الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم صراع المتوسط والأزمة الليبية.. لماذا يحاول أردوغان مغازلة القاهرة؟

الرئيس نيوز

مرة أخرى، تحاول تركيا التواصل مع مصر من أجل التقارب السياسي، فقبل بضعة أيام، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين بأن بلاده ومصر تعملان على صياغة خارطة طريق لعلاقاتهما الثنائية.

وأضاف أن وزارتي المخابرات والخارجية التركية ونظيرتها المصرية على اتصال لتعزيز العلاقات بينهما، وفق مبدأ عدم الصراع في المحافل الدولية.

تأتي تصريحات جاويش أوغلو بعد أشهر قليلة من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رغبة تركيا في فتح حوار مع مصر في سبتمبر الماضي، إذ قال في تصريحات لوسائل الإعلام: "لا مشكلة لدينا في الحوار مع مصر.. المحادثات الاستخباراتية مع مصر متعددة وممكنة، ولا عقبات تقف في الطريق ".

لم تعلق مصر رسميًا على تصريحات جاويش أوغلو، لكن مصدرًا دبلوماسيًا مصريًا قال لصحيفة "جلوبال نيوز" الكندية - بشرط عدم الكشف عن هويته - إن "القاهرة تنتظر أفعالًا، وليس مجرد تصريحات إعلامية.. يجب أن تتماشى الإجراءات على الأرض مع الكلمات".

ويعتقد محللون ومراقبون سياسيون في مصر أن التصريحات المتكررة من تركيا حول دعوات لإجراء حوار مع مصر، تهدف إلى التنسيق في قضيتين رئيسيتين: الأزمة الليبية وقضية الغاز في شرق المتوسط، ولكن تصريحات جاويش أوغلو بشأن العلاقات مع مصر لم تضف شيئًا جديدًا، وأردوغان أدلى بتصريحات مماثلة بالفعل، كما فعل مستشاره ياسين أقطاي، من بين مسؤولين آخرين، والهدف هو الدخول في حوار سياسي مع مصر بشأن ليبيا وشرق المتوسط .

ولفت موقع فرانس 24 إلى أن  الأتراك ربما يريدون من خلال حوارهم مع القاهرة، الوصول إلى تفاهمات تتعلق بقضية الغاز في شرق البحر المتوسط​​، حيث شعروا أنهم مستبعدون من الملف عندما أنشأت مصر منتدى غاز شرق المتوسط.

وأدركت أنقرة أيضًا أن القاهرة تخطو خطوات كبيرة في المنطقة من خلال العلاقات المختلفة والتعاون العسكري مع فرنسا واليونان وقبرص والإمارات العربية المتحدة وروسيا في وقت لاحق.

جاءت تصريحات جاويش أوغلو، بشأن العلاقات مع مصر عقب اجتماع وفد مصري رفيع المستوى مع مسؤولين ليبيين من حكومة الوفاق الوطني في 27 ديسمبر في أول زيارة من نوعها إلى طرابلس منذ ست سنوات.

وغرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية محمد القبلاوي في 27 ديسمبر قائلاً: "وعد الوفد المصري الليبيين بإعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس قريباً".

وسبقت زيارة الوفد المصري إلى طرابلس زيارة مماثلة لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار قبل ساعات قليلة، لكن الهدف من التصريحات التركية المتكررة بشأن العلاقات مع مصر هو على الأرجح "نقل رسائل إيجابية لمصر مفادها أن تركيا تتغير وتريد إطلاق حوار مباشر مع مصر"، بينما لم يتغير شيء، والاستفزازات الإعلامية والسياسية التركية ضد مصر مستمرة.

مصر والجزائر

ناقش السيسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون في اتصال هاتفي في 31 ديسمبر الأزمة الليبية، واتفقا على تكثيف التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة بين البلدين لاستعادة الاستقرار والأمن في البلد المجاور.

أحرزت مصر مؤخرًا تقدمًا في استعادة العلاقات المتوترة الأخرى. حضر وزير الخارجية سامح شكري قمة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية في 3 يناير، ووقعت اتفاقية مصالحة تهدف إلى إنهاء الخلاف الدبلوماسي الذي دام ثلاث سنوات ونصف بين قطر من جهة ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى.

لكن بعض المتشائمين من المراقبين يعتقدون أن التصريحات التركية المتلاحقة ما هي إلا وسيلة لتفكيك التحالف المصري مع اليونان وقبرص والإمارات والأردن وفلسطين في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وإرسال رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة جو بايدن برغبة تركيا في الانفتاح على شركاء واشنطن في المنطقة.


دعوات الحوار التركية تستهدف أثينا أيضًا

يتحدث الأتراك عن الحوار ولكنهم لا يسعون إلى إنجازه أو تحويله إلى واقع ملموس، هذا المنهج ليس مقتصرًا على القاهرة، بل هو موقف متكرر مع أثينا. حيث دعت تركيا الأسبوع الجاري اليونان مرة أخرى إلى حل الخلافات بين البلدين في شرق البحر المتوسط ​​وإجراء محادثات استكشافية بالإضافة إلى محادثات بشأن عدم الاعتداء.

جاءت التصريحات التكية، هذه المرة، على لسان وزير الدفاع خلوصي أكار قبيل اجتماعه مع السفير الألماني لدى تركيا يورجن شولتز، حيث قال: "نعتقد أن المشاكل بين تركيا واليونان يمكن ويجب حلها كجزء من المفاوضات". وقال أكار إن أنقرة تعطي الأولوية لعلاقات حسن الجوار والحوار والمفاوضات، ولكنه ضجيج بلا طحين.