الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«تسونامي بطئ».. الأمم المتحدة تعلق على الأوضاع في سوريا بعد عقد من الصراعات

الرئيس نيوز

بعد عقد من الصراع والانهيار الاقتصادي الذي تفاقم بسبب جائحة كورونا، تحدث مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمام مجلس الأمن عن "تسونامي بطيء يجتاح الآن جميع أنحاء سوريا".

قال المبعوث الخاص جير بيدرسن: "اليوم، يعاني الملايين داخل البلاد وملايين اللاجئين في الخارج من صدمة عميقة، وفقر مدقع، وانعدام الأمن الشخصي، وانعدام الأمل في المستقبل".

وأضاف أن عشر سنوات من الموت والنزوح والدمار والعوز "على نطاق هائل" تركت ملايين السوريين يعانون من "الصدمات العميقة والفقر المدقع وانعدام الأمن الشخصي وانعدام الأمل في المستقبل".

ورسم مبعوث الأمم المتحدة صورة قاتمة لما ينتظر الداخل السوري في عام 2021. واستشهد بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أوتشا، في قوله إن أكثر من ثمانية من كل 10 أشخاص يعيشون في فقر، وقد قدر برنامج الغذاء العالمي أن 9.3 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ومع ارتفاع التضخم ونقص الوقود، يتوقع أن تكون السلطات غير قادرة على توفير الخدمات والسلع الأساسية. كما يستمر الوباء في التسبب في خسائره.

وقال المسؤول الأممي: "السوريون يعانون"، متحدثاً علناً ضد العقوبات الاقتصادية التي من شأنها أن تفاقم محنة السوريين، محذرا من أن "المجتمع الممزق يواجه المزيد من التفكك لنسيجه الاجتماعي، ونثر بذور المزيد من المعاناة والمزيد من عدم الاستقرار".

وقال مبعوث الأمم المتحدة إن المدنيين لا يزالون يُقتلون في تبادل إطلاق النار وهجمات العبوات الناسفة بينما يواجهون مخاطر تتراوح "من عدم الاستقرار والاعتقال التعسفي والاختطاف والإجرام وأنشطة الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة الأمم المتحدة".

وقال إن "العملية السياسية لم تحقق بعد تغييرات حقيقية في حياة السوريين ولا رؤية حقيقية للمستقبل"، مشيرًا إلى الحاجة إلى خطوات بناء الثقة، مثل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ؛ معلومات عن المحتجزين والوصول إليهم ؛ ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.

علاوة على ذلك، فإن الانتخابات الحرة والنزيهة، على النحو المتوخى في قرار مجلس الأمن 2254، "تبدو بعيدة المنال في المستقبل. ودعا إلى "دبلوماسية دولية أكثر جدية وتعاونية" وحث الدول على البناء على المصالح المشتركة، بما في ذلك الاستقرار ومكافحة الإرهاب ومنع المزيد من النزاعات التي "يمكن أن تطلق تقدمًا حقيقيًا ويمكن أن ترسم مسارًا آمنًا للخروج من هذه الأزمة لجميع السوريين".

وأشار بيدرسن إلى أنه، بناءً على الواقع الجديد الذي فرضته الجائحة، ستنعقد اللجنة الدستورية التي يقودها السوريون ويملكها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل.

وأوضح: "نحتاج إلى ضمان أن تبدأ اللجنة في الانتقال من" إعداد "الإصلاح الدستوري إلى" الصياغة "، كما هو مفوض لها".

وتحدث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، عن "المستويات المرتفعة تاريخياً" لأسعار المواد الغذائية والانخفاض "الحاد" في قيمة العملة السورية التي أدت مجتمعة إلى انعدام الأمن الغذائي.

وقال للسفراء: "نتيجة لانخفاض القوة الشرائية، أفاد أكثر من 80 في المائة من الأسر بالاعتماد على آليات التأقلم السلبية لتوفير الغذاء".

ومما يثير القلق الشديد استمرار الأزمة الاقتصادية التي تسببت في نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الشتاء، وزيادة الاعتماد على عمالة الأطفال.

علاوة على ذلك، تسبب الطقس القاسي في حدوث فيضانات واسعة النطاق، مما أجبر السوريين على "قضاء ليال كاملة واقفين في خيامهم بسبب ارتفاع منسوب مياه الفيضانات"، على حد قول منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي يفاقم فيه وباء فيروس كورونا الأزمة الاقتصادية، قال إنه وسط اختبارات محدودة، "هناك مؤشرات على أن سوريا ربما تشهد موجة جديدة من الإصابات".

مساعدة المحتاجين
وانتقل إلى الأوضاع اليائسة في مخيم الهول سيئ السمعة، وأكد المسؤول الأممي أنه يجب توفير الأمن دون تعريض السكان للخطر أو انتهاك حقوقهم أو تقييد وصول المساعدات الإنسانية.

وذكَّر بأن معظم الأشخاص هناك البالغ عددهم 62 ألفًا تقل أعمارهم عن 12 عامًا، و "يكبرون في ظروف غير مقبولة".

وشدد لوكوك على تركيز الأمم المتحدة على الاحتياجات الإنسانية المنقذة للحياة، وقال إن المنظمة ملتزمة بمساعدة "التمويل الكافي، وتحسين الوصول، ووضع حد للعنف الذي عذب السوريين منذ ما يقرب من عقد من الزمان".