للشؤون الخارجية أنور قرقاش التي حثت تركيا الشهر الماضي على إنهاء "دعمها لتنظيم الإخوان لإعادة علاقاتها" مع العالم العربي يمكن أن تكون بوابة لجهود وساطة ناجحة، موضحين أنه يمكن تعزيز فرص تجاوز الخلافات بين الإمارات ومصر من جهة وتركيا من جهة أخرى إذا كان للوسيط علاقات مميزة مع الدول الثلاث. والأردن مؤهل للقيام بهذا الدور ويمكن أن يساهم في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الطرفين.

فيما أكد الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" أواخر يناير، اهتمام بلاده بمعالجة أي قضايا قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي. تهدف سياستنا إلى بناء وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية على أساس التعاون ومبدأ حسن الجوار. وقال "نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا".

وأضاف العاهل الأردني "نلعب دورنا الكامل في جهود حل الأزمات الإقليمية والدولية في بعض الأحيان، والتصدي للتحديات المشتركة وتحقيق السلام العادل هو خيار استراتيجي".

تجدر الإشارة إلى أن الأوساط السياسية الأردنية مقتنعة بأن مواقف البلاد ودعواتها للحلول السلمية، تجعلها مرشحة جيدة للعب دور دبلوماسي يرضي جميع الأطراف.

مسارات المصالحة

وتعليقا على احتمال قيام عمان بدور الوسيط، قال الوزير الأردني السابق وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ محمد المؤمني لوكالة الأناضول للأنباء: "الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبد الله تسعى دائما للمصالحة والمصالحة في مختلف المجالات، إيمانا برؤية المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بعيدا عن الخلافات".

من جهته قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني ميرزا بولاد، إن الجهود الدبلوماسية الأردنية يمكن أن تساعد في حل الخلافات بين الأشقاء والأصدقاء، موضحًا: "قال الملك إننا لا نتدخل في شؤون الآخرين، لكنه يسعى بالتأكيد إلى المصالحة من أجل الحفاظ على الاستقرار العربي والإقليمي".