السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

بعد نجاح بطلات «إلا أنا».. مي عمر وهنا الزاهد تغيران خريطة البطولة النسائية في الدراما المصرية

الرئيس نيوز

لسنوات طويلة انحصرت البطولة النسائية في الدراما المصرية بين أسماء بعينها، لم يسمح لغيرهم بخوض تجربة البطولة ولا حتى في أضيق الحدود، بل ظلت بعض الأسماء تفرض نفسها على الساحة الدرامية بقوة العلاقات الشخصية أحيانا، وبسطوة ونفوذ المال أحيانا أخرى.

بالطبع لا يمكن إنكار نجاح هؤلاء في البدايات، نظرا لعدة عوامل أبرزها سعيهم في اختيار أعمالا مميزة تضيف إليهم وتضعهم على خريطة المنافسة، إلا أنه ومع مرور الوقت، والتأكد من استمرار تواجدهم على الساحة الدرامية، بدأ مستوى أعمالهم يتدنى وينحدر، دون إعتراف منهم بسوء اختياراتهم، عامل أخر ساهم في نجاح هؤلاء في البدايات وهو عدم تدخلهم في المحتوى وقبولهم لرؤية الكتاب والمخرجين كما هي، إلا أن النجومية جعلت أفكارهم تتبدل ويظنوا أنهم أصحاب العمل ومن حقهم التدخل في كل التفاصيل بداية من السيناريو ومرورا بإختيار فريق العمل، والذي بات واضحا للجميع أنهم يختارون بناء على الصداقات والعلاقات الشخصية فقط لا على أساس الكفاءة والقدرة على تجسيد الأدوار الثانية في هذه الأعمال.

هنا لم أذكر أسماء بعينها لأن الهدف ليس الإساءة أو التجريح، ولكن الهدف هو المصارحة من أجل صالح الدراما المصرية ومستقبلها.

"إلا أنا" فتح المجال لبطولات نسائية ناجحة من أجيال مختلفة


مؤخرا حصلت بعض الفنانات على مساحات في البطولة المطلقة لم تتوفر لهم من قبل، وفتح لهم المجال لفرص حقيقية لإثبات قدرتهم على التواجد والمنافسة بقوة، وظهر هذا جليا من خلال عدة تجارب أبرزها مسلسل "إلا أنا" الذي قدم 8 حكايات منفصلة، لكل حكاية بطلة من النجمات اللاتي حققن نجاحا كبيرا على المستويين الجماهيري والنقدي، ليقضي هذا العمل على الفكرة الثابتة التي كانت تصر على انحصار البطولة النسائية بين نجمات بعينهم، وأنه لا يمكن لغيرهم أن ينجح في البطولة النسائية المطلقة.

مسلسل "إلا أنا" حقق نجاح كبير وأثبت قدرة بطلات حكاياته على القيام بأدوار البطولة النسائية المطلقة في أعمالا أخرى، وستجد أنه برغم اختلاف أجيال بطلات العمل، هو أبرز ما أكد أن الفن المصري مليئ بالنجمات من الأجيال المختلفة، وجميعهم يستحق فرصة تقديم البطولة المطلقة بعد سنوات طويلة من انحصارها بين عدة أسماء بعينها.


فمثلا ستجد أن وفاء عامر بطلة حكاية "بنات موسى" وحنان مطاوع بطلة حكاية "أمل حياتي"، وكندة علوش بطلة حكاية "ضي القمر"، من جيل متقارب ولكل منهم شخصية مختلفة وأداء مميز،  كما ستجد أروي جودة بطلة حكاية "سنين وعدت"، وريهام عبدالغفور بطلة حكاية "ربع قيراط"، ودرة بطلة حكاية "أول السطر"، من جيل أيضا مختلف ونجحت كلا منهم في بطولة حكايتها.

وستجد أيضا شيري عادل بطلة حكاية "أمر شخصي"، وبرغم عملها منذ سنوات إلا أنها أول فرصة حقيقية في بطولة درامية مطلقة، حققت من خلالها نجاح كبير، وأخيرا الفنانة الموهوبة جميلة عوض بطلة حكاية "لازم أعيش"، برغم صغر سنها إلا أنها تمكنت من تحقيق نجاح كبير أبهرت من خلاله الجمهور وأثبتت أنها لديها موهبة تؤهلها للبطولة المطلقة برغم صغر سنها.

مي عمر وهنا الزاهد .. تحدي صعب وتوقعات بالنجاح

بدأ قبل نهاية عام 2020 بأيام معدودة عرض مسلسل "لؤلؤ" أول بطولة مطلقة للنجمة مي عمر، وخلال الحلقات الأولى ظهرت ملامح النجاح وردود الأفعال الإيجابية جدا عن التجربة الأولى لفنانة قدمت الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية في الأدوار الثانية، حتى توفرت لها الفرصة الحقيقية لتقديم عمل يحمل اسمها وتكون هي بطلته الرئيسية، لتؤكد من خلاله أنها استحقت الحصول على هذه الفرصة.


فيما تواصل النجمة الشابة هنا الزاهد تصوير أول بطولة درامية مطلقة لها من خلال مسلسل "حلوه الدنيا سكر"، والذي تقدم خلاله 9 حكايات منفصلة كل حكاية تدور في 5 حلقات، ويشاركها البطولة في كل حكاية فريق عمل مختلف، ويعد "حلوه الدنيا سكر" تحدي كبير لهنا الزاهد بأولى تجاربها في البطولة المطلقة.


ما يضمن نجاح مي عمر وهنا الزاهد هو نفس عوامل نجاح نجمات الأجيال السابقين في تجاريهم الأولى، ومن أبرز هذه المؤشرات أن النجمتين يعملون في صمت ودون ضجيج، كما تتركان كل التفاصيل في أيدي صناع الأعمال، سواء المخرجين أو الكتاب وحتى الإنتاج، فلا تتدخلان في أي تفاصيل، ويصبان تركيزهما فقط على أدوارهم في العمل.

ما تؤكده مؤشرات نجاح هذه الأعمال أن خريطة البطولة النسائية في الدراما المصرية ستشهد تغيرات كبيرة خلال السنوات المقبلة، بل أنها ستفتح مجالا لنجمات أخريات في الحصول على فرص البطولة المطلقة وزيادة المنافسة التي تصب في صالح الدراما المصرية، وسيشهد عام 2021 على تجارب عديدة في البطولة النسائية لنجمات جدد أو قدامى ولكنهم لم يحصلوا على البطولة المطلقة من قبل.