الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«تطبيع السعودية».. ضغوط أمريكية لإقناع الرياض باتفاق أبراهام

الرئيس نيوز

توقعت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية أمر بالغ التعقيد، وينطوي على مخاطر، رغم أن اتفاقيات أبراهام لا تنهي نزاعًا قائمًا، أو تساعد في حل الصراع الفعلي بين إسرائيل والفلسطينيين. 

جاء ذلك في سلسلة مقالات تحدث فيها عشرة خبراء حول اتفاقيات إبراهام، مع التركيز على ما يخص السعودية في هذا الملف، إذ يقول محللون إن البحرين ما كانت لتوافق على اتفاق إسرائيل دون موافقة حليفتها المقربة؛ السعودية، كما ألمحت الرياض إلى موافقتها عند منح الرحلات التجارية الإسرائيلية الإذن، بعبور مجالها الجوي عند السفر من وإلى الإمارات.

قال وزير الخارجية مايك بومبيو، أمس، إنه ونظيره السعودي الوزير فيصل بن فرحان، أكدا مجددًا التزامهما المتبادل، بمواجهة النشاط الإيراني الخبيث، مضيفًا أن إدارة ترامب تدعم "برنامجًا قويًا لبيع الأسلحة للسعودية".

وقال موقع "دويتش فيله" الألماني إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حثّ السعودية، على "تطبيع علاقاتها" مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين، وعقب استقباله نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال بومبيو للصحافة أنه جرى تناول الاتفاقين التاريخيين بين إسرائيل والدولتين الخليجيتين الموقعين منتصف سبتمبر، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف الوزير الأمريكي إنهما "يساهمان بشكل كبير في أهدافنا المشتركة لتحقيق السلم والأمن الإقليميين"، موضحًا أنهما "يعكسان تغييرات جارية في ديناميكية المنطقة.. وهذه الدول تعرف جيدا الحاجة إلى التعاون الإقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني وتعزيز الازدهار".

وأردف بومبيو: "نأمل أن تدرس السعودية تطبيع علاقاتها أيضا، ونريد أن نشكرهم على المساعدة التي قدموها في نجاح اتفاقيات إبراهام حتى الآن"، مضيفاً أنه يأمل أيضاً أن يشجع ذلك القادة الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل. ووتجنّب الوزير السعودي تناول هذا الموضوع، واكتفى بالحديث عن "التهديدات المشتركة، بما فيها تواصل السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار".

يشار لأن اعتراف السعودية بإسرائيل، سيمثل نقطة تحول حقيقية في الشرق الأوسط. 

ضغوط أمريكية
مارست إدارة دونالد ترامب طوال أشهر ضغوطا لتحقيق ذلك، لكن المملكة قالت بوضوح إنها لن تتبع الإمارات والبحرين اللتان خرقتا "الإجماع العربي"، الذي يشرط التطبيع مع الدولة العبرية بتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

مع ذلك يقول الرئيس الأمريكي، المرشح لولاية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر، إن الرياض ستطبع علاقاتها مع إسرائيل "في الوقت المناسب".

 وتحاول الولايات المتحدة إقناع المزيد من دول الخليج بإبرام اتفاقيات مماثلة مع إسرائيل ، كما فعلت الإمارات والبحرين. وفتح الوزيران السعودي الأمريكي "حوارا استراتيجيا" بين البلدين في واشنطن.

ورغم انتقاد جزء واسع من الطبقة السياسية الأمريكية للتقارب بين إدارة ترامب والمسؤولين السعوديين، زاد مايك بومبيو الثناء على المملكة، وقال إن "السعودية قوة استقرار في المنطقة".

اتفاقية الأسلحة
جدد بومبيو دعمه "برنامج بيع أسلحة قوي للسعودية" من أجل "مساعدة المملكة في حماية مواطنيها والحفاظ على الوظائف الأمريكية"، رغم اعتراض الكونجرس أحيانا على هذه الصفقات.

ومررت الرياض بهدوء صفقات الإمارات والبحرين - رغم أنها لم تصل إلى حد المصادقة عليها - لكنها قالت إنها ليست مستعدة لاتخاذ إجراء بنفسها، وكانت السعودية قد طرحت مبادرة عام 2002 التي عرضت بموجبها الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.