الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أزمة سد النهضة.. سبب تغييرات الموقف السوداني في المفاوضات

الرئيس نيوز

لأول مرة يرفض المفاوض السوداني، حضور محادثات مع إثيوبيا ومصر بشأن السد الإثيوبي، ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الكندية عن مسؤول سوداني رفيع المستوى، قوله إن النهج الحالي للتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء وتشغيل سد إثيوبيا، لن يسفر عن نتائج.

وقاطع السودان، أمس، المحادثات بين دول وادي النيل، بشأن السد الإثيوبي الضخم المثير للجدل، داعيًا الاتحاد الأفريقي إلى لعب دور أكبر في دفع المفاوضات، التي تعثرت لسنوات.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها السودان حضور محادثات مع إثيوبيا ومصر، التي عبرت لسنوات عن مخاوفها من أن سد النهضة الإثيوبي الكبير على النيل الأزرق سيهدد بشكل كبير إمدادات المياه في اتجاه مجرى النهر. 

وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، في بيان، إن النهج الحالي للتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء وتشغيل السد الإثيوبي لم يسفر عن نتائج، وينبغي على الاتحاد الأفريقي بذل المزيد من الجهود "لتسهيل المفاوضات وتضييق الفجوة بين الأطراف الثلاثة.."

قد تعرقل مقاطعة السودان، المحادثات المعقدة التي تولى الاتحاد الإفريقي بالفعل الدور القيادي في دعمها، والتقى وزيرا الخارجية والري لدول وادي النيل الثلاث يوم الخميس عبر الإنترنت، بعد أسبوعين من فشلهما في الاتفاق على إطار جديد للمفاوضات، ولم يصدر أي تعليق فوري من جنوب إفريقيا التي تقود الاتحاد الأفريقي أو مصر أو إثيوبيا بشأن تحرك السودان يوم السبت. ولم يتضح متى سيستأنفون المفاوضات.

أزمة سد النهضة
تسبب أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا في توترات شديدة مع مصر، التي وصفته بأنها تهديد وجودي ومخاوف من أن يقلل من حصة البلاد من مياه النيل، فيما تزعم إثيوبيا أن السد الذي تبلغ تكلفته 4.6 مليار دولار سيكون محرك التنمية الذي سينتشل ملايين الناس من براثن الفقر، وفي الوقت نفسه يشعر السودان بالقلق من التأثيرات على سدوده.

تبقى الأسئلة الرئيسية حول كمية المياه التي ستطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر، في حالة حدوث جفاف متعدد السنوات، وكيف ستحل الدول الثلاث أي نزاعات مستقبلية، فيما رفضت إثيوبيا التحكيم الملزم في المرحلة النهائية من المشروع.

ورفضت إثيوبيا مسودة اتفاق صاغته الولايات المتحدة بشأن السد، في فبراير الماضي، واستمرت في المرحلة الأولى لملء الخزان الضخم للسد، مما دفع واشنطن إلى تعليق مساعدات بملايين الدولارات لأديس أبابا.

بالتزامن مع ذلك، غرقت إثيوبيا في وقت سابق من هذا الشهر في صراع داخلي قاتل، عندما شنت حكومتها الفيدرالية هجوما عسكريا على إدارة منطقة تيجراي الشمالية.

ويهدد الصراع بسحب جيران إثيوبيا، بما في ذلك السودان والصومال وإريتريا، التي تعرضت عاصمتها لهجوم صاروخي من قوات تيجراي في مطلع الأسبوع، ودفع القتال أكثر من 35500 لاجئ إثيوبي إلى السودان.