السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد موجة السيول الأخيرة.. خبراء يكشفون حقيقة دخول مصر حزام الأمطار 

الرئيس نيوز


تواجه مصر تحديات كبيرة في مجال المياه، نظراً لزيادة معدلات الفقر المائي، وزيادة الاحتياجات المائية وثبات الحصة المتاحة سنوياً، خصوصًا أنها تقع فى منطقة يقل فيها معدل سقوط الأمطار بنسبة كبيرة يقل عن 100 ملليمتر سنوياً، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الطلب على المياه، بسبب التطور العمرانى، والصناعى والنمو السكانى.

كما تشهد  ظاهرة تغير المناخ التى تهدد بتفاقم الأزمة الحالية، وذلك رغم معدلات الأمطار الغزيرة والسيول خلال الفترة الحالية، مما أدى إلى التساؤل حول دخول مصر حزام الأمطار، بدلا من عصر الجفاف.  

وبدأت وزارة الموارد المائية والري، تنفيذ إستراتيجية قومية بالتعاون مع 9 وزارات، ترتكز على أربعة محاور أساسية تتمثل فى تنميه الموارد المائية وتحسن نوعيتها وترشيد الاستخدام، بالإضافة إلى تهيئة البيئة المحيطة، ولذلك تم العمل على توفير مصادر غير تقليدية لسد الفجوة، والتى يمكن تحقيقها عن طريق استغلال 3 موارد هامة تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحى، واستخدام مياه الصرف الزراعى، بما لايؤثر على طبيعة التربة فى منطقه الدلتا والبحيرات الشمالية.

شراقي: مصر تقع  فى أشد مناطق العالم جفافا

وقال الدكتور عباس شراقى أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن مصر تقع  فى أشد مناطق العالم جفافا،  حيث حوالى ٩٠% من الأراضى المصرية تقع ضمن نطاق الأراضى شديد القحولة (hyper arid)، التى بها أمطار أقل من ١٠٠ مم سنويا، وكثير منه عديمة المطر، إضافة إلى أن١٠% المناطق الساحلية وسانت كاترين ذات أمطار قليلة ١٦٠ مم سنويا.

وأوضح أستاذ الموارد المائية، أن نطاق الأمطار فى القارة الإفريقية يشمل المنطقة الاستوائية والمنطقة المدارية شمالا حتى الخرطوم، بمعدل من ١٠٠٠ إلى ٢٠٠٠ مم سنويا، كما أن سقوط بعض الأمطار والسيول أحيانا كما يحدث اليوم فى مكة، ليس معناه أن هذه المناطق أصبحت مطيرة؛ حتى وإن حدث ذلك لعدة سنوات.

وأكد شراقى لـ"الرئيس نيوز"، إن  القاهرة لم تشهد سقوط الأمطار إلا عدة أيام فى الشتاء الماضى، وكميات قليلة للغاية لاتصل إلى ١٠٠ مم، إذا ما قورنت بالمناطق المطيرة حوالى ٢٠٠٠ مم سنويا، مشيرًا إلى أن سوء البنية التحتية هو الذى يزيد من مشكلة الأمطار حتى ولو كانت قليلة، بسبب تهالك شبكة الصرف الصحى فى بعض المناطق وزيادة الكثافة السكانية العشوائية، و عدم جودة الطرق المرصوفة من وجود مناطق منخفضة ليس بها بلاعات جيدة، ما يزيد من المشكلة.


الصادق: تغيرات المناخ تؤثر على حزام الأمطار


في المقابل، أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين،  إنه في الواقع، هناك تغيرات مناخية أثرت على العالم كله، ومن بينها مصر التي دخلت فعلا في حزام الأمطار، مضيفًا: "كان ذلك من بين نتائج المحاكاة الرياضية لرسالة الدكتوراه التي حصلت عليها منذ أكثر من 20 عام.. والتي استنتجت من خلالها أن حزام الأمطار سيتحرك من الجنوب إلى الشمال".

وأشار الصادق إلى أنه من المتوقع أن يسبب ذلك غزارة في الأمطار، وهو ما حدث فعلا وهو ما تتعرض له مصر حاليا.

 كانت أحد سيناريوهات دراسة الدكتوراه، تتوقع التغير المناخي وتشير إلى تغيير الدورة الهيدرولوجية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن تجتاح الأمطار والسيول، كثير من بلدان هذه المناطق.

أوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية،  أنه يجب أن نتعامل بإدارة مائية متكاملة لتعظيم الاستفادة من حصاد هذه الأمطار، لتلبية الطلب المتزايد على المياه في مشروعات التنمية المختلفة، خصوصًا في ظل ندرة الموارد المائية.