الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| النائبة هند رشاد: ما فعله عبد العليم داوود «شو إعلامي».. ومقارنة مستقبل وطن بالحزب الوطني «ظالمة» (1-2)

الرئيس نيوز

«جايين نجيب حق المواطن بالتشريعات مش بالخدمات»

·      ما فعله عبد العليم داوود شو إعلامي.. واستدعاء الحكومة لم يمكن  «تمثيلية»

·       أحزاب مبارك كانت كرتونية.. ومقارنة مستقبل وطن بالحزب الوطني ظالمة

·      لا دفعت فلوس ولا جبت واسطة عشان اترشح في القائمة الوطنية

·       اعتراضات الكونجرس محاولة لفرض أجندة الغرب على مصر


لم يكن غريبا أن تخوض الإعلامية هند رشاد المعترك السياسي وتصبح عضوا بالبرلمان، حيث تنحدر من أسرة برلمانية، فوالدتها هي البرلمانية والإذاعية القديرة فريدة الزمر، وتعد هند البرلمانية رقم 19 من بين أفراد عائلة الزمر، صاحبة التاريخ السياسي والبرلماني الكبير.

قررت استكمال مسيرة والدتها السياسية عبر بوابة حزب مستقبل وطن، الذي ترشحت من خلاله على القائمة الوطنية، بعد نجاحها في تقديم مجهود مميز بلجنة الإعلام أمانة الجيزة بالحزب، التى تولت مسئوليتها عام 2019، ووضعتها على الطريق الصحيح.

حلت هند رشاد ضيفة على "الرئيس نيوز"، وتحدثت بكل جرأة وصراحة عن تجربتها مع حزب مستقبل وطن، وعضويتها في البرلمان ولجنة الإعلام، كما ناقشناها في الكثير من التفاصيل الخاصة بالإعلام المصري بصفتها إعلامية واحدي أبناء ماسبيرو، وتفاصيل أخرى كثيرة.

ترى هند أن الشخص الذي ليس لديه "قدوة حسنة في حياته غلبان"، مؤكدة أن والدتها فريدة الزمر قدوتها في الحياة سواء على مستوى الإعلام أو السياسة، مشيرة إلى أن والدتها كانت أكثر من فرح بعضويتها للبرلمان.

في البداية.. نود أن نستوضح منك ما الذي تغير في حزب مستقبل وطن من 2015 وحتى 2021؟

في الحقيقة لم أكن متواجدة في الحزب منذ إنشائه، ولكن شرفت بالانضمام للحزب عام 2019، وعندما قررت أن أدخل المعترك السياسي لخدمة وطني قررت اختيار حزب مستقبل وطن، وكان اختياري للحزب لأنه قوي وفاعل في الشارع، وتمثيله كان واضح جدا للجميع، فهو تجربة شبابية تضم كوادر محترمة وأسماء كبيرة.

 لكن تمت ترشيحك للبرلمان بعد انضمامك للحزب بوقت قصير؟

 لم يكن في نيتي إطلاقا الترشح للبرلمان على الأقل في هذه المرحلة، ولم أسعى لذلك إطلاقا، كنت أعمل وأجهد بضمير، وتمكنت من تفعيل أمانة إعلام الجيزة فور أن توليت مسئوليتها، وأصبح لها تواجد كبير، بل أصبحت أفضل أمانة إعلام للحزب على مستوى كافة المحافظات، ولا أعني بذلك أن اللجان الأخرى غير جيدة، ولكني لأنني ابنة مهنة الإعلام فأعرف جيدا كيفية إدارة هذه الأمور، ولأنني أتبعت نظام مهني يعتمد على الخبر، فدائما الإعلام يعني الخبر ولذلك كان اهتمامي الرئيسي بسرعة نقل الأخبار الخاصة بأمانة الجيزة وكافة مراكزها وأقسامها وفاعليات الحزب بها، فحرصي الأول كان على أن يكون الخبر متوفر في وقته، كما قمت بعمل نشرة أخبار يومية لفاعليات الحزب بأمانة الجيزة، والحمد لله حققت بها نجاح كبير يشهد عليه الجميع.

هل تخوفتي من الانضمام للحزب، خاصة لما يتعرض له من هجوم الخصوم؟

لم أتخوف إطلاقا، فأنا مؤمنة جدا أن الناجح دائما يتعرض لهجوم وانتقادات، ومن وقت دخولي الحزب وحتى اليوم أجد استراتيجية حقيقية وواضحة في دعم الدولة المصرية بكافة الأوجه، والحزب يقدم سياسة ناجحة ومن الطبيعي أن يتعرض لانتقادات منها المغرض ومنها غير المغرض، ولا أحد يعلم النوايا، وإذا لم يكن للحزب تأثير وتواجد حقيقي ما كان تعرض لهذا الهجوم.

