السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«سر الانتشار السريع».. كيف نجح داعش في تجنيد «تويتر» لخدمة أهدافه المتطرفة

الرئيس نيوز

في عام 2014، شهد العالم تحولا كبير في شكل وطريقة وإدارة المنظمات الإرهابية المتطرفة، بظهور تنظيم داعش الذي كان يدير حملة دعائية مختلفة عن كل المنظمات التى سبقته.

البروفيسور أحمد يجيتالب تولجا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ناشيونال صن يات سين التايوانية الذي تركز أبحاثه على العلاقات بين وسائل التواصل الاجتماعي والإرهاب، أكد في بحث نشرته صحيفة SMALL WARS JOURNAL، أن مخططات البناء وأنماط الرعاية التي يديرها التنظيم، جعلت من داعش أكثر تعقيدًا، حيث انغمس التنظيم في التكنولوجيا الجديدة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية ويستخدمها بشكل فعال للغاية.

البحث ركز على منصة تويتر التي تحولت على وجه الخصوص إلى مكون رئيسي لحركة داعش على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم استخدام تويتر لنشر صور ومقاطع فيديو مثيرة لداعش بين مستخدمي تويتر، بينما كان تنظيم داعش ينشر الخوف والرسائل على تويتر، استثمر التنظيم الوقت كذلك في تجنيد الشبان وكسب المزيد من المؤيدين 

ولفت البحث إلى أن المتعاطفين مع داعش يستخدمون مصطلحات مختلفة تبعًا لعدد متابعيهم على تويتر، وتوصل البحث إلى أن المستخدمين الذين لديهم عدد أكبر من المتابعين يستخدمون لغة عنف أقوى على تويتر، بينما يستخدم أولئك الذين لديهم عدد أقل من المتابعين لغة أكثر ليونة وأكثر تديناً. كان المستخدمون الذين لديهم عدد أقل من المتابعين يركزون على الوحدة والدين، بينما شجع المستخدمون الذين لديهم عدد أكبر من المتابعين على العنف الجسدي مثل هجمات الذئاب المنفردة وقتل العدو في كثير من الأحيان على تويتر، وتم إجراء تحليل قائم على القاموس لتغريدات داعش والمتعاطفين معه. 

وخلص البحث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح الفرصة لنقل دعاية ورسائل المنظمات الإرهابية إلى ملايين الأشخاص في وقت قصير جدًا، وقد أدرك تنظيم داعش هذه الفرص التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي جيدًا واستخدم التقنيات المتقدمة ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال للغاية. تضمنت الدراسة 20000 تغريدة لمتعاطفين مع داعش بين عامي 2016 و 2017.

تم التوصل إلى العديد من النتائج الهامة في هذه الدراسة، وظهرت النتيجة الأولى من التحليل العام للتغريدات، حيث تم العثور على التحليل العام للتغريدات لمحتوى الإرهاب والعنف كما هو متوقعن إلا أن أهم النتائج هي النتائج التي تم الحصول عليها نتيجة تقسيم المتعاطفين مع داعش إلى مجموعات بناءً على عدد متابعيهم.

وتوصل البحث إلى أن المستخدمين الذين لديهم المزيد من المتابعين قاموا بتغريد محتوى إرهابي وعنيف، ومع ذلك، فقد وجد أن المستخدمين الذين لديهم عدد قليل من المتابعين يغردون بشكل أساسي المحتوى الديني، هاتان النتيجتان متوازيتان مع استخدام داعش للتويتر. السبب في استخدام داعش لوسائل التواصل الاجتماعي وتويتر هو نشر الخوف في جميع أنحاء العالم، وتجنيد أعضاء جدد وتبرير أفعالهم وهجماتهم. 

من وجهة النظر هذه، فإن استراتيجية نشر الخوف في العالم كله يديرها مستخدمون يتمتعون بعدد كبير من المتابعينن لأن آلاف الأشخاص يرون تغريدات هؤلاء المستخدمين في وقت قصير جدًا وتأثير هذه التغريدات أكبر. خاصة مع ميزات تويتر مثل إعادة التغريد، يصل هذا الرقم إلى الملايين في وقت قصير جدًا.

من ناحية أخرى، عادةً ما يتبع المستخدمون الذين لديهم عدد أقل من المتابعين أشخاص يشاركونهم وجهات نظر مماثلة. لهذا السبب، هؤلاء المستخدمون ليسوا في مهمة لنشر الخوف وبالتالي لا يحتاجون إلى التغريد المرتبط بالإرهاب والمحتوى العنيف. 

ومع ذلك، فإن وظيفة هؤلاء المستخدمين الذين لديهم عدد قليل من الأتباع هي تفسير تصرفات داعش على المستوى الديني بين الأشخاص الذين يشاركونهم وجهات نظر مماثلة وبالتالي إضفاء الشرعية على هذه التصرفات الوحشية. 

وبهذه الطريقة، تهدف إلى استمرار دعم المتعاطفين مع داعش وتبرير أنشطة التنظيم من خلال تفسيرها على المستوى الديني وفقًا للأفكار المتطرفة. هذه النتائج مدعومة أيضًا بنتائج التحليل لتغريدات المستخدمين الذين يغردون أكثر من غيرهم.