الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«لعبة الانتخابات».. كيف يؤثر أصحاب المال في توجيه الناخبين الأمريكيين؟

الرئيس نيوز

اتهمت مجلة Modern Diplomacy الناخبين في الولايات المتحدة، سواء الديمقراطيين والجمهوريين بالأفق المحدود والتفكير المنغلق، وأنهم يرفضون الاعتراف بأن كل حزب من الحزبين السياسيين في هذه الدولة يخضع لسيطرة المليارديرات، وأن كل من الحزبين غارق في بحر من الفساد، ولا يسمح بأي تشريعات تقدمية (ولكن فقط التشريعات المحافظة والليبرالية التي تتلقى الدعم من قبل المليارديرات).
وذكرت المجلة أنه يشارك في هذه الجريمة المستمرة أعضاء الكونجرس لضمان إعادة انتخابهم، وحثت المجلة الأمريكيين على الاعتراف بخلو الحياة النيابية من أي فقيه تشريعي تقدمي جدير بالتعيين في المحكمة العليا، ولا أي مرشح رئاسي تقدمي للفوز بترشيح أي من الحزبين - مثل بيرني ساندرز في عام 2016، وفي عام 2020، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في السياسة الأمريكية هو عبارة عن محاولات ديكتاتورية من قبل الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا بدعم من المليارديرات.

 وحث تقرير المجلة الأمريكان على الاعتراف بأن الديمقراطية في مازق والغالبية العظمى من الناخبين في كل حزب يرفضون الاعتراف بهذه الحقيقة الجوهرية حول أمريكا اليوم.

ويوضح المشهد الانتخابي اليوم الديمقراطيون في مواجهة الجمهوريين، بدلاً من أصحاب المليارات مقابل الجمهور، ولا أحد على استعداد للاعتراف بالخطأ، فعلى سبيل المثال، على الجانب الجمهوري، حقيقة أن قيادة دونالد ترامب لجهود مكافحة فيروس كورونا كانت كارثية ومعترف بها في جميع أنحاء العالم على هذا النحو، يتجاهلها البعض وينكرها الآخرون، لكن لم يعترف بها الناخبون الجمهوريون - فهم موجودون ويتبنون سياسة إنكار الواقع.

وعلى سبيل المثال مرة أخرى،  هؤلاء الناخبون في الواقع ينكرون النعرات العنصرية التي تعالت في العام 2020، في ظل إدارة ترامب بل وينفون الدليل الواضح على ذلك.

وعلى الجانب الديمقراطي، يتم ببساطة تجاهل حقيقة أن جو بايدن من الشخصيات الفاسدة وحقيقة أنه سرق الترشيح من ساندرز من خلال الكذب، ويتجاهل الديمقراطيون حقيقة أن بايدن كان المدافع الرئيسي في مجلس الشيوخ الأمريكي في الحزب الديمقراطي عن استمرار الفصل العنصري ("منفصلون لكن متساوونٍ")، وانه متعصب خفي، ليس فقط فيما يتعلق بالفصل العنصري، ولكن أيضًا بشأن العدالة الجنائية. أيضًا، حقيقة أن بايدن من أشد المؤيدين للإمبريالية الأمريكية وخصخصة البنية التحتية في البلدان التي تم احتلالها لبيعها لمستثمرين من الولايات المتحدة وحلفائها، وهي ضمن حقائق عديدة أخرى يتجاهلها الديمقراطيون تمامًا. (يتمثل الاختلاف الرئيسي بين بايدن وترامب في السياسة الخارجية في أي دولة هي الأكثر أهمية للتغلب عليها: بالنسبة لترامب هي الصين، وبالنسبة لبايدن فهي روسيا؛ لكن كلاهما يريد غزو سوريا وإيران وفنزويلا وعدد قليل من الدول الأخرى).

ربما تكون حقيقة أن الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين يقاومون بقوة أكبر من أي شخص آخر هو أن قيادة الجمهوريين فيما يتعلق بسياسة فيروس كورونا كانت مليئة بالأخطاء وأن الديمقراطيين أفضل فقط لأنهم بعيدين عن السلطة، وسياسة بايدن تتمثل ببساطة في التشجيع على تحميل ترامب كل اللوم ، وتجنب أي حديث عن التفاصيل الحاسمة حول ما ستكون عليه سياسته وأولوياته. لكن الاختيار بين شرّين لا يزال المأزق الذي يواجهه الأمريكيون. 

إن العنوان الأبرز لواقع الديمقراطيين والجمهوريين هو الأرستقراطية - التي تستفيد من الفساد وتسيطر عليه. هذا هو الأمر الأكثر شرًا من أي من المرشحين. وهذه هي الحقيقة التي ترفض الغالبية العظمى من الناخبين الأمريكيين في كلا الحزبين الاعتراف بها. إنهم يرفضون الاعتراف بالمشكلة الأكثر جوهرية، وهي المشكلة في الفخ الذي انحدر البلد إليه. بدون الاعتراف بهذه المشكلة الأكثر جوهرية، لا توجد طريقة للخروج منها.