الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| النائبة هند رشاد: تقصير وزير الإعلام لايعني إلغاء الوزارة.. وماسبيرو تعرض لظلم شديد بعد 2011 (2-2)

الرئيس نيوز


 - تدهور الأخلاق في المجتمع أكبر دليل على تراجع دور الإعلام.. وما ينفعش القناة الأولى يكون فيها 5 برامج فقط

- لازال أمامنا وقت طويل للحكم على تجربة الشباب والمرأة في البرلمان

- أتمنى إذاعة جلسات البرلمان على الهواء وعدم الانشغال بأعداء الوطن



في الجزء الأول من حوارنا مع الإعلامية والبرلمانية هند رشاد، تناولنا الحديث عن رؤيتها وتجربتها السياسية في برلمان 2021، إذ علقت على الهجوم الذي يتعرض له حزب مستقبل وطن، وجلسات استدعاء الحكومة في البرلمان، كما تناول الحوار الحديث عن طموحها السياسي تحت القبة.

وفي السطور التالية نستكمل حوارنا معها، لتناول رؤيتها كإعلامية أولًا قبل أن تكون برلمانية، حيث تطرق الحديث لدور الإعلام المصري وتأثيره، ومشاكل ماسبيرو  وأزماته.. لم يخل الحوار قطعًا من نقاط التماس الكثيرة مع دورها في البرلمان، إذ انطلق الحديث من أزمة المحررين البرلمانيين الأخيرة وخفض عددهم في البرلمان، ورأيها في إذاعة الجلسات..

قالت: الأمر بسيط جدا، فهي فقط نقطة نظام ورؤية يطرحها المجلس في تقليل العدد بسبب جائحة فيروس كورونا، ومن الممكن ألا يستمر الأمر بعد انتهاء أزمة هذا الفيروس، فالقرار تمثيل عدد بسيط أثناء الجائحة، وهو قرار طبيعي في ظل الجائحة ولا يجب أن يثير أزمة.

هل تعتقدي أن وجود وزارة الدولة للإعلام أمر هام حاليا؟

قبل الحديث عن وجود وزارة الدولة أو إلغائها يجب أن يكون الحديث عن اختصاصاتها، فإذا كانت لها اختصاصات ولم ينفذها وزير الدولة ولم ينجح بها فلا نبقي على الشخص نفسه، أما إذا كانت لديها اختصاصات وقام بتفعيلها ولم نجد لها جدوى فلا نبقي على الوزارة نفسها، وبصفة شخصية أنا مع بقائها ولكن باختصاصات واضحة.

خلال كلمتك في البرلمان والحديث عن ماسبيرو كنتي حاده جدا ومهاجمة.. لماذا؟

لم أكن حادة ولا مهاجمة بقدر ما كنت أقوم بتوصيف واقع حقيقي عايشته بحكم عملي سنوات طويلة في هذا المبنى العريق، وهنا سأتحدث كواحدة من أبناء ماسبيرو وليس كنائبة، في الحقيقة عانينا لسنوات طويلة من فكرة إلصاق الفشل بالعاملين في ماسبيرو، ودائما التهمة الواضحة أن عدد العمالة كبير جدا ومبالغ فيه، بالفعل عدد العاملين كبير جدا، لكن ليسوا جميعا برامجيين، فالأغلبية من العاملين إداريين وموظفين وليسوا من صنايعية المهنة والبرامجيين، فعدد البرامجيين قليل جدا على هذا الكم من القنوات والإذاعات، وزيادة العمالة من الإداريين لسنا سببا فيها، والبرامجيين من أعلى الكفاءات.

وأضف إلى ذلك أنه كان لدينا دورات تدريبية وتطوير دائم وتحديث لكل شيء وأجندة واضحة ورؤساء حقيقيين يقومون بالتقييم، وكانت إمكانيات ماسبيرو طوال تاريخه كبيرة جدا وسابقة لكل الإعلام، وفجأة توقفنا في منطقة معينة وفقدنا كل هذا وغابت كل هذه المميزات، وبدأ الجميع يسبقنا في التطوير وخرجنا من المنافسة، فكيف ننافس في ظل عدم توفر إمكانيات، ولو رجعت قبل 2011 كنا رقم 1 في الإعلانات وهذا ليس مقياس ولكن أيضا كان لدينا تأثير حقيقي في المجتمع المصري.

