السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صفقة للتهدئة.. هل تتجه الرياض والدوحة نحو التعايش؟

الرئيس نيوز

بعد الوساطات الأمريكية والكويتية؛ أصبح السعوديون والقطريون أقرب إلى قبول "التعايش"، بدلاً من التوصل إلى صفقة مصالحة شاملة تحل جميع جوانب الخلاف.

ولم تعطِ الكلمة القصيرة التي ألقاها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، معلومات كافية عن تفاصيل اتفاقية التهدئة بين السعودية وقطر بوساطة كويتية وأمريكية.. لكن صفقة التهدئة هذه بدت في النهاية وكأنها تدفع الطرفين نحو قبول "التعايش" بدلاً من التوصل إلى صفقة مصالحة شاملة تحل جميع عناصر الخلاف، إذ كان الهدف الرئيسي للاتفاق هو استيعاب الطرفين، بحيث تشعر قطر بأنها تغلبت على المقاطعة بينما لا تعطي السعودية الانطباع بأنها قدمت أي تنازلات.

وقال الشيخ أحمد ناصر الصباح إن مناقشات «مثمرة» جرت خلال الفترة الماضية لحل الأزمة الخليجية، مضيفًا، في كلمة بثها التلفزيون الكويتي، أن هذه المحادثات "أكد فيها جميع الأطراف حرصهم على التضامن الخليجي والعربي والاستقرار والتوصل إلى اتفاق نهائي يحقق ما يطمحون إليه من تضامن دائم بين دولهم. ولصالح شعبهم ".

من جانبه، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن أمله في أن تنجح الجهود الكويتية والأمريكية لحل الصراع الخليجي، شاكرا البلدين على "تقارب وجهات النظر"، موضحًا: "لقد احرزنا تقدما كبيرا في الايام الاخيرة نحو حل الازمة الخليجية واقتربنا من التوصل لاتفاق بين جميع الدول المعنية".

وشكر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الكويت والولايات المتحدة على جهودهما في حل الخلاف الخليجي، معتبرا أن البيان الصادر عن وزير الخارجية الكويتي بشأن الأزمة "خطوة مهمة نحو حل أزمة قطر".

 وقال الوزير القطري إن بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل أزمة الخليج، مضيفًا:"نشكر الكويت على وساطتها منذ بداية الازمة كما نقدر الجهود الامريكية المبذولة في هذا الصدد".

الجداول الزمنية الموازية
وكان وزير الخارجية القطري،  قد قال في وقت سابق، خلال مؤتمر حوارات البحر الأبيض المتوسط الذي عقد في روما عبر رابط فيديو أن "أي حل يجب أن يكون شاملا"، في بيان اعتبر مراقبون أنه يضع شروطا مسبقة قد تعرقل جهود تهدئة الوضع، تحت قيادة الكويت والولايات المتحدة.

يبرز جدولان زمنيان متوازيان بأهداف مختلفة للدوحة والرياض، فهناك تسويف قطري يهدف إلى استنزاف أعصاب السعودية إلى أن يصل الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض في بداية العام الجديد، وهناك صبر سعودي، ويعود ذلك في المقام الأول إلى حصول الرياض على ضمانات طويلة الأمد بأن قطر لن تكرر وعودها وتخرقها، فيما يتعلق بالحملات الإعلامية والصلات بإيران وتركيا والجماعات المسلحة.

ووفقًا لصحيفة The Weekly الأمريكية، تقول الأوساط الخليجية التي تتبع مسار الوساطة الكويتية أن الدوحة والرياض تبحثان عن انفراجة، لكن أقرب ما يمكن تحقيقه هو نوع من "التعايش" دون الكثير من التعاملات المفتوحة بين القادة، ولكن على الأقل ترك الشؤون العامة والاقتصادية للخروج من الأزمة.

مثل هذا الترتيب سيكون مرضيا لكلا الطرفين، حيث ستشعر قطر بأنها نجحت في كسر عزلتها، بينما تظهر السعودية في دور الأخت الكبرى التي قبلت الهدنة ردا على الوساطة وحفاظا على وحدة الدولة. الخليج في الصف دون أن يقدم أي من أطراف الصراع تنازلات.

أشارت هذه الدوائر إلى أن زيارة جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدوحة والرياض قد تسهل تطوير "خطوات" بناء الثقة لكنها لن تحل الأزمة بحكم حقيقة أن المقاطعة هي قضية سياسية معقدة للغاية. وقد استثمر فيه أطراف الصراع أخلاقياً وسياسياً وشعبياً. وهناك أيضا تفاصيل كثيرة يجب تسويتها قبل الحديث عن المصالحة، وعلى رأسها معالجة البعد الإقليمي للأزمة والتدخلات الإيرانية والتركية.

ظاهريًا، يبدو ملف المصالحة على أنه قضية خليجية، لكنه في الواقع قضية إقليمية واسعة تجاوزت قضية الإخوان المسلمين، ودعم الحركات الإسلامية أو ملف قناة الجزيرة والإعلام، إذ تقول  سينزيا بيانكو، الباحثة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين: "هناك مستويات مختلفة من فك الارتباط في هذه الأزمة تحتاج إلى العمل عليها".

وأضافت: "قد يبدأ الأمر بين المملكة العربية السعودية وقطر، لكن من الصعب أن نتصور - وفقًا للبيانات الحالية - أن الإمارات ستكون جزءًا من هذا الاتجاه".

ترقب حذر 

أشاد نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالبيان الكويتي، لكنه دعا إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات أو تأجيجها والتركيز بدلاً من ذلك على ما يقوي ويدعم التضامن في مسيرة المجلس ويعزز قدرته على" مواجهة التحديات ".

من جانبه رحب بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العماني بالبيان الكويتي، معربا عن تقدير بلاده لجهود الكويت في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة نحو الوحدة والتفاهم.

في السياق نفسه، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالجهود التي تبذلها دولة الكويت في المرحلة الحالية "من أجل رأب الصدع وتحقيق المصالحة ودعمها وتحقيق التضامن والاستقرار في دول الخليج والدول العربية".

وأكد أبو الغيط أن "كل جهد عربي مخلص لإنهاء الخلافات العربية على أساس الصراحة والانفتاح والاحترام المتبادل هو بمثابة تعزيز للعمل العربي".

زيارة كوشنر للدوحة
لم تظهر تفاصيل كثيرة عن زيارة كوشنر للدوحة، والتي ربما كانت فرصته الأخيرة للضغط من أجل حل الخلافات الدبلوماسية العالقة في المنطقة والتي أصبحت محور جهود إدارة الرئيس المنتهية ولايته.

بعد أن أغلقت السعودية مجالها الجوي، اضطرت الطائرات القطرية إلى التحليق فوق إيران، الخصم التقليدي للرياض وواشنطن، ودفع رسوم باهظة لطهران في المقابل.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن قطر تدفع 100 مليون دولار سنويًا للطيران فوق المجال الجوي الإيراني.

وقال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، في نوفمبر الماضي، إن السماح للطائرات القطرية بالتحليق فوق المملكة العربية السعودية عبر "جسر جوي" يمثل أولوية لإدارة ترامب.