الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«إلهاء إثيوبي وطريق مسدود».. مسار جديد لمفاوضات سد النهضة

الرئيس نيوز

فشلت جولة المفاوضات الأخيرة بين الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا"، فى الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وذلك بمشاركة سامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري في الاجتماع السُداسي لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا الذي عُقد اليوم الخميس، برئاسة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا التي تتولى بلادها الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي، وذلك للتباحث حول مسار مفاوضات سد النهضة الجارية برعاية أفريقية.

وأكدت مصر خلال الاجتماع على أهمية استئناف التفاوض من أجل التوصل في أسرع وقت ممكن لاتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك تنفيذاً لمُقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي على مستوى القمة التي عُقدت على مدار الأشهر الماضية، وأعربت عن تطلعها للمُشاركة في الجولة المُقبلة للمفاوضات التي تقرر أن تُعقد خلال الأيام القليلة المُقبلة، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومُتوازن يُحقق المصالح المُشتركة للدول الثلاث ويحفظ حقوقها المائية.
الخلافات تبدأ من الصفر
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إنه من غير المعقول الانتظار 10 أيام أخرى وومماطلة جديدة للوصول إلى توافق بيت الدول الثلاث،  خاصة في ظل حالة التعنت ومنهجية التفاوض الحالية، أو إعطاء الفرصة الأخيرة للوصول الى اتفاق برعاية أفريقية، يأتى بعدها مجلس الأمن ليمارس مسئولياته فى الحفاظ على الأمن والسلم فى حوض النيل. 

وأوضح شراقى لـ "الرئيس نيوز"، أن الجديد عقب فشل مفاوضات الخميس 19 نوفمبر، أن الخلافات عادت لتبدأ من تحت الصفر بسبب التعنت والمراوغة الاثيوبية،  بمعنى أننا نحاول الاتفاق على منهجية التفاوض، واذا نجحنا فى ذلك نبدأ فى التفاوض الحقيقى على النقاط الفنية والقانونية للسد والتى تزداد تعقيداً بمرور الأيام، كما أعلن وزير الري السوداني أن السودان أكد خلال الاجتماع عدم مواصلة التفاوض وفق المنهج السابق، مشيراً إلى أن مصر وإثيوبيا أصرتا على التفاوض بالأساليب المجربة التي وصلت إلى طريق مسدود.

من جهته قال الدكتور هانى رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن موقف السودان المتمثل في الوزير ووفده ملتبسا وغائما ولا ينفك من الغمز واللمز تجاه مصر فى الوقت الذى لايدين فيه إثيوبيا لا بلفظ ولا إشارة ، مشيرًا إلى أنه كان يجب المطالبة بالعودة إلى وثيقة واشنطن وهى تحمل حلا جاهزا كان متوافق عليه بنسبة 90%، أو على الأقل المطالبة بأن تكون هى قاعدة وأساس التفاوض.
استهلاك جديد للوقت 
من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية فى جامعة الخليج بمملكة البحرين، إن ما حدث في المفاوضات استهلاك جديد للوقت حتى يستمر الوضع إلى مالا نهاية، ولذلك يجب على الاتحاد الأفريقي تحدبد موقفه من المواقف الإثيوبية المتسمة بالتعنت والمماطلة المستمرة منذ بداية المفاوضات.

وتوقع أستاذ الموارد المائية، إمكانية لجوء إثيوبيا إلى تعقيد الموقف وتحويله الى صراع خارجى لكى تشغل الإثيوبيين عما يحدث بالداخل وتروج لهم أن هناك خطراً خارجيا لتوحيد الصف الاثيوبى، كما فعل زيناوى فى بداية سد النهضة 2011، واستغلال فترة الثورة، خاصة أن المفاوضات بدات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى منذ 26 يونيو الماضى أى مايقرب من 5 أشهر حدث فيهم تراجع إلى أسوأ مما بدأت، وتخللها الملء الأول.