الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد 13 يومًا من الحرب الأهلية.. تأثيرات «صراع تيجراي» على سد النهضة

الرئيس نيوز

تشهد إثيوبيا، خلال هذه الفترة، أزمة داخلية خطيرة، إذ يشتبك إقليم تيجراي، الذي يشكل حوالي 6.5% من عدد سكان أثيوبيا، والمسيطر علي الائتلاف الحاكم في إثيوبيا وهو الجبهة الديمقراطية الثورية  منذ عام ١٩٩١ وحتي عام ٢٠١٨؛ مع الحكومة الاتحادية، التي يترأسها أبي أحمد، بسبب مايعتبره الاقليم والجبهة؛ تهميشا لهما، بعد أن ظلا مهيمنين علي المسرح السياسي في إثيوبيا لما يقارب ثلاثة عقود. 

وسيطر الجيش الإثيوبي، اليوم، على بلدة في إقليم تيجراي، شمالي البلاد، واتهمت قوة المهام الطارئة الحكومية، القادة المحليين في تيجراي بأخذ 10 آلاف سجين من المدينة أثناء فرارهم، كما  أطقت قوات تيجراي صواريخ على إريتريا مما أدى إلى تصعيد الصراع المستمر منذ 13 يوما، والذي أسفر عن مقتل المئات من الجانبين، ويهدد بزعزعة استقرار أجزاء أخرى من إثيوبيا والقرن الأفريقي.

في سياق آخر، أشعلت الحرب الدائرة الآن، التخوفات من تأثيرها على مفاوضات سد النهضة، وكذلك الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وآلية فض المنازعات، وقواعد الملء والتشغيل، خلال سنوات الجفاف والجفاف الممتد. 


نزاع إثيوبيا الداخلي يهدد سد النهضة 

قال الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، إنه لا يوجد أى جديد فى الأزمة، مؤكدًا ان النزاع الداخلي الاثيوبي مع إقليم تيجراي،  سوف يوقف مفاوضات سد النهضة، وبالتالي  يصب في اتجاه منح اثيوبيا، مزيدا من الوقت للملء الثاني بإرادتها المنفردة .

من جهته قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن الحرب الأهلية في إثيوبيا تزداد اشتعالا وتوترا، كما تم ضرب بعض الأماكن الحيوية بتيجراى منها: محطة الكهرباء بسد تاكيزى، والذى يخزن حوالى 9.2 مليار متر مكعب وينتج 300 ميجا وات، وكل ذلك يؤثر على مفاوضات سد النهضة، خاصة وأن إثيوبيا لم تقدم أى دليل على أنها قامت بالإجراءات المطلوبة لأمان السد، بالإضافة إلى متابعة الموقف أولًا بأول في هضبة البحيرات، مؤكدا أن ذلك سيؤدى إلى تأخير المفاوضات، بالإضافة إلى تعطيل أعمال بناء السد رغم البدءفي التخزين الأول.


التحرك على الأرض


وقال الدكتور أيمن عبدالوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر تركز على ضرورة الاتفاق الملزم قانوناً لقواعد الملء والتشغيل، ومسألة أمان سد النهضة، خاصة وأن إثيوبيا لم تقدم أى دليل على انها قامت بالاجراءات المطلوبة، مشيرًا إلى أن ما يحدث بعض العوامل الدافعة لسباق التفاوض، وبمعنى أدق إنه إذا لم تحدث ضغوط حقيقية وكثيفة لن يحدث جديد بشأن المفاوضات.
 
وأوضح عبدالوهاب  لـ"الرئيس نيوز "، إن مصر فى الفترة الأخيرة نجحت فى تعريف الرأى العام العالمى بحجم التعنت الإثيوبى المستمر، وعدم مراعاة الأطراف الأخرى فى الوصول إلى حل عادل، ومن ثم نحتاج إلى تكثيف الجهود المبذولة والتحرك على الأرض وامتلاك الأوراق الضاغطة على إثيوبيا.