الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«تراجع أنقرة».. سبب انسحاب القوات التركية من أهم قواعدها في سوريا

الرئيس نيوز

نقلت صحيفة واشنطن "إكزامينر" عن مصادر تركية قولها إن قاعدة عسكرية تركية في بلدة مورك السورية، سيتم هدمها بشكل كامل، الأحد المقبل، مشيرة إلى أنه من المقرر تفكيك نقاط مراقبة ومواقع عسكرية أخرى.

ويتم إزالة أبراج التحكم والمعدات اللوجستية داخل القاعدة وإزالة الجدران، ومن المتوقع أن يسيطر الجيش العربي السوري، الذي حاصر الموقع من جميع الجهات، بشكل كامل على المنطقة التي أصبحت أضعف نقطة لتركيا أمام الهجمات العسكرية، إذ تعرض الوجود التركي في شمال غرب سوريا لضغوط متزايدة منذ منتصف سبتمبر 2020، حيث قتل عامل في الهلال الأحمر التركي وأصيب اثنان آخران، كما استهدفت قوات تحرير عفرين نقطة مراقبة تركية في منطقة الغزاوية التابعة لمدينة عفرين شمال غربي حلب منتصف سبتمبر، كما شكلت الهجمات على دورية روسية تركية مشتركة على الطريق الدولي M4، والتي أسفرت عن إصابة جنود روس، مصدر قلق.

تراجع القوات التركية 
وترددت أنباء عن نقل القوات التركية من "مورك" إلى منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب المجاورة، ولم تؤكد أنقرة انسحابها رسميًا بعد، لكن وكالة الأنباء الروسية، ذكرت أن تركيا أبلغت روسيا بقرارها الانسحاب من المنطقة، لا يزال لدى الجيش التركي أكثر من 50 نقطة مراقبة في شمال سوريا، مما خلق مصدرًا خطيرًا للتوتر مع دمشق لأنه لم يُسمح لأنقرة إلا بفتح 12 موقعًا شمال وشرق إدلب، وفقًا لاتفاق سوتشي لعام 2018.

وتحاصر القوات السورية حالياً ثمانية من نقاط المراقبة هذه وخمسة مواقع محصنة، وقال نافار سابان، المحلل العسكري في مركز عمران للدراسات الإستراتيجية في اسطنبول لصحيفة "آراب نيوز"، إن تركيا لا تريد المخاطرة في حال شن عملية عسكرية. وأضاف: "نظرًا لأن بعض نقاط المراقبة التركية محاصرة في الوقت الحالي، فإن تركيا لديها اليد السفلية التي قد تؤثر على شروط التفاوض". سيكون للروس اليد العليا لأنهم يتحكمون في مصير هذه النقاط المحاصرة.

وأوضح  سابان أن تركيا كانت تخطط للانسحاب من كل هذه النقاط وإعادة توجيهها إلى منطقة جنوب M4. وحاولت موسكو إقناع أنقرة بتقليص وجودها العسكري في إدلب وإزالة بعض نقاط المراقبة التابعة لها في المنطقة، لكن مسؤولي الحكومة الأتراك أشاروا إلى أن الانسحاب غير وارد لأن الوجود الإقليمي هو ورقة مساومة في المفاوضات مع دمشق وموسكو، ومن ناحية أخرى، فإن السيطرة على إدلب أمر بالغ الأهمية لتركيا لمنع أي موجة لاجئين نحو حدودها.

وذكر أيدين سيزر، الخبير في العلاقات التركية الروسية، في تصريحات لواشنطن إكزامينر أن الجيش التركي يستعد لأي اشتباكات عسكرية مقبلة في المنطقة،  مضيفًا: "تصاعدت التوترات بين تركيا وروسيا مؤخرًا، خاصة بعد انخراط البلدين في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حيث انتقد الكرملين أنقرة لدفعها لحل عسكري لنزاع ناغورنو كاراباخ".

ضغط روسي
وأضاف سيزر: "ربما يكون هذا الانسحاب ناتجًا عن الضغط الروسي على تركيا بالنظر إلى الديناميكيات المحلية في تركيا"، مرجحًا أن تركيا لن تتمكن من الحفاظ على وجود طويل الأمد في جنوب M4، لأن روسيا توقعت أن يؤدي الأمن الشامل على طول الطريق السريع لفتحه أمام حركة المرور، في حين أن الوجود التركي من شأنه أن يشكل مصدر توتر مع قوات الجيش العربي السوري.

من جانبه، قال الدكتور إمري إرسن، الخبير في العلاقات التركية الروسية من جامعة مرمرة في اسطنبول، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن أزمة إدلب في مارس الماضي كان حلاً مؤقتًا لمنع صدام عسكري محتمل بين القوات التركية ونظام الأسد، مضيفًا: "تفشي كوفيد-19، الذي أصبح قضية ملحة في نفس الفترة تقريبًا، أجبر الحكومتين على التركيز على مشاكلهما الداخلية". "الآن، يبدو أن روسيا تعود تدريجياً إلى أجندتها السابقة للوباء في السياسة الخارجية، وربما كان هذا هو السبب في أنها تمارس المزيد من الضغط على أنقرة للانسحاب من بعض نقاط المراقبة العسكرية في إدلب."

وأوضح إرسن أن توقيت الضغط مثير للاهتمام، لا سيما بالنظر إلى الخلاف المتزايد بين أنقرة وموسكو حول صراعات أخرى مثل ناجورنو كاراباخ وليبيا، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن تحاول موسكو استخدام قضية إدلب كجزء من صفقة أكبر مع أنقرة، تشمل أيضًا تسوية النزاعات الأخرى في القوقاز والشرق الأوسط.