البعض يضع حزب مستقبل وطن في مقاربة مع الحزب الوطني المنحل.. ما رأيك؟

ما أعرفه أن حزب سياسي يعني (تنظيم وكوادر وفاعليات وتواجد في الشارع) وأي حزب يمارس العمل السياسي يجب أن يمتلك كل هذه الأمور، وهنا يمكن أن نقول إن المقاربة تأتي من هذا الأساس بين حزب مستقبل وطن وكافة الأحزاب السياسية وليس الحزب الوطني فقط، أما عن محاولة إقناع الناس أن الحزبين متقاربين في الأفكار فهذا يعد ظلم وافتراء، لأن في عهد النظام السابق ووجود الحزب الوطني لم يكن هناك أي أحزاب منافسة له بل كان هو الحزب الوحيد وباقي الأحزاب كرتونية، أما الآن فهناك تعددية حزبية وتقوية حقيقية لجميع الأحزاب، والدليل على ذلك وجود ائتلاف في القوائم الانتخابية سواء في انتخابات البرلمان أو مجلس الشيوخ، وتضم عدد كبير من الأحزاب، في الحقيقة لا أجد وجه للمقارنة والمقاربة بين الحزب الوطني القديم وبين حزب مستقبل وطن، أما عن قوة الحزب وامتلاكه للأغلبية فهذا يؤكد شطارة القائمين عليه وأعضائه ويثبت أنه تجربة حقيقية على أرض الواقع.

أين تكمن عناصر الاختلاف بين الحزبين؟

أبرز عناصر الاختلاف هو أن المجتهد في مستقبل وطن له نصيب حقيقي والدليل على ذلك وجودي أنا شخصيا ضمن المرشحين للبرلمان بعد أن اجتهدت ونجحت في المهام الموكلة لي في أمانة إعلام الجيزة، فأنا اجتهدت وعملت على نجاح (البروجيكت) وكانت النتيجة أن أدخل القائمة الوطنية دون دفع رشاوي ولا وساطة من أحد كما يشيع البعض، فأنا أعتبر نفسي دليل حي على أن المجتهد في العمل داخل الحزب يحصل على نصيبه (لا دفعت فلوس ولا أعرف حد يدعمني) فقط تم اختياري بناء على ما قدمته من مجهود وعمل جاد، ولذلك أدعو الجميع أن يعمل في صمت ويخلص النية لله دون وضع أعين على تحقيق مصلحة خاصة.

قبل أن ننتقل للحديث عن البرلمان.. ما هو طموحك السياسي في المستقبل وداخل البرلمان؟

أنا من محافظة الجيزة، ومحسوبة على دائرتين لأن والدي من أطفيح ووالدتي من كرداسة، ولذلك فأنا سأعمل على هذه الدوائر بشكل جدي وأتواجد بين الأهالي، وفي الحقيقة كنت أحمل أجندة مطالب مكتظة بالتفاصيل الخاصة بهذه الدوائر، ولكن فور بدء الجلسات فوجئت بمفاجأة كبيرة جدا وهي أن هناك مشروع حكومي سيتم تنفيذه بتطوير هذه المناطق خلال 3 سنوات على كافة المستويات سواء بنية تحتية وتعليم وصحة ومدارس وغيرها، فهذا خفف عني الكثير، أما عن طموحي الشخصي فيتمثل في التعلم والاستفادة مما أتعلم فهذا مبدأي في الحياة سواء داخل أو خارج البرلمان، فأنا من هواة تعلم كل شيء ومعرفة كل شيء حتى لو لم يكن في تخصصي أو دائرة اهتمامي، وستجد أنني عندما دخلت لجنة الإعلام كان بحكم تخصصي وعملي، وحاليا أحضر في عدد آخر من اللجان داخل البرلمان لأكتسب خبرات، وترتيب الأولويات بالنسبة لي حاليا يأتي في لجنة الإعلام ثم لجنة حقوق الإنسان وأخيرا لجنة العلاقات الخارجية، ومع انتهاء الفصل التشريعي من الممكن أن تتغير اهتماماتي وأولوياتي.

