الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد اعتقالهما في قطر من دون اتهامات.. مأساة بروفيسور أسترالي ونجله في الدوحة

الرئيس نيوز

اعتقلت السلطات القطرية أستاذ الصحة العامة الأسترالي وابنه منذ ما يقرب من خمسة أشهر دون توجيه اتهامات رسمية لهما، وتسعى السفارة الأسترالية لاستصدار الإذن لتقديم المساعدة لهما.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه قد تم إلقاء القبض على المواطن الأسترالي البروفيسور لقمان طالب، 58 عامًا، ونجله إسماعيل طالب، 24 عامًا، في منزلهما في الدوحة من قبل السلطات المحلية في 27 يوليو، وهما محتجزان في مكان تمتنع الداخلية القطرية عن الكشف عنه.
وجاءت اعتقال البروفيسور ونجله قبل ثلاثة أشهر تقريبًا من اتهامات أمريكية لأحد أبناء البروفيسور طالب، الذي يعيش في أستراليا، بأنه "ميسر مالي" لتنظيم القاعدة. أما الوالد البروفيسور طالب فهو خبير في الصحة العامة والإحصاء الحيوي ونيعمل في قطر منذ عام 2015. ولا يزال مدرجًا كنائب رئيس قسم الصحة العامة بجامعة قطر، وقد ساعد البلاد مؤخرًا في التصدي لعدوى كوفيد-19.
وقدمت الحكومة الأسترالية طلباً للسماح لها بتقديم المساعدة القنصلية للبروفيسور ونجله، وتمكن دبلوماسي أسترالي من زيارتهما في الأشهر الأخيرة. أخبرت الحكومة عائلتهما أنها لا تزال تحاول توضيح طبيعة التحقيق والتهم التي يتم النظر فيها ضدهما.
في منتصف أكتوبر، حددت وزارة الخارجية الأمريكية أحد أبناء البروفيسور طالب الآخرين، أحمد لقمان طالب، باعتباره "الميسر" الذي قدم الدعم المالي واللوجستي لتنظيم القاعدة الإرهابي واستغل عمله في تجارة الأحجار الكريمة لنقل الأموال لصالح التنظيم في جميع أنحاء العالم .
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: "لطالب، الابن، تعاملات مالية في عدد من البلدان، وعمله التجاري في الأحجار الكريمة قد أتاح له القدرة على نقل الأموال دوليًا لصالح القاعدة". وداهمت الشرطة الفيكتورية ووكالة المخابرات الأمنية الأسترالية والشرطة الفيدرالية الأسترالية منزل أحمد طالب بعد ذلك بوقت قصير. لم يتم توجيه الاتهام إليه وربما يستعد للطعن في القرار الأمريكي بإدراجه ضمن قائمة الإرهابيين, لم يتم إبلاغ الأسرة بما حدث للبروفيسور طالب وابنه حتى بعد مرور 40 يومًا بعد اعتقالهم. وتواصل أقارب البروفيسور مع الحكومة الأسترالية في أكتوبر للحصول على المساعدة.
سُمح للبروفيسور طالب بإجراء مكالمات مع عائلته، ولكن إسماعيل طالب لم يسمع عنه منذ خمسة اشهر. وقالت ابنة الأستاذ طالب، مريان لقمان طالب، لصحيفة الجارديان إن الأسرة "مرت بما يمكن وصفه بالجحيم" خلال الأشهر الخمسة الماضية. وقالت: "لن أكذب، لن أكذب، لقد كانت ظروف مؤلمة ومدمرة، أمي أكبر سنًا، وكلا والديّ مسنين... بالطبع لقد كان وقتًا عصيبًا للغاية. لقد كان الأمر مدمرًا للغاية بالنسبة لنا لمجرد عدم معرفتنا بأشياء كثيرة ".
قالت ماريان طالب إن والدها، في حالة تعافي حديثة من سرطان الدم، وفقد وزنًا كبيرًا وتحمل الحرمان من النوم بسبب تعرضه للأصوات العالية بشكل مستمر طوال الليل في محبسه في قطر. وأكدت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة أنها تقدم المساعدة القنصلية لاثنين من الأستراليين في قطر، لكنها لم تعلق بمزيد من التفاصيل.
تقوم منظمة Cage التي تتخذ من لندن مقراً لها بمساعدة الأسرة، وتعتقد أن الاعتقالات في قطر واستجواب أفراد الأسرة الآخرين في سريلانكا هي شكل من أشكال الجرم بالتبعية والعقاب الجماعي. وأضافت في بيان أن "الأسرة تعتقد بشدة أن الاعتقالات في قطر والاستجوابات في سريلانكا والغارة في أستراليا كلها مرتبطة وتشكل نوعا من العقاب الجماعي للأسرة". وقالت نائلة أحمد، رئيسة قسم القضايا في Cage، إن المنظمة "قلقة للغاية" بشأن الحالة الصحية للبروفيسور. وأضافت: "البروفيسور لقمان وابنه إسماعيل انقلبت حياتهما رأسًا على عقب في غضون أسابيع". عاشت الأسرة في بريزبين قبل الانتقال إلى قطر، وكان للبروفيسور طالب شراكة بحثية مع جامعة جريفيث.
في عام 2018، كان البروفيسور طالب جزءًا من فريق بحث حصل على أفضل بحث في خدمات التمريض من الاجتماع العلمي السنوي الثالث والأربعين لأستراليا ونيوزيلندا حول العناية المركزة، وفقًا للتقرير السنوي لجامعة جريفيث.