الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رُغم تجاهل القاهرة.. تركيا تأمل في التشاور مع مصر بشأن شرق المتوسط وليبيا وفلسطين

الرئيس نيوز

في تصريحات للرئاسة التركية، لا تفهم إلا في سياق حفظ ماء وجهها، بعدما تجاهلت القاهرة الغزل التركي لها، والرامي إلى تقارب بعد نحو 7 سنوات من التلاسن الخشن والعداء البيّن، قال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن إن لبلاده ضوابط لا يمكن تجاوزها لحدوث تقارب مع مصر.
 
وتشعر تركيا بالعزلة دوليًا وفي المنطقة؛ بعدما تراجع دورها في العديد من الملفات، أبرزها السوري والليبي؛ وذلك بعدما اتخذت القاهرة مواقف أكثر حزمًا، ما ترتب عليه تعطيل مشاريع أردوغان التوسعية في المنطقة. 

ومؤخرًا حددت القاهرة ضوابطها في الأزمة الليبية، ورسمت خطوطها الحمراء (سرت والجفرة) التي لا يمكن للميليشيا التي جلبتها تركيا للقتال إلى جانب ما تسمى حكومة "الوفاق" أن تتجوازها، وحصل الجيش المصري على موافقة البرلمان المصري، ونظيره الليبي، على إرسال قوات للقتال في ليبيا لحفظ الأمن القومي المصري والليبي، كما حصل الرئيس السيسي على تفويض من مشايخ القبائل الليبية لقاتل الجماعات الإرهابية واستعادة الأمن في ليبيا. 

وتطرق الرئيس السيسي، في خطابه الأحد الماضي، إلى الأحاديث والتقارير التي تتحدث عن المصالحة، وكعادته لم يسم السيسي أي طرف، ولكنه وضع قاعدة أنه لا تصالح مع من تآمر على الشعب المصري، وروعه، أو مارس أدوارًا للإضرار بالدولة المصرية، وقال مراقبون وقتها إن الرئيس ربما يقصد (الإخوان وداعميهم تركيا وقطر).



أوهام أردوغان     
المتحدث باسم الرئاسة التركية، قال في مقابلة تلفزيونية نقلتها وكالة "الأناضول" الرسمية التركية: "مستعدون للتجاوب مع مصر الدولة المهمة في المنطقة والعالم العربي". وتابع: "حال تشكلت أرضية للتحرك مع مصر في مواضيع ليبيا وفلسطين وشرق المتوسط وغيرها من القضايا، فإن تركيا لا يمكنها إلا أن تنظر بإيجابية إلى ذلك وتقدم إسهاما إيجابيا".

ومنذ نحو ثلاثة أسابيع، قال رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، إن الترسيم البحري مصر في شرق المتوسط، هو طوق النجاة، وحل لإشكاليات تركيا في منطقة شرق المتوسط. فيما قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق، إن تركيا إذا ما أرادات التقارب مع مصر، فلا يمكن أن يتم ذلك عبر التصريحات الإعلامية وفقط، وتابع: "لابد أن يتطابق الحديث مع أفعال جادة على الأرض، تحفظ سيادة (سوريا والعراق وليبيا والكف عن الاستفزازت التركية في شرق المتوسط)".



رسالة تركية
وفي أواخر سبتمبر الماضي، قالت صحيفة "حرييت" التركية، المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن أنقرة نقلت إلى القاهرة رغبتها باتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وقال الكاتب، سادات إرجين، في مقال نشرته "حرييت"، إن مدير عام وزارة الخارجية التركية، تشاغتاي إرجيس، نقل رغبة أنقرة بتوقيع اتفاقية ترسيم حدود بحرية بين البلدين، عبر القائم بالأعمال المصري في أنقرة، عمرو حمامي.

ووفق ما أوردته الصحيفة التركية، "حرييت"، فإن أنقرة بعثت "رسائل دافئة" إلى القاهرة، خلال الأيام الماضية، لتوقيع اتفاقية ترسم الحدود البحرية بين الجانبين. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده مستعده لتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر.

للاستهلاك المحلي
الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، قال لـ"الرئيس نيوز": "من الطبيعي أن تحاول تركيا حفظ ماء وجهها، بعدما لم تتلق أي ردود مصرية على طلبات التقارب أو بدء مشاورات الترسيم البحري في شرق المتوسط"، وتابع: "تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية أكدت رغبة أنقرة التشاور مع مصر في ملفات ليبيا وشرق المتوسط وفلسطين". 

وأشار سالم، إلى أنه لا يتوقع حدوث تقارب بين البلدين في الوقت الحالي، وقال: "ربما هناك حوارات على مستوى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لكن على المستوى السياسي لا أظن ذلك في الوقت الحالي؛ فهناك ملفات شائكة بين البلدين لابد من حسمها أولًا قبل الحديث عن تقارب أو تنسيق".



مناورات البحر الأسود
وفي تطور كبير على الأرض، تستعد البحرية المصرية للمشاركة في تدريبات عسكرية هي الأولى من نوعها مع البحرية الروسية في البحر الأسود. ويتعين على البحرية المصرية المرور عبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة للوصول إلى البحر الأسود، حيث ستمر السفن الحربية المصرية قرب اسطنبول المطلة على البحر المتوسط، والواقعة على مدخل مضيق البوسفور.

والبحر الأسود هو بحر داخلي يقع بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى، ويتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة، ويتصل ببحر آزوف عن طريق مضيق كيرتش، كما يسمى مضيق البوسفور بمضيق اسطنبول، وتتحكم فيه تركيا بشكل كبير.