الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«تطبيع السعودية».. تأثيرات سياسة بايدن على اعتراف الرياض بتل أبيب

الرئيس نيوز

رصد تقريرمركز "بيجن السادات" للسلام، اليوم،  دعم واشنطن القوي للاحتياجات الأمنية للمملكة العربية السعودية، وموقفها الواضح ضد سعي إيران للهيمنة الإقليمية، ودعم الإجراءات السعودية في اليمن، وموقف المملكة الراهن من إسرائيل، ولكنه فيب المقابل رجح أن جو بايدن، في حالة انتخابه، سوف يعكس اتجاه كل تلك السياسات إلى جانب رفضه الوقائي لبسط إسرائيل للسيادة على أي أرض جديدة، وهذا من شأنه أن يقوض أي احتمال قائم اليوم للتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

يشار إلى أن اتفاقيات "أبراهام" كانت نتاج تحول هيكلي يتطور ببطء في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، أدى إلى مواءمة المصالح بين دول الخليج وإسرائيل، من أهمها معارضة التهديد الذي تشكله إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة، إذ  نجحت إدارة ترامب الحالية، في تحديد هذا التحول الهيكلي، ولعبت دورًا إيجابيًا كمحفز دفع الفاعلين نحو الاعتراف الرسمي.


اتفاقيات التطبيع
وتكمن ديناميكية مماثلة في أساس كل من اتفاقيات السلام الناجحة السابقة الموقعة بين إسرائيل والدول العربية، مع مصر في عام 1979 والأردن في عام 1994، وفي كل حالة، كان هناك أولاً توافق أساسي للمصالح، ونتيجة لذلك الاصطفاف، أدركت كل دولة الفوائد التي يمكن أن تجنيها من توقيع اتفاق سلام رسمي، عندها فقط كان للولايات المتحدة دور إيجابي لتلعبه في المساعدة على تحفيز الأطراف لاتخاذ الخطوة التالية. لا تستطيع الولايات المتحدة صنع سلام بين لاعبين إقليميين غير مستعدين للتفاهم، ومن الضروري تحفيز وتشجيع التقدم بمجرد الاعتراف بالمصالح المشتركة الأساسية.

وزعم مستشار السياسة الخارجية لبايدن "جيك سوليفان" أن الولايات المتحدة: "يجب أن تزيل تمامًا جميع أشكال الدعم للأعمال العدائية المستمرة في اليمن" بالإضافة إلى تبني رغبة أكبر للضغط على الرياض بشأن أوجه القصور في حقوق الإنسان المحلية"، ومؤخرًا أوضح باين نفسه في مقال له، خطته لتجديد الانفراج مع طهران، قائلًا: "يجب على واشنطن التخلي عن سياستها الحالية المتمثلة في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران ومتابعة المفاوضات المباشرة على غرار خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015".


بايدن وطهران 
إذا أخذنا بعين الاعتبار برنامج بايدن ككل، فإن برنامج بايدن هو في الأساس زيادة الضغط على السعودية وتضيق صفقات الأسلحة عليها، وفي الوقت نفسه التخلي عن سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، بل وإقامة علاقة أكثر تصالحية مع طهران.

سياسة فريق بايدن المقترحة من شأنها أن تقوض أي احتمال للتطبيع مع السعودية، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، فالتحول الهيكلي الذي دفع إسرائيل ودول الخليج معًا بالانفتاح الدبلوماسي، لم يكن كافياً بمفرده لدولة الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ الخطوة النهائية للاعتراف الرسمي.


 في الواقع، منذ عام 2002، أعربت المملكة العربية السعودية، ثم جامعة الدول العربية لاحقًا، عن استعدادها (نظريًا) للاعتراف بإسرائيل بإعلان مبادرة السلام العربية. كانت المشكلة هي أن المطالب التي قدمتها المبادرة لإسرائيل، وفقًا لوجهة نظر مركز بيجن السادات، كانت غير موضوعية تمامًا، مثل الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود ما قبل عام 1967 وتنفيذ "حق العودة" الفلسطيني، وهو التعبير العربي الملطف عن التخريب الديموغرافي الذي ارتكبته إسرائيل لذا فإن أي احتمال موجود للتطبيع سوف يعتبر ميتاً فور وصول بايدن إلى البيت الأبيض.