الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

محاولة لفرض معادلة جديدة.. تفاصيل تحركات تركيا والسراج في ليبيا

الرئيس نيوز


تزامن إعلان الجيش الوطني الليبي، قبل أيام، عن وجود معلومات مؤكدة بأن المليشيات الإرهابية تخطط للقيام بعمل عدواني واستفزازي، يسبق هجومهم على خط سرت الجفرة، مع رصد حشد عسكري متزايد من جانب تركيا، في قاعدة عقبة بن نافع بمنطقة "الوطية" الليبية، لوضع نقطة ارتكاز تمنحها الأفضلية في شمال إفريقيا.

في الوقت نفسه، أثارت الزيارة الغامضة؛ غير المعلنة لرئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج إلى تركيا، والتي استدعت على عجل رئيس أركان قوات حكومة الوفاق الوطني اللواء محمد الحداد، عددًا من المخاوف في شرق ليبيا، كما أضافت الزيارة الأسئلة إلى المخاوف الشديدة بشأن المؤامرة التركية، لكسر معادلة التوازن القائمة على خط سرت الجفرة، وفقًا لتقرير نشره موقع فرانس 24 الإخباري.

الدور التركي في ليبيا
لفتت صحيفة احوال التركية المعارضة إلى اتساع نطاق هذه المخاوف بعد إعلان غرفة عمليات الأمن والحماية في سرت - الجفرة، التابعة لمليشيات مصراتة، عن إغلاق الطرق جنوب أبو قرين والوشكة باتجاه الجفرة، وسط تحذيرات متواصلة من الجيش الليبي، وقالت الصحيفة: "يبدو أن تركيا تعد الميليشيات الموالية لها، بدعم من مرتزقتها السوريين، لشن هجوم عسكري كبير على سرت لإحداث تغيير في معادلة القوة الحالية".

بينما قالت مصادر ليبية، نقلا عن مقربين من المجلس الرئاسي، لصحيفة The Weekly Weekly الأمريكية إن السراج وصل فجأة إلى اسطنبول، في زيارة غير معلنة، حيث التقى اللواء إبراهيم الشقاف النائب السابق لرئيس جهاز الأمن الداخلي بالمجلس الرئاسي.

وكشفت المصادر أن هذا الاجتماع، الذي أحيطت مداولاته بالسرية التامة، جرى في فندق رافلز في اسطنبول، حيث يقيم السراج خلال هذه الزيارة، والتي تزامنت مع وصول رئيس أركانه إلى أنقرة بشكل مفاجئ. 

التقى السراج في هذه المحادثات بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بحضور رئيس الأركان العامة التركي ياسر جولر، كما قالت وزارة الدفاع التركية في بيان صحفي، إنه تم خلال هذا الاجتماع "تبادل الآراء حول آخر التطورات في ليبيا".

وأكد أكار أن تركيا "ستواصل أنشطة التدريب والاستشارات في المجالات العسكرية والأمنية في ليبيا، ضمن إطار الاتفاقية مع حكومة الوفاق الوطني".

رسائل أنقرة
ومع ذلك، فإن هذا البيان، الذي تضمن تلميحات غامضة حول الطموحات العثمانية، بما في ذلك تصريح أكار بأن "روابط الصداقة والأخوة بين البلدين تعود إلى أكثر من 500 عام"، لم تبدد الشكوك المحيطة بها، بل زادت من تعميقها. بين الأوساط العسكرية والسياسية الليبية التي لا تخفي تخوفها من كل خطوة تتخذها تركيا تجاه ليبيا.


 ويقول المراقبون إن هذه التحركات لا يمكن أن تنفصم عن التحركات السياسية المتعددة الجارية لتسوية الأزمة الليبية وتداعياتها، فهي "تعبير علني عن رفض المسار السياسي، وعدم وجود رغبة جادة في المشاركة فيه ".

وتزامنت التحركات التركية مع الهيمنة الحالية للجوانب الأمنية والعسكرية على المسار السياسي، كما انعكست أحداث الأسبوع الماضي فيما يتعلق باللقاءات العسكرية الليبية التي استمرت يوم الثلاثاء في جنيف، في إطار لجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة. بحضور القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني ويليامز.

لكن صحيفة أحوال نقلت عن المحل الروسي أندري كورتونوف اعتقاده أن القراءة الصحيحة لمسار التحركات التركية، تؤكد وجود خطة لكسر معادلات التوازن العسكري القائمة أو تجاوزها وفرض معادلة أخرى لإحداث تغيير في ميزان القوى، لأنها لا يمكن تصور أي اتفاق سياسي يمكن تنفيذه والمحافظة عليه دون أن يرتكز أولاً على الواقع على الأرض.

واعتبر المحلل الروسي أن قراءة الرئاسة التركية لتطورات الحوار الأمني ​​والعسكري الذي عقد في القاهرة وجنيف من شأنها أن تؤيد سيناريو توحيد الجيش وبسط سيطرته على مناطق نفوذ أنقرة في ليبيا.وبناءً على هذه القراءة، "يصبح من الأفضل للأتراك إعادة خلط الأوراق على الأرض وتغيير عناصر المعادلة الجيوستراتيجية من خلال سحب اتفاقية تقاسم السلطة من خلال قذف سرت لما لها من رمز ومركزية في التوافق الليبي الليبي".

كانت أنباء موثوقة وشهود ميدانيون أكدوا حشد آلاف المرتزقة وأفراد شركة صادات الأمنية الخاصة المقربة من الرئاسة التركية، في منطقة الصدارة وغرب مصراتة بشكل عام، مؤكدين أن خطة الهجوم على مدينة سرت وخاصة قاعدة القردابية الجوية جاهزة وتنتظر الأوامر للمضي قدما فيها ".

كان مؤتمر القبائل والمدن الليبية المنعقد في مدينة سرت، أرسى أسس تقارب القوى الداعية لاستقلال ليبيا وسيادتها وهو موقف أيدته بقوة الجزائر وتونس وبدرجة أقل مصر، لكن هذا الموقف لا يجد أي دعم من تركيا التي تعمل على إرباك المسار السياسي حتى يتم إعادة صياغة التسوية التي تضع نهاية للمأساة الليبية.