الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«دبلوماسية القمة».. كيف أدارت مصر الملفات الخارجية في 2020؟

الرئيس نيوز


 سياسيون: القاهرة اعتمدت على الاستقلالية والتوازن وفتح دوائر مختلفة لمحاربة الإرهاب



أزمات خارجية متلاحقة على كافة المحاور، أحاطت بمصر خلال العام الجاري 2020، نحجت فيها القاهرة من لعب دور إيجابي على مختلف الوجهات، ما حقق لها العديد من النجاحات، رغم العديد من التحديات التى واجهتها وفي مقدمتها أزمة كورونا، وعدم الأستقرار في شرق المتوسط.

المرونة والاستقلالية والتوازن

أكد الدكتور إكرام بدر الدين الأستاذ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن سياسة مصر في 2020 تميزت بالاستقلالية والتوازن والمرونة والاهتمام والتركيز على القضايا التي تهم مصر بالدرجة الأولى، وفي مقدمتها قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وأوضح أن مصر تعاملت في 2020 بنوع مستحدث من الدبلوماسية يسمى بدبلوماسية القمة وهو نوعا له مكانته وقوته وعُرف حديثا وقد تجسد بتلك اللقاءات التي قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قيادات ورؤساء عدد من دول العالم سواء كانت لقاءات داخلية تتم بداخل مصر أو خارجية من خلال جولات الرئيس.

وقال إن سياسة مصر اتسمت بالمرونة والتوازن في 2020 فلم تنحاز لطرف ضد آخر أو لدولة ضد دولة أو لكتلة ضد أخرى وإنما عُرفت بالتوازن، مشيدا بتركيز الرئيس على القضايا التي تهم مصر وإنشاء العديد من العلاقات التي تقوى موقف مصر في الملفات الهامة ومنها ملف ليبيا.

 وأشار إلى عقد الرئيس عدد من اللقاءات مع رؤساء وقادة اليونان وأثينا حتى تحول الأمر إلى مؤسسة للتعاون المستمر وهذا من أجل مواجه استفزازات أردوغان في شرق المتوسط،  كما تمكنت مصر تمكنت من قيادة ملف القضية الفلسطينية بما يليق بمكانتها التاريخية وموقفها من مساندة القضية الفلسطينية بقوة.

وذكر أن مضر واصلت اهتمامها بقضايا الإرهاب والهجرة غير مشروعة، وهو ما أدى إلى تمكن مصر من إعادة مكانتها التاريخية بين شعوب العالم.

مواجهة الإرهاب 

من جانبه، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن سياسة مصر بشكل عام، تقوم على أساسين الأول هو انتهاج سياسة متوازنة مع كافة الأطراف الدولية بما يحقق مصالح مصر، والثاني رفض التدخل الخارجي في الشأن المصري ورفض التدخل في شئون الداخلية للدول الأخرى.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر في 2020 تمكنت من إقامة علاقات قوية متوازنة من خلال التفاعل والاشتباك مع القضايا الدولية المختلفة باعتبار مصر دولة فاعلة لها مكانتها دوليا وإقليميا، ونظرا لتفاعل السياسة الخارجية المصرية دوليا أصبحت قضايا الشرق الأوسط والقضايا الأفريقية والإقليمية تمر عبر بوابة مصر.

وعن تأثير السياسة الخارجية المصرية على الاقتصاد المصري، قال سلامة: انعكست قوة السياسة الخارجية المصرية على الاقتصاد المصري بشكل إيجابي فتمكنت مصر من إرسال رسالة سلام وطمأنينة لشعوب العالم وبالتالي تمكنت من جذب رؤوس الأموال والمنح والتمويلات لكبرى المشروعات.

وأكد أستاذ العلوم السياسة، أن السياسة الخارجية المصرية تمكنت هذا العام من إحراز قدرة كبيرة على مواجهة الإرهاب داخليا وخارجيا من خلال تبادل المعلومات مع الدول ومن خلال الآليات المؤسسية.

تنويع الدوائر وتحقيق الاستقلالية

من جهة أخرى، أوضح الدكتور أحمد السيد أحمد، خبير الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن سياسة مصر الخارجية في عام 2020 اعتمدت على تنوع دوائرها بحيث شكلت علاقات مع العديد من الدوائر المختلفة مما يحقق مصلحة مصر سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

واضاف أن السياسة المصرية اعتمدت على الاستقلالية خاصة تجاه الدول الكبرى وأصبحت مصر بفضل تلك السياسة منفتحة على دول العالم وظهر ذلك من خلال جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي ولقاءاته بالقيادات السياسية وزعماء العديد من الدول رغم أزمة كورونا.

وأشاد أحمد السيد أحمد بتمكن مصر من جذب وجهة النظر الأوربية تجاه رؤية مصر تجاه عدد من الملفات والقضايا الهامة ومنها قضية الإرهاب وملف ليبيا، كما تمكنت مصر من الانفتاح على دول العالم دون تميز منطقة على أخرى أو جهة على أخرى، فوجدنا لقاءات للسيسي في أفريقيا وكذلك في أمريكا اللاتينية ودول أوربية وروسيا وكذلك أمريكا إضافة للتواصل مع الدول العربية ومن بينهما دول التحالف الرباعي (السعودية- البحرين- الإمارات)،  واستمرار دعم مصر وتوحيد الرؤى العربية تجاه القضايا العربية والتأكيد على وحدة الدولة العربية وكيانها.

وعن توظيف السياسة الخارجية لخدمة الداخل المصري، أشاد أحمد السيد احمد من تمكن مصر من خلال لقاءات الرئيس بقادة الخارج في جذب رؤوس الأموال والاستثمارات الضخمة للداخل المصري وفتح أسواق خارجية للمنتجات المصرية.