الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

عالم غير مرئي من البكتريا والفطريات على لوحات ليوناردو دافنشي

الرئيس نيوز

نشرت مجلة Live Science صورة توضح لوحة "Uomo della Bitta" لليوناردو دافنشي، وهي واحدة من ستة لوحات تم الكشف عنها مؤخرًا بسبب احتواء سطحها على عالم من الميكروبات المعقدة. 

واشتهر ليوناردو دافنشي بأعماله الفنية الدقيقة والمتقنة والأفكار التقنية الرائدة في التصوير الزيتي، لكن بحثًا جديدًا كشف عن مستوى آخر من التعقيد لرسوماته: عالم خفي من أشكال الكائنات الحية الدقيقة في بعض من أعماله الفنية.

وقال الباحثون إن النتائج يمكن أن تساعد في إنشاء"كتالوج" ميكروبي للأعمال الفنية. تحتوي كل لوحة على مجموعة فريدة من الميكروبات بما يكفي بحيث يمكن للباحثين التعرف عليها مرة أخرى لاحقًا من خلال دراسة مكروبية بحتة قائمة على الفحص الميكروسكوبي. 

وتحتوي الميكروبيومات في الرسومات على عناصر أساسية مشتركة كافية لمساعدة الباحثين على اكتشاف اللوحات الأصلية عن تلك اللوحات المقلدة بناءً على الاختلافات في الميكروبيومات الخاصة بها، أو حتى الرسومات الأصلية التي تم تخزينها في ظروف مختلفة على مر القرون.

 أظهر الباحثون أن رسومات دافنشي تحتوي على ميكروبيوم مختلف تمامًا عما كان متوقعًا، مع وجود الكثير من البكتيريا والحمض النووي البشري - على الأرجح نتيجة لقرون من التعامل مع مرممي الأعمال الفنية وغيرهم من الأشخاص، والميكروبات المعروفة بأنها تجعل الورق يتحلل بمرور الوقت كانت موجودة أيضًا، مما يوضح سبب أهمية جهود الترميم. ترقى الدراسة إلى مستوى إثبات مفهوم يوضح كيف يمكن للميكروبيومات، في المستقبل، الكشف عن تاريخ غير متوقع لبعض الأعمال الفنية أو تساعد كشف التزوير.

قام الباحثون بفحص المادة البيولوجية المجهرية، الحية والميتة، في سبعة من أهم لوحات ديفنشي ووجدوا تنوعًا غير متوقع في البكتيريا والفطريات والحمض النووي البشري. من المحتمل أن معظم هذه المواد قد هبطت على الرسومات بعد وفاة دافنشي قبل 501 عامًا، لذلك من المحتمل أن يأتي الحمض النووي (أو الجزء الأكبر منه على الأقل) من أشخاص آخرين تعاملوا مع الرسومات على مر القرون وليس من الفنان نفسه. لكن المواد البيولوجية المكتشفة حديثًا لديها قصة ترويها.

وكتب الباحثون أن المفاجأة الأكبر كانت التركيز العالي للبكتيريا في الرسومات، خاصة بالمقارنة مع الفطريات، أظهرت الدراسات السابقة أن الفطريات تميل إلى الهيمنة على الميكروبيومات للأشياء الورقية مثل هذه الرسومات، ولكن في هذه الحالة كانت هناك كمية كبيرة بشكل غير عادي من البكتيريا من البشر والحشرات (من المحتمل أن يكون الذباب قد ترك مخلفاته على الورق في وقت ما).

وقال الباحثون في بيان "يبدو أن الحشرات وعمال الترميم والتوطين الجغرافي قد تركوا أثرًا غير مرئي للعين على الرسومات ولكن من الصعب تحديد ما إذا كان مصدر أي من هذه الملوثات يعود إلى الوقت الذي كان فيه ليوناردو دافنشي يرسم لوحاته".

استخدم الباحثون أداة جديدة تسمى Nanopore، وهي طريقة للتسلسل الجيني تتحلل بسرعة وتحلل المواد الجينية، لإجراء دراسة مفصلة للمواد البيولوجية المختلفة، ودرس نفس الباحثين الميكروبيومات الفنية في الماضي لتحديد كيفية تخزين التماثيل التي تم انتشالها من المهربين أثناء اختبائهم. وقالوا، للمضي قدمًا، أن هذه التقنية يمكن أن تكشف عن تفاصيل جديدة لتاريخ الأعمال الفنية المدروسة جيدًا.