الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بسبب محاكمة رئيسها السابق.. السيناريوهات المحتملة في جنوب إفريقيا

الرئيس نيوز

تواجه جنوب إفريقيا الآن، اثنين من السيناريوهات المحتملة: إما امتثال رئيسها السابق لأمر المحكمة الدستورية والإدلاء بشهادته، أو السماح له بتحدي المحاكم، فيما تعهد رئيس جنوب إفريقيا السابق "جاكوب زوما" بأنه لن يمثل أمام هيئة قضائية لمحاكمته بتهمة الفساد، خلال فترة رئاسته التى استغرقت تسعة أعوام، وبذلك تختار البلاد بين أزمة سياسية وأخرى دستورية وكل منهما تهدد نظام ما بعد الديمقراطية.

وانتقد زوما إصرار المحكمة على قيامه بالإدلاء بشهادته وادعى أن رئيسها القاضي ريموند زوندو، كان صديقًا شخصيًا، وبالتالي يجب أن يتنحى عن رئاسة اللجنة القضائية، وحكمت المحكمة الدستورية الأسبوع الماضي بأن الرئيس السابق يجب أن يمتثل لإجراءات التحقيق بحزم لأن "المزاعم التي تم التحقيق فيها خطيرة للغاية لدرجة أنها تشكلت تهديدًا كبيرًا للديمقراطية الوليدة في هذا البلد".

ثم جاءت الكلمات الأكثر دلالة: "إن سلوك الرئيس السابق هو مخالفة مباشرة لسيادة القانون، وفي نظامنا القضائي، ينبغي ألا يكون أحد فوق القانون"، وبعد التفكير في الحكم خلال عطلة نهاية الأسبوع، صرح زوما علانية أنه سيتحدى أمر المحكمة، مما يوحي، وفقًا لصحيفةDaily Maverick  بأنه يعتقد أنه بالفعل "فوق القانون".

وقرر زوما نقل الجدل الدائر حول الموقف الراهن خارج المجال القضائي إلى الساحة السياسية، قائلاً إن قراره عدم الإدلاء بشهادته تأثر بتلقيه "عددًا هائلاً من رسائل الدعم من أعضاء المؤتمر الوطني الإفريقي والجمهور بشكل عام بعد الاجتماع الأخير، كما وصف قرار المحكمة بأنه استثنائي وغير مسبوق حيث قررت، حسب وصفه أنه كمواطن، لم يعد بإمكانه "أن يتوقع حماية حقوقه الدستورية الأساسية ودعمها وفقًا لدستور البلاد".

وتابع أن أبناءه والمقربين منه قد تم استهدافهم ومضايقتهم. واتهم الهيئة القضائية بالتحيز، وقال إنه يشعر بأنه أعزل، إذ قال في بيان: "من الواضح أنه يجرى تسييس القوانين فى هذه الدولة ".

وتجدر الإشارة إلى أن زوما اضطر للاستقالة من رئاسة جنوب إفريقيا، خلال عام 2018 بتهمة التورط في فضائح تتعلق بالكسب غير المشروع،
والمفارقة اللافتة هي أن زوما هو الذي أمر بتشكيل الهيئة القضائية المطلوب مثوله أمامها قبل فترة قصيرة من خروجه من المنصب، ولم يدل أمامها بشهادة سوى مرة واحدة في يوليو عام 2019، ثم تعلل بأسباب صحية تمنعه من الحضور إلى المحكمة أو بالاستعداد لمواجهة قضية فساد أخرى تتعلق بصفقة أسلحة خلال فترة التسعينيات وستستأنف خلال فبراير الجاري.