وما الذي تغير بعد 2011؟

بعد 2011 تعالت الأصوات بأن ماسبيرو ضلل الرأي العام وخدع الشعب، ولا يمكن إنكار ذلك، ولكنها كانت وجهة نظر النظام الذي يحكم خلال تلك الفترة، وكنا مجرد منفذين للتعليمات فقط ولم نكن أصحاب قرار، ولكن بعدما ركب الإخوان على الحكم كنا فاعلين جدا ورفضنا جودهم وانتقدناهم على الهواء وكنا لسان حال الشعب، ويشهد على ذلك ما تعرضنا له على أيديهم، وكان الوزير الإخواني الهارب صلاح عبد المقصود يختار قيادات تابعين للجماعة ومقربين منها يقموا بكتابة التقارير ضدنا وهذا سبب مشكلة أكبر فيما بعد.

أضف إلى ذلك أمر هام، فدائما يروج البعض أن ماسبيرو بيخسر كتير ويكلف الدولة، طيب فين الإعلام اللي يكسب، اسألوا المتخصصين وخبراء الإعلام والإعلان، الإعلام يجب أن يكون اهتمامه الأول بالتأثير في مجتمعه واحنا كإعلاميين دورنا ندور على التأثير في المواطنين مش ندور على الإعلان، فالقنوات الخاصة دائما كانت تتبنى وجهة نظر المعلن ولا تهتم بالدولة لأن المعلن هو من يدفع الفلوس، والإعلام الرسمي هو من يتبنى رؤية الدولة، وما أتمناه أن نكون مثل كل دول العالم، بأن يكون للدولة إعلام وليس الحكومة، إعلام يدعم الدولة نفسها وبقائها وقوتها واستمرارها بعيدا عن الأشخاص والأفراد والحكومات، والبعض يروج أيضا أن الإعلام الخاص به سقف حريات أكبر من ماسبيرو، وبحكم عملي أؤكد أن هذا كلام غير دقيق بالمرة، فالاختلاف فقط في طريقة إدارة الحوار وفكرة الطرح للموضوعات، فنحن في ماسبيرو تربينا على المهنية والحياد وتجنب إثارة الأزمات وهذا عكس الإعلام الخاص.

خلال جلسة لجنة الإعلام في البرلمان تحدثني عن عدم تأثير الإعلام في المجتمع.. فما هو المعيار الذي اتبعيه لبناء هذا الرأي؟

لدي معيار وليس مقياس، والمعيار هو منظومة أخلاقية وقيم للأسف لا نجدها في الشارع المصري مؤخرا، فالفن الراقي والإعلام البناء يساهما في نشر القيم والأخلاق والمفاهيم الصحيحة في المجتمع، طالما غابت هذه الأمور فمن الطبيعي أنه لا يوجد تأثير للإعلام، أصبحنا نجد المجتمع ينجرف خلف نوعية بعيدة عن هذه القيم.




وما السبل التي تعيد تأثير الإعلام والفن إلى المجتمع؟

أعتقد أنه في الدراما مثلا والسينما قدمنا عملين مميزين لبناء الوطنية هما مسلسل الاختيار وفيلم الممر، ولكن للأسف هم عملين فقط وسط كم كبير من الأعمال التي لا تحتوي على قيم تبني المجتمع، بل أن منها أعمال تهدم وتروج للانحدار، ومنها أعمال كوميدية كثيرة جدا ظهرت مؤخرا، وما نحتاجه حاليا هو أجندة إعلامية واضحة كما تعلمنا في دراسة الإعلام، حتى تكون لنا رؤية واضحة في معالجة الأحداث بدلا من أن تفرض علينا أجندات من الخارج، لذا من الأفضل أن نفرض أجندتنا الإعلامية والفنية التي تخدم القيم وتؤثر في المجتمع، من خلال التركيز على نماذج ناجحة مثل العلماء وغيرهم من أصحاب الإنجازات الحقيقية والعباقرة، بدلا من التركيز على مشاهير الصدفة وغير المؤهلين وعلى الإسفاف.

كما يجب أن يكون هناك تنوع في الروافد الثقافية لنشر الوعي، وعمل مسلسلات تاريخية برؤيتنا بدلا من اللجوء للدراما التاريخية والدينية التركية التي تساهم في ترويج أفكار خاطئة، في الحقيقة عندما نقدم عمل جيد ومميز نجد أمامه عشرات الأعمال الساذجة التي لا تحمل أي رسالة ولا هدف.

