الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أكاذيب أردوغان.. يروج لنشر قوات تركية لحفظ السلام في إقليم ناغورني

الرئيس نيوز

بينما رفضت روسيا صراحة مشاركة تركيا في قوات حفظ السلام في إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، قدمت الحكومة التركية، مساء أمس الاثنين، مذكرة تفويض إلى البرلمان للسماح بإرسال قوات عسكرية إلى أذربيجان، وذلك بعد أيام من توقيع باكو ويريفان، اتفاقا نهائيا لوقف إطلاق النار برعاية روسية، ليثار بذلك تساؤلات حول الوجود التركي رغم الإعلان الروسي برفض مشاركة تركيا في قوات حفظ السلام.
تصريحات وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، قد تساعد على إزالة اللبس، إذ تزعم القنوات التركية إن أنقرة فرضت نفسها على اتفاق وقف إطلاق النار، وأنها عززت تواجدها إلى جانب حليفتها أذربيجان.

يحسم لافروف الأمر بالقول: "لن يكون هناك جنود أتراك لحفظ السلام في منطقة ناغورني قره باغ".
تابع لافروف: "لدينا مهام مشتركة مع تركيا، كما قلت سابقا، لمراقبة الوضع الموضوعي في منطقة عملية حفظ السلام من الجانب الأذربيجاني عن طريق المراقبة الفنية. ويتم تنفيذ العملية حصريًا من قبل وحدة القوات المسلحة الروسية. لا يوجد غموض هنا. شركاؤنا الأتراك يفهمون هذا جيدًا".
قال لافروف، "لن يتمكن الجنود الأتراك إلا من حضور المركز المشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في أذربيجان خارج منطقة الصراع".
من تصريحات الوزير الروسي يفهم أن الوجود التركي في أذربيجان للمراقبة وفقط، على ان يقتصر ذلك الدور في مراكز المراقبة، بينما الذي يفصل بين القوات المتحاربة (أرمينا وأذربيجان) هي القوات الروسية.
يقول الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم: "روسيا لا تريد إعادة سيناريو الملف السوري وتحديدًا في إدلب مع تركيا، فالإقليم المتنازع عليه منطقة نفوذ روسية ولن تقبل موسكو أن تزاحمها تركيا في ذلك المسرح العملياتي"، لافتًا إلى أن موسكو أرضت غرور أردوغان فقط بالشماح له بالتواجد كمراقب فقط في غرف العمليات التابعة لأذربيجان.
تابع سالم: "لا يمكن الجزم بالمنتصر في المعارك التي دارت في ناغورني، لكن لا يمكن تجاهل التواجد الروسي الحليف الأكبر لأرمينيا".

طلب تفويض
وقدمت الحكومة التركية، مساء أمس الاثنين، مذكرة تفويض إلى البرلمان للسماح بإرسال قوات عسكرية إلى أذربيجان، وقالت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية إن "الرئاسة التركية تعرض على البرلمان مذكرتها بشأن إرسال جنود إلى أذربيجان".
من جانبه، زعم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده حاضرة في اتفاق "قره باغ" بالمفاوضات والميدان، وذلك على خلفية إعلان وقف إطلاق النار بين القوات الأرمنية والأذربيجانية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في الإقليم المتنازع عليه بين البلدين.
شأن داخلي
بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على أن قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إرسال قوات إلى أذربيجان يعد شأنا داخلي لتركيا.
أضاف المتحدث الروسي: "الحقيقة هي أنه سيكون هناك أيضا مركز مراقبة على أراضي أذربيجان، ويجب إرسال عسكريين أتراك إلى هناك، ويعد هذا تنفيذا للإجراءات الداخلية، والإجراءات المنصوص عليها في التشريع الداخلي لجمهورية تركيا. هذا شأن داخلي لتركيا".

وينص إعلان وقف إطلاق النار على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في قره باغ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باغ.
وتضم قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ 1960 عسكريا و90 ناقلة جند مدرعة و380 قطعة معدات عسكرية.
كما يتضمن الاتفاق أيضا رفع القيود عن حركة النقل والعبور وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع، وعودة النازحين إلى قره باغ برعاية المفوض الأممي لشؤون اللاجئين.