تغير الصورة النمطية عن المرأة.. قصة شابة مصرية تقتحم عالم ميكانيكا السيارات
اعتاد والد الشابة المصرية لقاء الخولي أن يطلب منها ارتداء ملابس العمل، عندما كانا يذهبان إلى مدينة الأقصر، لشراء لوازم الصيانة وقطع الغيار لورشة إصلاح السيارات التي يكسب منها عيشه.
كانت تلك طريقته في إظهار أن ابنته ميكانيكية مثله تمامًا للناس، ومواجهة المعتقدات الراسخة حول أدوار الجنسين التي تُبقي جميع النساء، باستثناء عدد قليل من المهن الذكورية التقليدية في المجتمع المصري المحافظ اجتماعياً.
تعمل لقاء الخولي، البالغة من العمر 24 عامًا، في إصلاح السيارات منذ أكثر من عقد في إسنا وقد استحوذت على الاهتمام على المستوى الوطني - حيث أشاد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتبارها أول ميكانيكية سيارات في صعيد مصر.
هذا الشهر، افتتحت لقاء مركزًا خاصًا بها لصيانة السيارات في الأقصر القريبة من إسنا، كما تساعد الميكانيكيات الطموحات الأخريات على دخول التجارة التي يهيمن عليها الرجال، خاصة أولئك الذين يواجهون ضغوطًا اجتماعية أو عائلية بسبب اختيارهم الوظيفي.
وقالت لقاء الخولي لويترز: "لا يتعلق الأمر بتحقيق أحلامي المهنية فحسب، بل أيضًا بمد يد العون لنساء أخريات يواجهن تحديات اجتماعية يمكن أن تضطرهن ظروف الحياة للخروج والعمل ليصبحن ميكانيكيًا".
وقالت إنها كانت محظوظة لأن والدها، الذي توفي في عام 2016، كان يدعمها منذ أن أبدت لأول مرة شغفًا بالمهنة في سن 11، وقالت الخولي لمؤسسة طومسون رويترز: "أنا متأكد من أن هناك العديد من النساء الأخريات المتحمسات للوظيفة ولكن لا يجدن الدعم والمساعدة الكافيين"، وفقًا لمؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي لعام 2015، تحتل مصر مرتبة منخفضة في المساواة بين الجنسين مقارنة بالدول الأخرى.
وصنف المؤشر، الذي يقيس التفاوتات بين الرجال والنساء عبر البلدان، مصر في المرتبة 136 من بين 145 دولة، وأشار إلى أن حوالي ربع النساء المصريات فقط لديهن وظائف مدفوعة الأجر مقارنة بنحو 80 في المائة من الرجال.
تنظم الخولي ورش عمل تدريبية للنساء المهتمات بصيانة السيارات في مسقط رأسها وفي طنطا، إلى الشمال من العاصمة القاهرة حيث اعتادت العمل في مجال إصلاح السيارات، وحتى الآن، شاركت حوالي 20 امرأة في محاضراتها وقالت لقاء إنها تخطط لتوظيف بعضهن في مركزها الجديد، موضحة: "من تجربتي التدريبية مع الرجال والنساء، يمكنني القول بثقة أن النساء أفضل بكثير لأنهن أكثر شغفًا بأي شيء جديد يقمن به". وقابلت رويترز "نورهان أحمد"، إحدى طالبات الخولي، 25 سنة، تعمل بالفعل في مركز صيانة السيارات.
وقالت نورهان إنها لطالما أحببت السيارات وأرادت معرفة المزيد عن صيانة السيارة، إما لوظيفة محتملة أو عندما تشتري سيارتها الخاصة، لكنها لم تتمكن أبدًا من العثور على دورات تستهدف النساء، إلى جانب جهودها لمساعدة النساء الأخريات على دخول المهنة، تمتلك الخولي خططًا طموحة لأعمالها وتأمل في فتح العديد من الفروع في مصر وحتى إطلاق علامة تجارية يمكن منحها امتيازًا في الخارج، وقالت "هذا حلم بالنسبة لي وأعتقد أنني سأحققه في يوم من الأيام".