الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مستجدات أزمة سد النهضة.. وخبراء: المحصلة النهائية صفر

الرئيس نيوز


اختتمت وقائع الاجتماع السداسي الوزاري الأول لوزراء الرى والخارجية فى "مصر والسودان وإثيوبيا "، حول أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي، برئاسة جنوب أفريقيا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، من دون توافق حقيقى على قواعد الملء والتشغيل للسد، بينما أكدت مصر على ضرورة التوصل في أقرب فرصة ممكنة على اتفاق، قبل بداية المرحلة الثانية من ملء خزان السد، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمن في الوقت ذاته حقوق مصر ومصالحها المائية.

كما استعرضت الدول الثلاث خلال الاجتماع مواقفها، بشأن إمكانية التوصل إلى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات في ظل التطور الإيجابي بتقديم الخبراء الأفارقة لمذكرة إتفاق للدول الثلاث، بينما أكد السودان صعوبة الموقف في ظل عدم تحديد دور واضح للخبراء في تسهيل التفاوض واقتراح حلول في القضايا المستقبلية، مع التأكيد على اتفاق ملزم وقانوني لأعمال ملء وتشغيل سد النهضة بما لا يؤثر سلبيا على تدفقات مياه النيل الأزرق إلى السودان ومصر.

واتفقت الدول الثلاث على عقد جولة مباحثات جديدة، الأحد المقبل  10 يناير، للنظر في مخرجات القمة، بينما يتم تنفيذ مقترح السودان بأن يخصص هذا الأسبوع لاجتماعات ثنائية بين الدول الثلاث وفريق الخبراء والمراقبين، ومناقشة الجوانب الموضوعية والنقاط الخلافية في اتفاق سد النهضة، بحضور المراقبين الذين يشاركون في المفاوضات والخبراء المعينين، من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي.

في السياق نفسه، أكد خبراء إن المفاوضات لن تقدم جديدا أو الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم ونهائي، لكن من الواضح أنها عبثية وتضييع للوقت فى ظل إستمرار التعنت الإثيوبى والمماطلة، وانتظار كل طرف للحظة الحاسمة لكشف النوايا تجاه الأزمة، خاصة بعد الملء الأول، وذلك رغم أن المحصلة صفر فى النهاية بدون تدخل مجلس الأمن والبنك الدولي لوضع حد والوصول إلى توافق.

المماطلة الإثيوبية 


أكد هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عدم جدوى المفاوضات فى الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم حول قواعد الملء والتشغيل للسد، خاصة أن الحكومة الإثيوبية لا تحترم المواثيق أو المعاهدات الدولية، ولذلك لا فائدة من التفاوض من الطرف الإثيوبي، ويجب مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها، مشيرا إلى أن موقف السودان تجاه سد النهضة تغير، بعدما تيقنت الخرطوم أن أديس أبابا ستلحق الأذى بها فى ظل الأحداث الأخيرة.

وأوضح رسلان، إن مصر صبرت صبرا طويلا تحسد عليه القيادة السياسية، كما أبدت مرونة لا تتحملها الجبال، مشيرا إلى إثيوبيا تسمى بالكيان وليس الدولة في الأدبيات الغريبة، كونها مكونة من مجموعة أقاليم عرقية متصارعة، مؤكدًا أن الوقت حان لكي كي تأخذ مصر الأمر بيدها، لأن أديس أبابا لا يصلح معها مفاوضات، بدليل ما يحدث في بلادهم من صراعات ، مؤكدا أن الأمن القومي المصري والسودان لا ينفصلان، وعلى ضرورة أن تكون هناك رسائل خشنة تجاه العجرفة الإثيوبية الفارغة، خاصة أنها ترغب في لفت الانتباه بعيدا عن مشكلاتهم الداخلية.

3  شروط لنجاح المفاوضات قبل يوليو

من جهته، أكد الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، إنه يتم الدخول في مفاوضات لا تتوفر لها عوامل النجاح، والوصول إلى اتفاق قانونى، وهو ما يعنى فشل لمصر والسودان ونجاح تام لإثيوبيا فى تقنين ما تقوم به من أعمال غير مشروعة، خاصة المتعلقة ببدء الاستعداد لتوليد الكهرباء من السد، خلال يونيو المقبل، وبدء الملء الثانى فى شهر يوليو.

وأوضح خبير الموارد المائية السودانية، إن جولات المفاوضات تستمر في الفشل واحدة تلو الأخرى، مشيرًا إلى أنها "لن تقدم حلول، ولا ينبغى الدخول في مفاوضات لا تتوفر لها عوامل النجاح، لأنه يجب أن تتوافر ثلاثة شروط وهى أن تتوقف اثيوبيا كل انشطتها في سد النهضة ، الي حين الوصول الي اتفاق ، وأن توافق على إتفاق قانونى ملزم ونهائي، وعلى إلا يتم بدء الملء الثاني إلا بموافقة الدول الثلاث،ولذا فجولة المفاوضات الحالية مثل سابقتها لن تقدم جديدا".

وأكد الدكتور علاء عبد الله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، عدم جدوى جولات المفاوضات، لأنها حرث في الماء ولن يحدث توافق على قواعد الملء والتشغيل للسد، وأصبحت مجرد كلام واستهلاك للوقت، كما أن الإتحاد الإفريقي فشل في إحداث تغيير بالموقف وتقديم حلول وتوافق بين الدول الثلاث،  قبل نهاية رئاسة جنوب إفريقيا بنهاية يناير الجارى.

وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إنه للأسف الشديد لم يتم إحراز أي تقدم يذكر وقامت إثيوبيا بالملء الأول الأحادي دون توافق، وتستعد لبدء الملء الثاني بارادتها المنفردة، ومن ثم يجب الإتجاه إلى مجلس الأمن الدولي، بدلا من جولات مباحثات لا تأتى بنتيجة ايجابية.