الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

«استنزاف وكيد».. دعاوى الزنا ضد الزوجات فى المحاكم

أرشيفية
أرشيفية

الرجل الذى لايتحلى بالمسؤولية .. ظاهرة اجتماعية باتت تنتشر فى المجتمع الأمر الذى جعل وجود زيادة فى حالات الطلاق فى مصر، وبحسب إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن حالات الطلاق العام الماضى وصلت ما يقارب 15 ألف حالة، بينهم تجاوز الزوج لحدود الأدب وتدهور أخلاقه بسبب دعوى الزنا التى يرفعها ضد زوجته وتصبح مجرد دعوى كيدية.

 
ماذا يقول القانون فى هذا الشأن؟ 
قال أحمد زين العابدين، المحامى والخبير المتخصص في قضايا الأسرة، إن اتهام الرجل لزوجته بهذه التهمة الشنيعة وهو يعلم أنه يفتري عليها؟! يجيب قائلا:، بالفعل أصبحت تلك القضية متشعبة وكثرت بشدة فإثبات جريمة الزنا لها عدة حالات منها التلبس، أو اعتراف من الزوجة صراحة أمام المحكمة، أو يقوم الزوج بالتسجيل لزوجته عن طريق التليفون وهو أمر غير قانوني لكن يؤخذ في الاعتبار أحيانا أمام محاكم الأسرة،وممكن أن يقوم بعمل شيء اسمه تتبع لهاتف زوجته، أو أن يقدم اسطوانات عليها صور فاضحة لها أو رسائل متبادلة بينها وبين الغير!

وذكر زين إذا ثبت براءتها وهذا يحدث في أغلب هذه القضايا، فهنا يمكن للزوجة أن ترفع عليه دعوى تعويض للتشهير بها وبسمعتها وقد تصل العقوبة بجانب التعويض المادي للحبس من 3 إلى 6 أشهر.

وتابع : "مع الاسف هذه الكارثة ظهرت بسبب لعبة من بعض المحامين الذين ليس لديهم ضمير، فقد ظهرت تلك القضايا منذ قرابة العامين ونحن نعاني منها، لانه بمجرد أن يتقدم الزوج ضدها بدعوى زنا تتوقف كل القضايا التي تقدمت بها أمام محكمة الاسرة، رغم علمه أنه بلاغ كيدى لكن تتعطل كل قضاياها لحين الفصل في دعواه، ومعي عدد كبير من القضايا لزوجات يعانين من نفس المشكلة. 

وأشار إلى أن الضحية دائما في هذا الموضوع هى المرأة التى هى نصف المجتمع، وحتى إذا تم حفظ دعوى الزنا أو رفضها بتكون قد تسببت فى تعطيل كل حقوق الزوجة ويضطرها الامر في اغلب الاحوال أن تتنازل عن حقوقها وتوافق علي الطلاق علي الإبراء أو تتقدم بدعوى خلع بدلا من الطلاق وبها تضيع أيضا حقوقها، ولابد أن يكون هناك ضوابط وقضاة متخصصين في قوانين الاحوال الشخصية والفصل ما بين قضايا الزنا واتهامات الزوج لزوجته وما بين طلب الزوجة لحقوقها من طلاق او نفقة او غيرها، كما انه لابد من رادع وقانون قوي يقف في وجه من يتهم زوجته فى شرفها لمجرد الانتقام منها.

العلاج النفسى مهم
وتؤكد الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسي، إذا التمسنا العذر للزوج الذي يفعل ذلك ونصفه بأنه مريض نفسيًا ونرفع عنه المسؤولية، فهذا يشجع غيره على هذا الفعل فالذي يفعل ذلك فهو شخصية سيكوباتيه وسمات هذه الشخصية الكذب ولديه عدوانية ضد الآخرين واحساس بالدونية، وأن الغاية لديه تبرر الوسيله، وأن غايته هي الإيذاء والانتقام ووسيلته التشهير بزوجته وفضحها والتنكيل بها دون أن يهتم بمن سيدفع الثمن، المهم ان يحقق هدفه بالانتقام وتوفير فلوسه، وتابعت قائلة: للاسف زادت هذه القضايا أمام محاكمنا، ولابد من وقفة وتدخل المشرع في هذا الأمر وعقابه بأقصى عقوبة ممكنة، مشيرة إلى أن تفشي هذا الأمر يعطي مؤشرًا بخطورة انتشار السلوك العدواني بين أفراد الأسرة. 
 
3 آلاف دعوى كيدية 
ووفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن محاكم الأسرة، فقد وصلت عدد الدعاوى الكيدية التى أقامها الأزواج ضد زوجاتهم واتهموهم فيها بالخيانة وارتكاب جريمة الزنا، وكشفت التحقيقات عدم صحتها وصلت لـ 3 آلاف دعوى من 4 سنوات ، فيما تم رصد عدد من حالات الزنا والدعاوى أمام محاكم الأسرة، وصلت الى آلاف الدعاوى، حسمت التحقيقات أغلبها وأكدت كيديتها، الهدف منها هو التجريح بالزوجة والتشهير بها بهدف إما إسقاط الحضانة أو الهروب من النفقة.