الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«باشاغا» يخطب ود فرنسا من أجل عيون رئاسة وزراء ليبيا

الرئيس نيوز

في باريس، يتواصل وزير الداخلية الليبي الحالي مع الشركات الأمنية ويريد طمأنة الفرنسيين بأنه ليس مرشح أردوغان، حيث يراهن وزير الداخلية في حكومة السراج، فتحي باشاغا، على شركات الأمن الفرنسية لتكون مفتاحه لتقارب حقيقي مع باريس.

وطار باشاغا إلى باريس بعد أيام قليلة فقط من عدم توصل منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس إلى أي اتفاق على تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، كان من المقرر أن يرأسها باشاغا.

وبحسب ما نشرته وزارة الداخلية الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، سيلتقي باشاغا خلال زيارته بـ "القيادات الأمنية والسياسية في فرنسا ومجموعة من الشركات المتخصصة في المجالات الأمنية". وفي الآونة الأخيرة، ظهرت بوادر تحسن في العلاقات بين باريس وباشاغا، اللذين شنَّا العام الماضي حملة شديدة اللهجة ضد فرنسا، متهمين إياها بتأجيج الحرب في ليبيا. وجاء هجومه القاسي بعد أن اكتشفت ميليشيات حكومته، في معسكر في بلدة غريان.

وفي الشهر الماضي، هنأت فرنسا باشاغا على اعتقال المهرب السيئ السمعة عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ "بيجا". وهنأت السفارة الفرنسية وزارة الداخلية الليبية، في مؤشر على بداية التقارب بين الطرفين.

يدرك باشاغا المقرب من تركيا أن الشركات الأمنية في هذه المرحلة هي المؤسسات التي لها التأثير الأكبر على الحكومات، حيث أن الدول الكبرى أوكلت لهذه الشركات جميع المهام التي تريد القيام بها سواء كانت أمنية أو لوجستية.

وعلى الرغم من أن تركيا قدمت المرتزقة السوريين الذين جلبتهم إلى ليبيا كمتعاقدين أمنيين، إلا أنهم كانوا مع ذلك تكفيريين سابقين تم جلبهم من قلب الصراع الطائفي السوري. تفضل دول أخرى اللجوء إلى "مقاولين" عسكريين من جنسيات مختلفة.

وتدار الشركات الأمنية من قبل مدراء تنفيذيين عادة ما يكونون من العسكريين المتقاعدين والسياسيين والذين يعملون كحلقة وصل بين الدولة والشركات، ومن غير المرجح أن يستخدم باشاغا مثل هذه الشركات لتأمين المدن في ليبيا، لكن من المرجح جدًا أن يتم تكليفهم بتأمين المناطق الاستراتيجية الحيوية، مثل المنشآت النفطية أو الموانئ والمطارات.

وكان باشاغا وصل صباح الأربعاء إلى مطار لو بورجيه، على بعد عشرة كيلومترات شمال شرق العاصمة الفرنسية باريس، في زيارة وصفها مؤيدوه بأنها رسمية، فيما وصفها خصومه بأنها "زيارة الملاذ الأخير لتلميع صورته في فرنسا. "

وتأتي زيارة باشاغا إلى باريس بعد انهيار رهاناته على تحقيق توافق في اجتماع تونس بشأن ترشيحه لرئاسة الحكومة الليبية خلال الفترة الانتقالية الجديدة.

وقالت وكالة فرانس برس إن زيارة فتحي باشاغا إلى باريس "تأتي في وقت يبحث فيه عن دعم لتولي رئاسة الحكومة الليبية المقبلة، وطمأنة الفرنسيين بأنه ليس مرشح أردوغان المفضل".

وكشفت صحيفة The Weekly الأمريكية أن باشاغا طلب سابقًا زيارة باريس أكثر من مرة، وأنه وصل بالفعل إلى باريس مرة واحدة في مارس، لكن لم يتم استقباله رسميًا، ثم غادر باريس متوجهاً إلى مدينة ليون الفرنسية، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولي المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول).

وتوقعت الصحيفة أن يتمكن باشاغا هذه المرة من عقد لقاءات مهمة مع عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين، وعزا ذلك إلى "جهود فرنسا لإيجاد مخرج من عزلتها في الملف الليبي، بعد أن استولت الولايات المتحدة على هذا الملف. وتركيا. وهكذا يبدو أن زيارة باشاغا تلبي رغبات الطرفين: باشاغا يريد أن يخبر الفرنسيين أنه ليس رجل تركيا، وفرنسا تريد من خلاله العودة للتأثير على مسار الملف الليبي ".

وتأتي زيارة باشاغا قبل الجولة الثانية من منتدى الحوار السياسي الليبي المقرر عقدها الأسبوع المقبل عبر الفيديو كونفرنس. وقالت وسائل إعلام ليبية إن باشاغا سيبحث خلال زيارته لباريس عددا من القضايا المتعلقة بالتنسيق الأمني ​​وتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية الفرنسية، إضافة إلى عدد من القضايا السياسية.

ونقلت عن مصادر دبلوماسية لم تسمها قولها إن باشاغا سيطلب خلال هذه الزيارة الموافقة الفرنسية على ترشيحه لرئاسة الحكومة الليبية الجديدة خلال الفترة الانتقالية التي تسبق الانتخابات العامة في 24 ديسمبر من العام المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن تحرك باشاغا في هذا الوقت بالذات نحو فرنسا كان مدفوعا برغبته الكبيرة في تولي المنصب التنفيذي الرفيع. وبدأت جهوده ومساعيه لشغل المنصب بزيارته لمصر، والتي تزامنت مع أنباء عن صفقة كان من الممكن أن يبرمها مع رئيس البرلمان الليبي في طبرق عقيلة صالح، على أساس تقاسم المناصب التنفيذية بينهما، حيث يتولى منصب رئيس الوزراء وعقيلة صالح منصب رئيس المجلس الرئاسي.

فتحي باشاغا لم يتمكن من التوصل إلى إجماع حوله خلال منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس. فشلت جهوده - التي استخدمت فيها أوراق ضغط مالية وسياسية مختلفة، وحتى تهديدات أمنية علنية وسرية - في تحقيق هذا الإجماع، الذي أراد من خلاله تحقيق طموحاته السياسية التي تحكم تحركاته منذ عام 2014 عندما أطلق العملية "فجر ليبيا".