لماذا نجد عمليات إصلاح وتطوير ماسبيرو دائما تسند لغير أبنائه؟

في الحقيقة هذا كان فيه جزء من الظلم لأبناء ماسبيرو، ولك مؤخرا تم الاستعانة بكوادر من ماسبيرو في آخر عملية تطوير، ومن وجهة نظري مينفعش القناة الأولى الرسمية يكون فيها 5 برامج فقط لا غير، فأين باقي الـ 24 ساعة وأين تمثيل فئات المجتمع المختلفة، وهذا ينطبق على كافة برامج المرأة، برغم كثرتها على الشاشات ولكنها لم تقدم المرأة المصرية الحقيقية والنسبة الغالبة في المجتمع ن السيدات، فهذه برامج لا تشبه سيدات مصر ولا حياتهم ولا اهتماماتهم.



هل نحتاج قناة جديدة لمخاطبة العالم الخارجي؟

من وجهة نظري كمصرية وليس نائبة ولا إعلامية، أتمنى وجود منبر إعلامي قوي يعكس صورة مصر والتنمية المستدامة الموجودة بها ويقدمها للعالم، نحتاج قناة إخبارية قوية تخاطب الخارج وليس الداخل، وإذا كنا لا نمتلك إمكانية إطلاقها فمن الممكن أن نستغل إحدى القنوات الموجودة بالفعل ونقوم بتطويرها ونمدها بشبكة مراسلين في جميع أنحاء العالم، فنحن نمتلك كوادر حقيقية ومؤهلة لذلك، ويجب أن تهتم هذه القناة أيضا بأخبار العالم وتنقلها بشكل دائم لحظة بلحظة، وأسوق لك مثال غريب جدا في ماسبيرو، فتجد أن سيارات الإذاعة الخارجية مخصصة فقط لمباريات كرة القدم ولا تتحرك في الأحداث الإخبارية المهمة والعاجلة، وهذا أمر غريب جدا، وأخيرا أحلم بقناة إخبارية مصرية دولية لديها مراسلين في كافة أنحاء العالم.

ماذا عن رأيك في فكرة إتاحة الفرصة للمعارضة في الظهور الإعلامي؟

بالطبع أنا مع ظهورهم ومناقشة أفكارهم وآرائهم، وأيضا نحن جميعا في الحزب مع هذه الرؤية، والدليل أننا عملنا ائتلاف مع المعارضة فائتلاف دعم مصر بين مستقبل وطن وعدد من الأحزاب السياسية منها كثير محسوب على المعارضة، وحتى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين منهم معارضة، ونعمل جميعا لصالح الدولة، وهذه الأفكار تغيرت بعد رحيل الإخوان الذين كانوا دائما يحاولوا صناعة الفرقة وخلق الخلافات ومحاولات التقسيم ونشر الصراعات، وحينها لم يكن هناك معارضة بناءة ولكنهم كانوا مجرد منتفعين، أما الآن لنحن في حاجة لوجود معارضة بناءة تساعد الدولة وتقدم حلول وتطرح أفكار.

عدد كبير من الإعلاميين في البرلمان والشيوخ.. هل ينعكس ذلك على المهنة ويساهم في تحسين أحوالها؟

أكيد، سيكون هناك مطالبة بتعديلات تشريعية ورقابة حقيقية على الهيئات الموجودة وتواصل دائم مع أعضائها، والدليل أن أول اجتماع للجنة الإعلام تحدثنا بكل جرأة وصراحة عن وجهة نظرنا في المنظومة الإعلامية، وثاني اجتماع حضره وزير الدولة للإعلام، وخلال اللجان المقبلة سيتم استدعاء المسئولين عن المشهد الإعلامي، وفي الحقيقة لا أعرف ما السبب في تشكيل 3 جهات منفصلة من البداية، ولكن بعد أن أصبح إلزام دستوري فما علينا إلا التنسيق بين هذه الجهات.

وماذا عن التواصل بين الكتلة الإعلامية في البرلمان ومجلس الشيوخ؟

بالطبع هناك تواصل وسيكون بيننا تنسيق دائم داخل النواب والشيوخ، خاصة أننا تجمعنا علاقة زمالة سابقة والعلاقات الاجتماعية بيننا قوية، وسنعمل معا على خدمة أبناء المهنة وتحسين الأوضاع.