الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تعاون الرباط وأبو ظبي.. أهمية فتح قنصيلة للإمارات في الصحراء الغربية

الرئيس نيوز

تتراوح العلاقات المغربية والإماراتية بين الفتور والتوتر، وهو ما ظهر في سحب كل منهما سفيره لدى الأخرى، بحجج مختلفة، تتعلق بالعديد من القضايا المختلفة، ولكن يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تقاربًا بين البلدين، خاصة بعد قرار أبوظبي بفتح  قنصلية لها في الصحراء الغربية، المنطقة المتنازع عليها، بعد اتصال هاتفي بين العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأكد بيان للقصر الملكي في الرباط، أن الإمارات العربية المتحدة، ستكون أول دولة عربية تفتتح قنصلية لها في الصحراء الغربية، المنطقة المتنازع عليها، مشيراً إلى أن القنصلية ستكون في مدينة العيون، أكبر مدن الصحراء الغربية.

من جانبه، قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبدالرحيم المنار اسليمي، إن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة جاء بعد فترة من البرودة في العلاقات بين المغرب و الإمارات خلال السنتين الماضيتين، نتيجة بعض الخلافات حول ملفات إقليمية منها ملف ليبيا.

وأضاف في تصريحات لــ"الرئيس نيوز": "اليوم بعودة دولة الإمارات بهذا القرار الاستراتيجي الكبير تكون العلاقات المغربية الإماراتية قد عادت الى خاصيتها التاريخية والتقليدية في التقارب الكبير والتنسيق المشترك بين البلدين".

وأوضح: "لهذا القرار الإماراتي دلالات متعددة، أولها أن الأمر يتعلق بدولة عربية خليجية، فبعد فتح القنصليات في الأقاليم الجنوبية المغربية من طرف الدول الإفريقية.. يفتح قرار دولة الإمارات الباب أمام دول الخليج وباقي دول العالم العربي، لذلك من المتوقع أن تبادر باقي الدول الخليجية ومصر والأردن إلى اتخاذ نفس المبادرة خلال الأيام المقبلة".




واستطرد: "القرار الإماراتي له أبعاد جيوستراتيجية كبيرة لأنه يُغير التوازنات من جديد داخل العالم العربي وفي شمال إفريقيا، فالمحور التقليدي التاريخي الذي له تأثير في العالم العربي يعود إلى الاشتغال بقوة، وهذا من شأنه في ملف الصحراء أن يدفع إلى عزلة قاتلة لدولة الجزائر التي تظل وحدها متمسكة بكيان (البوليساريو) ويزيد من صعوبات الوضع داخل الجزائر الذي بدأت تظهر خلافات فيه حول العلاقات مع المغرب".

واستكمل: "هذا القرار الاستراتيجي يعيد بناء قوة التحالف داخل العالم العربي، ومن شأنه أن يدفع بالمغرب للقيام بوساطة في الأزمة الخليجية وتركيز الاهتمام على الخطر الخارجي الذي يهدد دول الخليج من إيران خصوصًا، فالمغرب شريك استراتيجي لدول الخليج، ولازال خطاب الملك محمد السادس في شهر أبريل 2016 بالرياض خطابًا مرجعيًا في العلاقات المغربية الخليجية".


أكد رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني أن "توقيت هذا القرار يصادف انعقاد جلسات مجلس الأمن لإصدار قرار حول نزاع الصحراء، فالأمر يؤشر على أن هناك تغيير كبير قادم في ملف الصحراء لصالح المغرب، من شأنه أن يطوي كل المحاولات التي يقوم بها (البوليساريو) والجزائر للعودة بالنزاع إلى مرحلة الحرب الباردة".

واختتم عبدالرحيم المنار اسليمي، حديثه بأنفالمغرب والإمارات كسبا بهذا القرار عودة العلاقات التاريخية بينهما إلى مسارها الطبيعي بعيدًا عن كل الخلافات التي جرت في السنتين الماضيتين، مشددًا أنهما كسبا إمكانية إعادة بناء التحالف "العربي – العربي" في كل القضايا المصيرية في مرحلة صعبة يشهد فيها النظام الدولي تحولات سريعة ويتعرض فيها النظام الإقليمي العربي لمخاطر كبيرة.