الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صراعات طرابلس.. السراج يستعين بـ«الصقور» ضد باشاغا

الرئيس نيوز

بعث رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق، فايز السراج، برسالة واضحة في الأسبوع الجاري إلى وزير الداخلية فتحي باشاغا والبعثة الأممية ورئيستها ستيفاني ويليامز، بأنه ينوي البقاء في منصبه.

ورجحت صحيفة جلوبال نيوز الكندية أن السراج يحصن نفسه لهذا الغرض وراء عدد من أمراء الحرب، وقادة الميليشيات لإفشال أي صيغة تسوية لا ترضيه هو وحلفائه.

قرر السراج إنشاء جهاز أمني يسمى "هيئة دعم الاستقرار"، في الوقت الذي فتحت فيه بعثة الأمم المتحدة الباب للتصويت على آلية انتخابية للسلطات الجديدة في ليبيا، كما وافقت عليه اللجنة الاستشارية في اجتماع جنيف الأسبوع الماضي، وعندما أكدت ويليامز أن العملية جارية للاتفاق على توزيع السلطات الجديدة.

عين السراج أحد أبرز أمراء الحرب في طرابلس، عبد الغني الككلي، قائد ميليشيا أبو سليم- الدعم المركزي، مع ثلاثة نواب، هم: محمد حسن أبو زريبة قائد ميليشيا "أبو صرة" في الزاوية، وأيوب أبو. راس الذي تولى قيادة كتيبة ثوار طرابلس لمدة عام وموسى ممسوس القائد الميداني لميليشيا "القوة المتنقلة" المكونة من مسلحين أمازيغ موالين لحكومة الوفاق الوطني.

ومنح السراج للجهاز صلاحيات تنفيذية منها: "تعزيز الإجراءات الأمنية الهادفة إلى حماية المباني الرسمية للدولة من أي تهديدات أمنية، وكذلك تعزيز حماية المسؤولين عند الاقتضاء، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة، والمشاركة. في تأمين وحماية الاحتفالات والمناسبات الرسمية".

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة The Arab Weekly إن "هذا القرار يأتي في إطار محاولات السراج حماية نفسه خلف أمراء الحرب وميليشياتهم في مواجهة فتحي باشاغا".

وبحسب المصادر فإن هدفه هو "إحباط أي محاولة لتشكيل حكومة جديدة". القادة في تنفيذ نتائج التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، بما في ذلك اختيار رئيس جديد للمجلس الرئاسي، الذي قاده السراج على مدى السنوات الخمس الماضية، بناءً على اتفاقية الصخيرات في ديسمبر 2015 ".

وأشارت المصادر إلى أن السراج سبق أن عين عددا من أمراء الحرب الآخرين في مناصب حساسة رئيسية، ومن بينهم عماد الطرابلسي قائد ميليشيا فرقة العمل الخاصة الذي عين رئيساً لأجهزة المخابرات ولطفي الحريري القائد الميداني في ميليشيا الدعم المركزي المعروفة بميليشيا الغنيوة نسبة إلى اسمها. القائد عبد الغني الككلي - عين مديرا لجهاز الأمن الداخلي، مشددين على أن أبرز ما يميز هذه التعيينات أنها لا تشمل أي أمير حرب من مصراتة أو مدن قريبة مثل زليتن أو الخمس، وإنما تشمل فقط قادة الميليشيات من طرابلس والمدن الواقعة في الغرب، خاصة الزاوية ومناطق الجبال الغربية.

وأضافت المصادر أن التعيينات الأمنية الأخيرة أثارت جدلاً واسعاً داخل مؤسسات الدولة الرئيسية في طرابلس، وفسرت على أنها محاولة من السراج لفرض نفسه في المنصب.

يواجه طموح السراج بالاحتفاظ بمنصبه رفضًا دوليًا وإقليميًا، وفي نفس الوقت يبدو أن فرص منافسه باشاغا في رئاسة الحكومة الجديدة آخذة في التحسن، ويبدو أن هذا عمّق الصدع داخل حكومة الوفاق الوطني بين معسكر مصراتة ومخيم طرابلس والمناطق المتحالفة بينهما على التوالي.

واعتبرت المصادر أن التعيينات الأخيرة للسراج كانت بمثابة إعلان حرب على مصراتة وباشاغا، وأن السراج يستعد لمواجهة محتملة مع مليشيات مصراتة أو غيرهم من الأبطال الذين قد يحاولون فرض تسوية سياسية لا ترضي رئيس حكومة الوفاق الوطني. المجلس الرئاسي وحلفاؤه. في ديسمبر الماضي، نقل السراج السيطرة على ميليشيا الردع الخاصة - أكبر ميليشيا الردع الخاصة وأكثرها تسليحا في الجزء الغربي من البلاد - إلى رئاسة المجلس الرئاسي بدلا من وزارة الداخلية، ووضع عددا من قادة الميليشيات في مواقع أمنية حساسة.

ويرى مراقبون أن السراج لا يسعى فقط للدفاع عن نفسه وراء أمراء الحرب، بل يعمل أيضًا على تعزيز قوة ميليشياتهم لإحباط مخططات باشاغا المقرب من حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والذي أعلن عنه قبل أيام، قبل ذلك كانت تعتزم شن عملية تحمل اسم "صيد الثعابين".

وقيل إن العملية استهدفت الجماعات المسلحة غير الشرعية وعصابات التهريب والاتجار بالبشر وعناصر إرهابية، فيما أشارت قائمة مسربة لأهداف العملية إلى أنها تضم ​​ميليشيات قريبة من السراج ووزير الدفاع صلاح الدين النمروش الذي أكد معارضته للعملية، ويرى مراقبون أن ميليشيات أبو سليم- الدعم المركزي مدرجة على قائمة أهداف "صيد الثعابين"، وهو ما دفع السراج إلى تعيين زعيمه عبد الغني الككلي ليكون رئيسًا لمركز دعم الاستقرار.