الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غواصات نووية.. حشد عسكري أمريكي إسرائيلي في الخليج ينذر بحرب مدمرة مع إيران

الرئيس نيوز

حالة غير مسبوقة من التحشييد العسكري في مياه الخليج، فبينما قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن غواصة إسرائيلية عبرت إلى البحر الأحمر، متجهة إلى منطقة الخليج، أعلنت البحرية الأمريكية أن غواصة هجومية أمريكية ومدمرتين تابعتين لها اتجهت إلى الخليج، في رسالة يبدو أنها لإيران، ومفادها أن واشنطن مستعدة لأي عمل في المنطقة.
التحشيد العسكري في منطقة الخليج، جاء بعد ساعات من تهديد رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، لإيران بدفع ثمن باهظ في حال فكرت في مهاجمة أي أهداف إسرائيلية، ونقلت صحيفة "هآرتس" عنه قوله مساء أمس الاثنين إنه في حال نفذت إيران أو حلفائها تهديداتها سواء من جبهات قريبة أو بعيدة، فإنهم سيدفعون ثمنًا باهظًا جدًا.
أضاف: "سنهاجم بكل قوة من يكون شريكًا بشكل جزئي أو كامل، كان قريبًا أو بعيدًا، في أي عمل ضد إسرائيل أو ضد أي أهداف إسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الجيش مستعد للتعامل مع أي سيناريوهات ولديه خطط جاهزة لذلك. 

بيان البحرية
وفيما يعد جزءًا من الحرب النفسية، أعلنت البحرية الأمريكية، التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم، أن غواصة "يو أس أس جورجيا" يمكن تزويدها بـ154 صاروخ توماهوك، وقادرة على نقل 66 عنصرًا من القوات الخاصة. 
وأرفق بيان البحرية الأمريكية صور تظهر الغواصة وهي تطفو على سطح البحر يواكبها طرادا "يو أس أس بورت رويال" و"يو أس أس فيليبين سي"، خلال عبورهم مضيق "هورمز" الاستراتيجي، الذي تهدد إيران بانتظام بإغلاقه.
أكدت البحرية الأمريكية أن وجود الغواصة في المنطقة يظهر تعهد الولايات المتحدة (…) بضمان أمن الممرات البحرية، بفضل قدرات واسعة تسمح لها بأن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم في أي لحظة.
كانت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، نشرت تقريراً مفصلاً عن مساعي التطوير الحثيثة في سلاح البحرية الإسرائيلي، وأنها تسلمت رابع غواصة من طراز دولفين ألمانية الصنع، وتم إدخالهم الخدمة تحت اسم "أحي تنين".
قالت المجلة إن عملية تسلح دولة الاحتلال بهذه الغواصات بأنها عملية امتلاك مخزن نووي متحرك وخفي ينقذ دولة الاحتلال في حال تعرضها لهجوم نووي تعجز عن الرد عليه بريًا.
ويقول مراقبون إن التحشيد العسكري الأمريكي والإسرائيلي، يأتي في إطار التحسب لأي رد فعل أيراني على اعتيال العالم النووي، محسن فخري زاده، فضلًا عن قرب حلول الذكرى الاولى لاغتيال قائد فيلق "القدس" قاسم سليماني، ونائب رئيس قوات "الحشد الشعبي"، الموالية لإيران، أبو المهدي المهندس. 

حرب نفسية
من جانبه، وصف الباحث في الشؤون الإيرانية، سالم الصباغ، التحشيد الأمريكي والأسرائيلي في مياه الخليج، بـ"محاولة استفزاز إيران"؛ لجرها إلى صدام أكبر في المنطقة، لكنه استدرج حديثه بالقول في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "ما يدور حاليًا لعب في الوقت الضائع، ربما يكون المراد منه استفزاز إيران قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض".
تابع الصابغ: "الجميع يدرك أن حربًا مع إيران ستكلف المنطقة الكثير، ولو أنهم في استطاعوا مهاجمة إيران لما تأخروا دقيقة عن فعل ذلك، ولكن إسرائيل تعيش أزمة حقيقية، ونتنياهو في أزمة سياسية وتنتظره قضايا فساد، ومظاهرات منذ شهور، وهو يحتاج لعمل عسكري كبير ضد إيران يورط فيه أمريكا، لكن أمريكا مختنقة بكورونا، وأزمتها الاقتصادية، والهجوم السيبراني".
بالنسبة للتواجد العسكري الإسرائيلي في الخليج، قال الباحث في الشؤون الإيرانية: "لن يكون مجديا في الصراع مع ايران، فاقتراب إسرائيل من الحدود الإيرانية سوف يكون في صالح طهران في حالة أي مواجهة عسكرية، ولذلك فما يحدث هو تظاهرة عسكرية وحرب نفسية؛ حتى يفلت الزمام من يد أحد الطرفين ويخطئ في تقدير الحسابات فتشتعل المنطقة".

اتفاقيات التطبيع
قال الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد خيري، إن اتفاقيات التطبيع التي عقدت بين إسرائيل ودول عربية مؤخرا، وكانت برعاية أمريكية، كان السبب الرئيسي لها هو ضمان التواجد الإسرائيلي في منطقة الخليج العربي ومناوئة الجانب الإيراني الذي يمثل طبقا للرؤية الأمريكية أكبر الخطر على تواجد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
أضاف خيري: "كلا من تل أبيب وواشنطن تخشيان من أي ردة فعل إيرانية ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى المصالح العربية والخليجية، أما إسرائيل فتزعم أن تواجدها في منطقة الخليج العربي لضمان حماية مصالحها الاقتصادية المستقبلية والتي ضمنتها الاتفاقيات الاقتصادية بين إسرائيل ودول الخليج العربي مؤخراً، ما يعني أن التواجد الإسرائيلي الحالي في مياه الخليج ربما يكن باكورة تواجد أكبر وأوسع لإسرائيل في المنطقة".

أما عن ردة الفعل الإيرانية، يقول الباحث: "قد لا تستطيع إيران مواجهة أعتى القوى العسكرية وهي واشنطن وتل أبيب في منطقة الخليج العربي، في ظل ضعف القدرة التسليحية للجيش الإيراني والحرس الثوري بفعل العقوبات التي فرضت على إيران ومنعتها من تحديث قدراتها التسليحية التقليدية".