هل من الممكن أن تترشحي بعد ذلك خارج القائمة؟

هذا سؤال سابق لأوانه، وما أتمناه الآن أن يعرف المواطن أنه انتخبني للرقابة والمساهمة في التشريع وليس للخدمات الشخصية، فلا يصح أن يكون فكر المواطن أن انتخاب المرشح بهدف خدمته في تفاصيل صغيرة، "مش دور النائب يعين ابنك ولا يخرج واحد محبوس"، فيجب أن نفرق في الأدوار ونعرف الاختصاصات جيدا، فالنائب دوره إصدار تشريعات تساعد وتخدم جميع المواطنين وقوانين فاعلة على أرض الواقع في صالح المواطن.
البرلمان


بحكم تمثيلك لكتلتين في البرلمان (المرأة والشباب).. ما رأيك في انعكاس التركيبة داخل البرلمان وتقييمك لتجربة كوتة المرأة؟

الأداء كان قويا للمرأة أو الشباب داخل البرلمان حتى الآن رغم عدم وجود خبرة كافية لدى البعض، ولكن هذا أمر طبيعي جدا فالأمر لا يحتاج خبرة بقدر ما يحتاج احتكاك بالشارع والخبرة تأتي مع الوقت، وهو ما يتطلب من الأحزاب تدريب وتأهيل الكوادر، حتى يتمكن من اختيار الأكفأ.

أما عن كوتة المرأة فرأيت أداء قوي من عدد كبير من الزميلات والأدوات الرقابية على من لم يعرفها أن يتعلمها وهذا أمر عادي جدا وسهل بالممارسة والقراءة والمعرفة، والبرلمان عبارة عن ساحة يتعلم الجميع بها من بعضه ويستفيد ويكتسب خبرات، والأمر المهم هنا أن جميعنا دخل من أجل فعل شيء حقيقي لهذا البلد، وأؤكد لك أننا لا يمكن أن نحكم على التجربة في الوقت الحالي فلازال أمامنا وقت طويل قبل إصدار أي أحكام على التجربة سواء في كوتة المرأة أو الشباب.

ما الذي اختلف بين برلمان 2015 و 2021؟

برغم أن برلمان 2021 هو التجربة الأولى للبعض إلا أنني أرى أن لديهم أداء مختلف ومميز جدا عن البرلمان السابق، وهذا لا يعني أن البرلمان السابق كان سئ، ولكنه كان مثقل بالتشريعات التي يجب أن ينتهي منها، ولذلك لم يتمكن من ممارسة دور الرقابي بشكل كامل، أما البرلمان الحالي فسيمارس دوره الرقابي بشكل أكبر، هذا هو أبرز الاختلاف بين البرلمان السابق والحالي.

البعض يرى أن استدعاء رئيس الحكومة في بداية الفصل التشريعي هدفه التغطية على نقص في البرلمان السابق وأن ما جرى مجرد تمثيلية.. تعقيبك؟

بالطبع هذا كلام غير صحيح بالمرة، "ليه كل حاجة بنشكك فيها وبنشوف أن ورآها حاجة غلط"، جميعنا في البرلمان الحالي يرى أنه آن الأوان أن يمارس النواب دورهم الرقابي بشكل فاعل وتقديم الاستجوابات للحكومة، وأعتقد أن الحكومة حصلت على فرصتها كاملة وحان وقت محاسبتها والرقابة عليها.

وماذا عن التفاعل بين الحكومة والبرلمان؟

هذا أمر هام جدا ويجب أن يغير المجتمع نظرته ومفهومه عن نائب البرلمان ويعرف أن دوره تشريعي وليس دوره نائب خدمات، وهذا الأمر سُيحل بعد تشكيل المحليات ليتفرغ النائب لعمله الرقابي والتشريعي، ولكن هناك دور كبير على الإعلام في تغيير المفهوم الذي نعيش به منذ سنوات طويلة، فهناك خلط كبير بين دور نائب البرلمان وبين ما يطلبه الناس منه، احنا جايين نجيب حق المواطن بالتشريعات والقوانين مش بالخدمات الشخصية.

وما رأيك في عدم علنية جلسات البرلمان؟

بالطبع أتمنى أن تعود إذاعة الجلسات على الهواء حتى يرى المواطنين أداء النواب ويقيموا اختياراتهم، ولا اعرف السبب الحقيقي لمنع اذاعتها، فأكيد هناك مبرر لكن انا مش عارفاه.



يسوق البعض أسباب المنع لعدم استغلال القنوات المعادية لهذه الجلسات.. ما تعقيبك؟

في الحقيقة الناس محتاجة تشوف الجلسات وتقيم النواب على أرض الواقع، وأرى أن القنوات المعادية طوال الوقت تتصيد سوا كانت الجلسات علنية أم لا، ودورنا أن نعمل ونجتهد لخدمة الوطن دون الاهتمام بهذه القنوات لأنها ستستمر في حملاتها ولكن علينا ألا ننشغل بهم لأننا نسير في الطريق الصحيح ولا يقلقنا إطلاقا ما يسوقوه عنا، وأعتقد أن علنية الجلسات ستكون في الصالح العام.

