الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

خبير بـ«الصحة العالمية»: «مناعة القطيع» ليست الحل للخلاص من كورونا

الرئيس نيوز


 أجاب الدكتور  أشرف العدوي، استشاري الأمراض الصدرية والخبير بمنظمة الصحة العالمية، على السؤال الذي يشغل بال الكثيرين: هل يمكن لمناعة القطيع أن تضع حدا لتفشي فيروس كورونا؟

قال العدوي، إن معنى مناعة القطيع أو المناعة المجتمعية هو مفهوم في علم الأوبئة يصف كيف يمكن للناس بشكل جماعي أن يقوا أنفسهم من العدوى، إذا كان لدى نسبة معينة من السكان مناعة ضد المرض، وتهدف مناعة القطيع إلى كسر سلسلة انتشار العدوى، وحماية الآخرين.

وأضاف خلال مشاركته فى مؤتمر «متى ننتهى من  كوفيد ١٩؟» الذى أقامته اللجنة العلمية بنقابة الأطباء و بحضور نخبة من المتخصصين منهم: د. عبد المجيد قاسم  أستاذ الأمراض الوبائية طب المعدة وعلم الكبد جامعة القاهرة و الامين العام لمجلس البحوث الطبية بمصر، و د. محمود بهجت أستاذ أبحاث العدوى الجزيئية والمناعية والمشرف العام على شبكة المعامل المركزية مركز البحوث الوطنية،  أن حصول شخص ما على المناعة، لا يحميه فقط من الإصابة بالعدوى، بل يمنعه من نقل العدوى إلى الآخرين.

وأوضح: "ويبلغ مجتمع ما مناعة القطيع بطريقتين: المناعة الطبيعية، أن يكون هناك ما يكفي من الأشخاص قد أصيبوا بالفعل وأنظمتهم المناعية طورت أجسامًا مضادة للحماية من العدوى المستقبلية، على الأقل في المدى القصير، أو المناعة المكتسبة عن طريق لقاح فعال".

وتابع: "بالنسبة لـ كوفيد-19، يقدر العلماء أن 60 إلى 70% من السكان يحتاجون إلى التطعيم أو تشكيل أجسام مضادة طبيعية لتحقيق مناعة القطيع"، مشيرا إلى منظمة الصحة العالمية نصحت المسؤولين الحكوميين بعدم محاولة تحقيق ما يسمى بمناعة القطيع ضد فيروس كورونا، من خلال السماح له بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء مجتمعاتهم، نظرًا إلى خطورة المضاعفات التي قد يؤدي إليها هذا المرض، ونسبة الوفيات والحالات التي تحتاج العناية الطبية، فقد يفشل نظام الرعاية الصحية بسرعة في مجاراة أعداد المرضى. 

وأكد أن أعداد الإصابات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ووفاة ملايين الأشخاص، خاصة بين كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مزمنة عليهم التوجه إلى التطعيم ضد الفيروس، وذلك هو النهج المثالي لتحقيق مناعة القطيع، حيث تخلق اللقاحات مناعة دون التسبب في المرض أوالمضاعفات باستخدام مفهوم مناعة القطيع، إذ نجحت اللقاحات في السيطرة على العديد من الأمراض المُعدية الفتاكة، مثل الجدري وشلل الأطفال والخناق والحصبة الألمانية واللقاحات تخلق مناعة القطيع عند إعطائها على نطاق واسع إنتاج لقاح وقائي من فيروس «كورونا» سيحتاج وقتاً طويلاً، مشيرًا إلى أن مناعة القطيع فيما يتعلق بالفيروس التاجي بعيدة عن الواقع، خاصة بدون لقاح  وإلى أن يتم تطوير لقاح لكوفيد 19، من المهم إبطاء انتشاره، نظرًا لأنه من غير المتوقع، توفر لقاح لفيروس كورونا قبل عام 2021 على أقل تقدير.

وأردف: "تعتمد تدابير جائحة كوفيد-19 على خفض ذروة الجائحة، الأمر المعروف باسم «تسطيح منحني الجائحة» بهدف إبطاء انتشار المرض و الموازنة بين مراحل تفشي الوباء وقدرات قطاع الرعاية الصحية على استقبال المرضي ويتم ذلك من خلال تأجيل الوصول إلى نقطة الذروة لتوزيع المصابين بالمرض على فترات زمنية أطول، بما يسمح للنظم الصحية باستيعاب الأزمة، ويخفف ضغطًا هائلًا على نظام الرعاية الصحية، الأمر الذي يسمح بحصول المصابين على عناية صحية أفضل، ويوفر وقتاً أكبر من أجل تطوير لقاح أو علاج نوعي أفضل طريقه لمواجهه الكورونا تسطيح المنحني وذلك لدفع الوباء نحو الانحسار، وليس الانتشار".

واستطرد: "تدابير التباعد المجتمعي ستبطئ بشكل كبير معدل انتشار المرض وستنقذ آلاف الأرواح، وفي حال غياب التدابير تجعل الدول تحتاج إلى الاستعداد لارتفاعات دورية جديدة وغير متوقعة للعدوى حتى يتوفر اللقاح على نطاق واسع، حيث يمكن أن ينتشر تفشي المرض في كل مكان وفى نفس الوقت، ونحتاج جميعًا إلى التدخل لمحاولة منع انتشار الحالات، ولكنه سيستغرق مجهوداً للعمل بين المواطنين والدول للوصول لذلك وفي الوقت الحاضر.. لذلك الالتزام بتعليمات الوقاية من ارتداء الكمامة والمحافظة علي ترك مسافة آمنة ونجنب المخالطة اللصيقة هو وسيلتنا الوحيدة في مواجهة هذه الجائحة".