الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مطالبات أسترالية بطرد سفير قطر.. ونقل كأس العالم

الرئيس نيوز

لا تزال تداعيات الحادثة التي حصلت، أوائل أكتوبر الجاري، مع مسافرات في مطار الدوحة الدولي، بينهن 18 سيدة أسترالية، مستمرة حتى اليوم بين استنكار ورفض أسترالي. 

وجاء في مقال الكاتب الأسترالي دانيال فليتون، أحد أكثر صحافيي الشؤون الخارجية خبرة في أستراليا ومدير تحرير مجلة The Interpreter الدولية التابعة لمؤسسة Lowy Institute الفكرية، أن شركة الطيران القطرية لن تكون موضع ترحيب بعد الآن في الأجواء الأسترالية، وسط مطالبات بطرد السفير القطري، إذا لم يحدث أي تغيير.

ويوضح الكاتب أن إجراء طرد السفير القطري يمكن أن يكون أحد الخطوات الجادة، مشدداً أنه على الحكومة الأسترالية دعم ذلك الإجراء بإجراءات أخرى.

كما لا يستبعد المفكر الأسترالي المخضرم أن تشتمل الإجراءات الجادة على المطالبة باستبعاد قطر من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، واصفاً تبرير الدوحة لأسباب الواقعة المشينة، على أنها حدثت في إطار إجراءات ضرورية للكشف عن مرتكب ما أسماها "الجريمة المروعة"، هو ببساطة "تبرير سخيف"، بحسب تعبيره.

وأضاف: "ما نعرفه حتى الآن هو أن المسافرات تم إنزالهن من 10 طائرات مختلفة على الأقل في 2 أكتوب،ربعد ركوبهن على متن رحلاتهن، ومازال مجهولاً حتى الآن عدد أو جنسيات جميع الضحايا، اللاتي تم فصلهن عن رفقاء سفرهن من دون تفسير، بحسب ما قامت المسافرات بروايته، واللاتي أكدن أنه تم اصطحابهن من الطائرة إلى سيارة إسعاف تنتظر عبر مدرج الطائرات، وعندما دخلن أغلق باب سيارة الإسعاف، وصدر لهن أمر بخلع ملابسهن الداخلية وتعرضن لفحص قسري لأجسادهن بشكل د قيق، جاء ذلك بعد العثور على رضيعة في صندوق للقمامة في المطار مخبأة في كيس من البلاستيك ومغطاة بالقمامة.

4 أسابيع على الحادث
بعد عدة أيام من نشر الخبر، وما يقرب من 4 أسابيع من وقوع الحادث، صدر بيان قصير عن الحكومة القطرية جاء فيه: "أن الهدف من البحث الذي تقرر على نحو عاجل هو منع مرتكبي الجريمة المروعة من الهرب وأن "دولة قطر تأسف" على أي مكروه أو اعتداء على الحريات الشخصية لأي مسافر سببها هذا العمل"، بحسب البيان.

في المقابل، ناشد فليتون وزيرة الخارجية ماريز باين الأسترالية، بعدم الانتظار للاطلاع على نتائج تقرير السلطات المحلية، على الرغم من أن إثبات الحقائق حول سبب ارتكاب هذه الجريمة هو أمر مهم بالطبع، ولكن يجب أن تبادر مباشرة وبشكل رسمي بالإعراب عن غضب أستراليا مما حدث بشكل حاسم.

غير مقبول
وأضاف أنه على الرغم من أن الوزيرة باين صرحت بأن ما حدث في الدوحة "مقلق للغاية ومزعج للغاية"، إلا أنه يجب أن يتضح لقطر من خلال الخطوات التالية من جانب المسؤولين على أعلى المستويات أن أستراليا، تعتبر مثل هذه المعاملة للنساء غير مقبولة على الإطلاق.

ويمضي فليتون قائلًا إنه على أقل تقدير، ينبغي استدعاء سفير أستراليا في الدوحة، جوناثان موير، للتشاور، ساخرا من أن قرار فرض الحظر الرسمي على الخطوط الجوية القطرية لم يعد أمرا ضروريا، لأنه ما من سيرغب على السفر على متن رحلاتها بعد ما حدث، حسب قوله.

وتابع أنه لا ينبغي للحكومة الأسترالية أن تتجنب الإقدام على مثل خطوة الحظر بحجة أن الخطوط الجوية القطرية تنقل الأستراليين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج أثناء الوباء، بل يمكنها أن تقوم باستئجار الرحلات الجوية بنفسها بدلاً من تجاهل احتمالية تعرض مواطنيها الضعفاء بالفعل لمخاطر إضافية.

إلى ذلك، استعرض الكاتب حزمة الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومة الأسترالية ضد قطر ردا على ما حدث بحق المواطنات الأستراليات، قائلاً إن طرد سفير قطر في كانبيرا، سعد الشريف، سيكون تصعيدا إضافيا يجب أن يكون مطروحا على الطاولة، خاصة إذا كان وعد قطر بـ "تحقيق شفاف في الحادث" لن يتم بشكل سريع، ومطالبتها باعتذار وتعويض مناسب.

وبالنظر إلى البعد الدولي، يرجح الكاتب الأسترالي أن تقوم بلاده بحشد دول أخرى لاتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ضد قطر.

وبحسب ما ورد، فإن هناك مسافرة فرنسية أيضا خضعت للفحص الذاتي القسري، وربما يتم الكشف عن ارتكاب نفس الإجراءات بحق مسافرات من بلدان أخرى.

وأضاف أنه على قطر التعهد بالتزامها بضمان سلامة وأمن وراحة جميع المسافرين عبر البلاد، خاصة وأنه من المتوقع أن يحضر عشرات الآلاف من الرعايا الأجانب مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر أن تقام على أراضيها.

أبعاد عسكرية واقتصادية

ويلمح الكاتب أنه يمكن أن يكون للرد ثمنا فادحا، فقاعدة العديد الجوية في قطر تستضيف مركز العمليات الجوية الأميركية المشترك لتنسيق عمليات الانتشار في الشرق الأوسط، كما أن مقاتلات أسترالية من طراز RAAF تحلق بشكل منتظم هناك، مشيرًا إلى أنه على الصعيد الاقتصادي يجب أن تدرك قطر المعزولة دبلوماسيا عن جيرانها، خطورة وضعها كثاني أكبر شريك تجاري لأستراليا في الشرق الأوسط، بقيمة 2.13 مليار دولار، وإمكانية تأثر الاستثمارات القطرية الكبيرة في أستراليا.

 وختم أنه وفي حالة معاملة المواطنين الأستراليين بمثل هذه الطريقة الوحشية وغير المعقولة، لا ينبغي إخفاء غضب أستراليا بالمجاملات الدبلوماسية، وفقاً لكلامه.