تسوية الخلافات الداخلية.. تفاصيل استعدادت «حماس» للانتخابات التشريعية
تحاول حركة حماس الفلسطينية ترتيب شؤونها لأنها ترى تحديات كبيرة أمامها، خاصة بالتزامن مع الانتخابات العامة، التي أعلن الرئيس محمود عباس إجراءها على مرحلتين: انتخابات تشريعية في مايو، وانتخابات رئاسية في يونيو.
ووفقًا لصحيفة "جلوبال تايمز" الكندية، جرت خلال الأشهر القليلة الماضية مفاوضات ماراثونية، بين فتح وحماس برعاية أطراف إقليمية حول تنظيم أول انتخابات منذ ما يقرب من 16 عامًا، فيما يبدو أن المقصود من الانتخابات هو "تجديد الشرعية" وتكريس الحقائق الحالية في غزة والضفة الغربية.
مؤشرات المناصب القيادية
وبحسب مؤشرات من داخل الحركة، يبدو أن موضوع المناصب القيادية قد حُسم، ومن المرجح أن يحتفظ رئيس المكتب السياسي الحالي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بمنصبه، فيما سيعود الزعيم السابق خالد مشعل إلى المشهد.
وقال مصدر في حماس لصحيفة The Weekly الأمريكية إن الاتفاقات تم التوصل إليها في إطار التحضير لانتخابات الحركة التي من المقرر أن تبدأ خلال أيام في ثلاث مناطق منفصلة - قطاع غزة والضفة الغربية وخارج المناطق - وستستمر لعدة أسابيع.
وقال المصدر إن انتخابات حماس الداخلية ستمر بعدة مراحل سرية - من ممثلين إقليميين إلى مجلس شورى الحركة الذي ينتخب بدوره أعضاء المكتب السياسي للحركة.
تنافس 3 مرشحين
وبحسب المصدر، يتنافس ثلاثة مرشحين على رئاسة المكتب السياسي، وهم رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، وانتخب هنية، القيادي السابق في حركة حماس في قطاع غزة، رئيساً للمكتب السياسي في عام 2007، خلفاً لمشعل الذي امتنع عن الترشح وفقاً لأنظمة الحركة وأنظمتها التي حددته بفترتين.
في المقابل، أوضح المصدر أن قيادة حماس في الخارج ستكلف بمشعل، وسيواصل العاروري الإشراف على الحركة في الضفة الغربية، وبالتالي يستمر في منصب نائب رئيس المكتب السياسي، وفق نظام الحركة الداخلي، مشيرًا إلى أن هنية تلقى دعما من الفلسطينيين داخل المناطق إضافة إلى دعم قادة حماس في الخارج، خاصة في لبنان، حيث قام بزيارة مطولة في أيلول الماضي.
وأثناء إقامته في لبنان، أصبح هنية أول مسؤول في مكانته يزور مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، حيث لقي استقبالًا شعبيًا قويًا عزز فرصه بين أعضاء حماس في الخارج، حيث يستضيف لبنان أكبر جمهور عربي لحركة حماس في الخارج، بعد أن غادر قادتها سوريا بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة الشعبية هناك في عام 2011.
الانتخابات التشريعية
في نفس الوقت، زعيم حماس الحالي في غزة، يحيى السنوار، يتنافس مع عدد من قادة الحركة. لكنه يعتبر المرشح الأقوى لإعادة انتخابه، إذ يحظى بدعم واسع من القيادة العسكرية للحركة، بحسب المصدر، يقال إن حماس أنهت انتخابات قيادتها داخل السجون الإسرائيلية لكنها لم تكشف عن نتائج التصويت.
ولم تعلن حماس رسميًا ما إذا كانت ستشارك في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 31 يوليو، مشيرة إلى أن الحركة فازت بأغلبية المقاعد في انتخابات المجلس التشريعي لعام 2006.