شهد البرلمان السابق شهر عسل بين الحكومة والكتلة المؤيدة بسبب الظرف الإقتصادي والسياسي.. هل تستمر العلاقة الوردية في البرلمان الحالي؟

اعتقد أن الجلسات الأولى للبرلمان ترد على هذا الكلام بشكل قاطع، مفيش حاجة اسمها مع أو ضد على طول الخط، علينا ان نعرض وجهات نظرنا أمام متخذي القرار، ومن الممكن ألا تتلائم سياسة الحكومة مع البرلمان وحينها سيعترض البرلمان وهذا الاعتراض لا يعني أننا في صدام، وحتى موافقتنا على بعض السياسات لا تعني أننا في علاقة وردية.

في السياسة الأمر مختلف لأن الأمور دائما متغيرة ومواقفنا ستكون مرتبطة بقناعتنا، وبالنسبة للبرلمان السابق كما قلت الظرف السياسي أحيانا يفرض نفسه، وأرى أن الانحيازات ستكون بناء على تقييم حقيقي فلن يفرض علينا انحيازات حكومية لا ترضينا، ولن نخضع لابتزاز انحيازات شعبية تضر بالصالح العام.

فمثلا، قانون التصالح الذي اقره البرلمان السابق، فأنا ارى أنه كان في صالح الشعب وخدم الوطن برغم قسوته على المواطنين، والأزمة فقط كانت في ألية التنفيذ ببعض المناطق وليس في القانون نفسه، وهنا يجب أن ننحاز للحكومة، لكن في قانون الضرائب، لا يجوز أن يخصم من موظف حكومة نفس نسبة الخصم من رجال الأعمال، فلا يجوز أن يتساوى الاثنين في دفع الضرائب.

لكن الحكومة لديها مبررات اقتصادية في فرض ضرائب جديدة، والشعب يرى أنه لا يتحمل هذه الضرائب، لمن تنحاز رؤيتك؟

أنا مع وجهتي النظر، فالتنمية المستدامة التي تتبناها الدولة وتحقيق النمو وتوفير عيشة كريمة لكل مواطن يستلزم فرض ضرائب بسبب قلة الموارد، ولكن على الحكومة أن تسعى لخلق بدائل وتنمية الموارد حتى لا تثقل المواطن بضرائب جديدة.

ماذا عن العلاقة بين الكتلة المؤيدة والمعارضة داخل البرلمان، وما تعقيبك على ما حدث مع النائب عبد العليم داوود؟

مبدئيا نحن في حزب مستقبل وطن كنا ضمن القائمة الوطنية التي تضم العديد من الأيدلوجيات ومنهم أحزاب معارضة وشباب في تنسيقية الأحزاب لديهم أفكار معارضة ولكنها رؤية وطنية، وهذا يثبت أننا نعمل على أرض مشتركة ولا خلاف بيننا طالما كانت الأهداف الأساسية هي خدمة هذا الوطن والمساهمة في بنائه وقوته.

أما ما جرى مع النائب عبد العليم داوود، فهذا كان رأي الأغلبية، بالطبع النائب لديه حصانة يقول ما يريد ولكن دون تجريح في غيره أو الإساءة له دون دليل، فالحصانة تعني أن نتحدث مع بعضنا داخل البرلمان باحترام وليس بقلة احترام، وبصفة شخصية أرى أن ما فعله النائب الزميل مجرد شو إعلامي فقط لا غير، ورد الفعل كان قوي لأنه أهان النواب ووجه اتهامات زائفة دون دليل.

مؤخرا وجه اثنين من نواب الكونجرس اتهامات لمصر في ملف حقوق الإنسان.. ما تعقيبك؟

دائما يستخدم الكونجرس زسائل الضغط على الدول من أجل تحقيق مكاسب معينة تخدم أجندتهم، وفي الحقيقة أتعجب من الغرب،ألم يتعلموا من الدرس ويتأكدوا أننا بلد مستقلة لا تقبل التدخلات في شئونها، ولسنا دولة تابعة لكي ننزعج من مثل هذا الأمور.

أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من هذه الضغوط التي لم ولن تؤثر علينا أو تثنينا عن الاستمرار في عملية التنمية المستدامة، وتقيمي لهذا الأمر أنه مجرد جس نبض، والوضع اختلف تماما عما سبق، فهم لديهم رؤية استباقية وأجندة يحاولون فرضها، ونحن لدينا رؤيتنا التي تخصنا ونسعى لتطبيقها.