الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مفاوضات سد النهضة.. خبراء يتحدثون عن مستجدات الأزمة قبل جلسة الغد

الرئيس نيوز


تشهد مفاوضات سد النهضة، حالة من الغموض وتصاعد التوتر نتيجة موقف السودان و انسحابه من الاجتماعات، قبل ساعات من الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى غداً الأحد، بالإضافة إلى تطورات الموقف وفشل التوافق بين الدول الثلاثة حول منهجيه استكمال المفاوضات، وعدم نجاح الإتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر بخصوص إجراءات التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد طوال عام 2020 والاسبوع الأول من العام الجارى.

وشهد الأسبوع الماضي إجتماعا سداسيا فشل فى تقريب وجهات النظر حول الأزمة التي لا تزال تراوح مكانها، وفى ظل حالة التعنت الأثيوبى المستمر، ووساطة الولايات المتحدة والبنك الدولي التي انتهت دون التوصل لاتفاق بعد تغيب الجانب الإثيوبي عن اجتماع توقيع الاتفاق فى واشنطن العام الماضي، ومع انسحاب السودان من اجتماع الاثنين الماضى.

ودعا خبراء إلى اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي بشأن ما يتعلق بأزمة بناء سد النهضة، وتطبيق ما ورد فى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لجعل الدول تمتثل لقواعد القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية فى الخلافات، وهو ما يعنى شهادة وفاة لوساطة الاتحاد الإفريقي.


موقف السودان فى المفاوضات

وأكدت مصر على ضرورة التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم ونهائي حول الملء والتشغيل للسد، وآلية فض المنازعات، وقواعد الملء والتشغيل خلال سنوات الجفاف والجفاف الممتد، مؤكدة على أهمية وجود الدول الثلاث على طاولة المفاوضات للوصول إلى توافق وإتفاق قانونى ملزم يعكس الرغبة فى الحل، وجدت ذلك خلال لقاءات وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن. 

يأتى ذلك فى ظل تذبذب وغموض موقف السودان،مع عدم حضوره المباحثات، والذى أعرب عن قلقه من إعلان وزير الري والكهرباء الإثيوبى نية بلاده المضى قدمًا فى تنفيذ الملء للعام الثانى فى يوليو المقبل، دون إخطار مسبق أو توقيع اتفاق أو تبادل للمعلومات.

وأكد وزير الرى السودانى ياسر عباس، فى رسالة إلى وزيرة التعاون الجنوب الإفريقية التى تترأس المفاوضات، عن قلق بلاده البالغ ، وعلى الإلتزام بمواصلة التفاوض تحت رعاية الاتحاد حال تعديل المنهجية بإعطاء دور أكبر للخبراء، لافتاً إلى أن السودان لا يحتمل ولا يتحمل المضى فى مفاوضات لا نهاية لها، دون نتائج أو حلول ذات قيمة.


مجلس الأمن الدولي ينتظر التدخل


من جانبه، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن الدعوة الجديدة للمفاوضات تأتى فى ظل فشل الإتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر بخصوص إجراءات التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات شحيحة الإيراد السنوي لنهر النيل، كما تشهد المفاوضات تخبطا كبيرا وانسحاب السودان مما يزيد من الخسائر وفشل التوافق بين الدول الثلاثة، لأنه طلب أن تكون الإجتماعات ثنائية بين كل دولة من طرف والإتحاد الإفريقي طرف ثان، ولكن فوجيء بأنها إجتماعات ثلاثية.

وأوضح أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إن الاتحاد الإفريقى ان لم يستطع الوصل إلى اتفاق بنهاية هذا الشهرأمامه سيناريوهان،  فإنه بالتالى إما نقل الملف الى الرئاسة الجديدة واستنزاف الوقت وهذا هو الأقرب، أو اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي وإعلان فشل المفاوضات والبحث عن حل للازمة. 

وأكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن مصر تركز خلال المفاوضات الجارية على مسألة الملء والتشغيل وأمان سد النهضة، خاصة وأن إثيوبيا لم تقدم أى دليل على انها قامت بالاجراءات المطلوبة، مشيرًا إلى أن بدون شك فإن السد مهم لدول الإتحاد الإفريقي خاصة مع ترويج إثيوبيا للطاقة التي سينتجها السد وخصوصا ان معظم الدول الإفريقية فى حاجة إلى هذه الطاقة، أما السودان فهو المستفيد الأول من إنشاء السد حتي أكثر من إستفادة إثيوبيا نفسها، وبالفعل تعاقد السودان مع إثيوبيا على شراء جزء من الطاقة التس سينتجها السد.

وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إن الإتحاد الإفريقي فشل في إحداث تغيير بالموقف وتقديم حلول وتوافق بين الدول الثلاث، ولم يقدم الحل الذي يرضينا، كما أن الخشية والتخوف أن تكون التوصية الناتجة عن هذه الجولة هي استمرار المفاوضات تلك اللعبة التي أجادتها إثيوبيا باستمرار وتؤدى لعرقلة التوافق.