الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خريطة زمنية.. أزمة ريجيني من الاختفاء وحتى حفظ التحقيقات مؤقتًا

الرئيس نيوز

بشكل مؤقت، أعلنت النيابة العامة أمس، إغلاق ملف التحقيقات في واقعة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، بينما تحفظت على قرارات النيابة الإيطالية.

النيابة المصرية أكدت في بيان مشترك مع النيابة الإيطالية، أن مرتكب واقعة مقتل الطالب لا يزال مجهول الهوية، وأنها ستغلق ملف تحقيقات الواقعة مؤقتًا، مع تكليف جهات البحث والتحري باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للوصول إلى مرتكب الجريمة.

في المقابل، أعلنت النيابة الإيطالية في البيان ذاته عن نيتها إنهاء التحقيقات في الواقعة بالاشتباه في 5 أفراد منتمين لأجهزة أمنية بتصرفات فردية منهم، من دون صلة بأي جهات أو مؤسسات حكومية مصرية، وعرضها هذا الاشتباه وفق الإجراءات القضائية الإيطالية على قاضي التحقيقات الأولية في روما لتقييمه واتخاذ الإجراءات القضائية بشأنه.

 

الاختفاء والعثور على جثته

اختفى ريجيني، خلال زيارة بحثية إلى مصر في 25 يناير 2016، قبل أن تعثر الأجهزة الأمنية على جثته ملقاة على أول طريق "مصر - إسكندرية" الصحراوي بمدينة 6 أكتوبر بعد أيام من اختفائه وتحديدًأ في 4 فبراير من العام ذاته، ثم طالب الجانب الإيطالي من مصر إجراء تحقيقات سريعة في القضية وسرعة العثور على الجناة في 7 فبراير 2016.

 

الطب الشرعي

التقرير الأولي لمصلحة الطب الشرعي خلص إلى وجود كدمات متفرقة في جسد الطالب الإيطالي، وقطع في الأذن، فضلًا عن نزيف حاد وكسر في الجمجمة، أحدثت نزيفًا داخليًا، ما أدى إلى وفاته، وبعد تشريح الجثة في ايطاليا أثبت أن الوفاة ناجمة عن ضربة عنيفة أسفل الجمجمة فضلًا عن وجود كسور متفرقة في أنحاء الجسم.

 

عصابة

بعد نحو شهرين من الواقعة، وتحديدًا في 25 مارس 2016، أعلنت الشرطة قتل عصابة إجرامية، وعثورها لدى أحدهم على جواز سفر الطالب المقتول وباقي مقتنياته الشخصية.

وأوضحت الداخلية في بيان إنه في أعقاب تبادل لإطلاق النار تمكنت القوات من قتل أفراد العصابة التي تخصصت في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه.

حاسوب ريجيني

كشف مكتب المدعي العام بروما في نفس العام، أن "الكومبيوتر الخاص بريجيني يحتوي على ملاحظات باللغة العربية مكتوبة من قبل الباحث، حول محادثات ولقاءات عمل أجراها مع باعة متجولين"، لكن الحافظات لا تتضمن صورًا لأشخاص قد تؤثر على مجرى التحقيق".

وأوضحت النيابة أن: "الملفات العربية المذكورة، تشير إلى الاتصالات التي أجراها ريجيني مع أشخاص يرتبطون بأبحاثه"، كما تظهر على جهاز الكمبيوتر حافظة تحتوى ملفات باللغة العربية، عن نتائج اللقاءات التى أجراها، والتى قام بإعدادها بنفسه.

 

إصرار مصري

في يوليو 2017، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي وفدًا برلمانيًا إيطاليًا برئاسة رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ نيكولا لاتوري، مؤكدًا التزام مصر بالوصول إلى قتلة ريجيني، بالتعاون مع السلطات في روما.

بعد نحو عام، التقى وزير الخارجية الإيطالي إينزو ميلانيزي، الرئيس السيسي في 5 أغسطس 2018، ضمن سلسلة من الاجتماعات، ووصف تعاون مصر في تحقيقيات ريجيني بـ "الممتاز.. وأن الرئيس السيسي وعد بالوصول لمرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة".

وفي 17 سبتمبر من العام ذاته، زار رئيس مجلس النواب الإيطالي روبرتو فيكو، مصر، واجتمع بالرئيس السيسي، الذي أبدى حرص مصر على التوصل إلى الحقيقة، والتزامها بالشفافية الكاملة والتعاون وتذليل أية عقبات أمام التحقيقات، كما عبر "فيكو" عن تقدير بلاده لإرادة مصر القوية للقبض على الجناة.

تفاصيل جديدة

أورد مسؤولون إيطاليون أسماء 5 من ضباط الشرطة كمشتبه بهم في القضية في نوفمبر 2018، لكن النيابة العامة رفضت هذا الطلب خلال اجتماعات مع ممثلين عن التحقيقات من الجانب الإيطالي.

 

استدعاء السفير

استدعت الخارجية الإيطالية السفير المصري في روما، وطالبت بتطورات ملموسة في تحقيقات ريجيني ومحاسبة المسؤولين عن مقتله وذلك في 30 نوفمبر 2018؛ وهنا استنكر البرلمان المصري حينها "استباق مجلس النواب الإيطالي الأحداث، ومحاولة القفز على نتائج التحقيقات، مؤكدًا التمسك بسيادة القانون وعدم التأثير على عمل سلطات التحقيق".

 

مصر تدعم محاسبة الجناة

التقى الرئيس السيسي في أبريل 2019، بالرئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي أثناء تواجده في بكين، مشددًا عن دعمه الكامل للتعاون المشترك بين الأجهزة المختصة في البلدين للكشف عن ملابسات القضية والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

وفي 14 مايو 2019، طالب والدا ريجيني مصر بتسليم 5 ضباط شرطة مصريين إلى إيطاليا لمحاكمتهم، قبل أن يتهم الادعاء الإيطالي أجهزة الأمن المصرية باختلاق قصصاً لحرف التحقيق، وذلك في 18 ديسمبر 2019.

وخلال العام، الجاري، أمر  النائب العام حمادة الصاوي بتشكيل فريق تحقيق جديد في الواقعة بعد لقائه بعدد من المحققين الإيطاليين، ولكن في 18 يونيو 2020، جددت إيطاليا مطالبتها مصر بإجابات وتوضيحات سريعة حول مقتل ريجيني، وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إنه بعث برسالة إلى نظيره سامح شكري، طالبه فيها بضرورة تقديم "إجابات سريعة وفعالة" بخصوص مقتل الطالب الايطالي.


تحقيقات رغم كورونا

في مطلع يوليو الماضي، بحث النائب العام ملف تحقيقات مقتل ريجيني مع نظيره الإيطالي في لقائهم عبر تقنية الاجتماع المرئي عن بعد، و قال رئيس مجلس النواب الإيطالي روبيرتو فيكو، إنه يتذكر على الدوام الشاب جوليو ريجيني قائلًا: "هو في ذاكرتي دائما"، وشدد على أنه "يجب إجراء المحاكمة مهما حدث"، ووعد بخطوات أخرى قريبًا لم يفصح عنها في سبتمبر الماضي.