رغم تشابك الملفات... لماذا عمقت كبار العلماء السعودية جراح الإخوان؟
قالت الباحثة في شؤون الحركات الأصولية، أميرة الشريف، إن بيان هيئة كبار العلماء في السعودية المُصنف لتنظيم "الإخوان" بـ"الإرهابي"، تحصيل حاصل، فالمملكة تدرج الجماعة على رأس التنظيمات الإرهابية منذ مارس العام 2014، فضلًا عن أن كثير من رموز التيار الوهابي في السعودية من أمثال بن باز وبن عثيمين وعبدالرحمن السعدي يفتون بأن التنظيم من الطوائف المُضلة الباغية التي تحدثت عنها كتب الأحاديث، وتابعت في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "الغريب في توقيت صدوره، إذ جاء بعد أسبوع من قرار ملكي بإعادة تشكيل الهيئة".
ولفتت الشريف إلى أنه لا يوجد تنظيم معلن للجماعة في السعودية، على الرغم من أن المملكة دأبت خلال حقب ماضية على استضافة قيادات إخوانية بارزة، وقالت: "نعم هناك تغيير منذ عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، إزاء التعامل مع جماعة الإخوان لكن لا تزال المملكة منفتحة بقوة على قيادات الجماعة في اليمن، وتعتمد عليهم ميدانيًا في العديد من جبهات القتال".
قالت الباحثة إن المملكة السعودية تدرك جيدًا مدى خطورة التنظيم الإرهابي على استقرار الدول، لكن في ذات الوقت تتعامل معهم في بعض المناطق بوصفهم قوى فاعلة على الأرض، وهنا تبدو الازدواجية في التعامل. وذكرت الباحثة بحديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مارس 2018، حينما وصف جماعة الإخوان بأنها "حاضنة للإرهابيين" كما هاجم الجماعة في مقابلة تلفزيونية في محطة "سي بي الأميركية، متعهدا بـ"اجتثاث عناصر الإخوان المسلمين" من المدارس السعودية في وقت وجيز.
واختتمت الشريف حديثها بالقول: "هناك نية سعودية لتغيير موقفها من الإخوان لكن تشابك القضايا وتداخل الإخوان فيها ربما يؤخر حسم المملكة لهذا الملف، فالمؤكد أن ولي العهد عازم على استئصال الفكر الإخواني من المناهج التعليمية، لكن وفق سياسة كل شيء بقدر".
بيان الهيئة
وأصدرت هيئة كبار العلماء الأربعاء الماضي، بيانًا اعتبرت فيه الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية لا تمثل نهج الإسلام"، مضيفة أن "الجماعة تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لتعاليم الدين".
وقالت الهيئة إن الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام (..) منحرفة تخرج على الحكام وتثير الفتن وتتستر بالدين وتمارس العنف والإرهاب". ورأت أن "الإخوان لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية".
ولا يعد هذا التصريح الأول من نوعه لمسؤول سعودي بشأن الإخوان المسلمين، إذ سبق أن حذرت هيئات دينية في المملكة عام2017، مما سمته "منهج الجماعة القائم على الخروج على الدولة"، لكن بيان كبار العلماء الأخير أشار صراحة إلى الجماعة باعتبارها "إرهابية، لا تمثل الإسلام، وتتبع أهدافها الحزبية".
وغرد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة حول بيان هيئة كبار العلماء، الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".
تعليق الإرهابية
تنظيم الإخوان علق على بيان الهيئة بالقول: "ننفي الاتهامات التي وجهتها لنا هيئة كبار العلماء"، مضيفة أن "الجماعة بعيدة تماماً عن العنف والإرهاب " بحسب وصفها.
وأدرجت مصر تنيظم الإخوان إرهابيًا منذ أواخر العام 2013 بعدما ثبت ضلوعها في العديد من العمليات الإرهابية والقتل، وهو الامر الذي ثار على دربه عدد من دول الخليج بينها المملكة السعودية والإمارات والبحرين.
إخوان الجزائر
من جانبها، وصفت حركة "مجتمع السلم"، الذراع السياسية لإخوان الجزائر، بيان هيئة كبار العلماء السعودية بشأن الإخوان بـ"الفتنة"، وزعم الحزب الجزائري، أن بيان هيئة كبار علماء السعودية من الإخوان المسلمين سياسي ولا علاقة له بالشرع كما أنه ينشر الفتنة بين المسلمين.
فيما قال المتحدث باسم التنظيم الإرهابي، طلعت فهمي، إن جماعته "دعوية إصلاحية" و"ليست إرهابية"، وزعم أن الإخوان بعيدون كل البعد عن العنف والإرهاب وتفريق صف الأمة، وأنها منذ نشأتها جماعة دعوية إصلاحية.
