الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«علاقة تركيا بداعش».. لماذا تحتقر أنقرة حلفاء الناتو؟

الرئيس نيوز

رجح تقرير لمركز "السادات- بيجن" للسلام أن نجاح تنظيم داعش الإرهابي على الأرض في عام 2014، يرجع جزئيًا إلى أن أردوغان الذي يعد مؤيدًا قويًا لتنظيم الإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وتُعزى أي مسافة وضعها أردوغان بينه وبين داعش إلى ضغوط روسيا والولايات المتحدة وأوروبا، وليس إلى رفضه لأيديولوجية الجماعة الإسلامية.

في ضوء النفوذ التركي المثير للانقسام والمزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، يمكن أن يكون أكبر قلق في المنطقة بالنسبة للغرب هو الميول الإسلامية المعلنة، في أكثر من مناسبة للرئيس التركي أردوغان. 

من أجل فهم الدور التركي في تهديد داعش المنبثق عن الإخوان المسلمين، من الضروري الرجوع ست سنوات إلى الخلف، فقد شهد عام 2014 العام الذي أصبح فيه تنظيم داعش تهديدًا حقيقيًا للشرق الأوسط. في غضون عام واحد، وتمكنت الجماعة الإرهابية من السيطرة على ثلث العراق ونصف سوريا، مع وجود 200 ألف فردًا تحت سيطرتها؛ وسرعان ما نجح داعش في إنتاج النفط وبيعه كمصدر مهم للدخل، كما تمكن من ضمان الإمداد المستمر بالأسلحة والذخائر والمركبات وأجهزة الاتصال المتطورة، وتعود قدرة داعش على أن يصبح قوة فاعلة بهذه السرعة إلى حد كبير إلى علاقتها مع تركيا.

العلاقات التركية مع الدواعش
كان لداعش علاقات قوية مع تركيا على مر السنين، سواء من خلال صناعة النفط أو من خلال استعدادها لحماية أعضاء مطلوبين من جماعة الإخوان المسلمين، إذ كانت علاقة "الجوار" هذه ضرورية لنجاح داعش، ولا تزال تنعكس في صنع القرار التركي.

ويحكم أردوغان تركيا منذ العام 2002، وهو مؤيد قوي للإخوان المسلمين، التي تزعم إقامة خلافة إسلامية عالمية تطبق الشريعة الإسلامية، نتيجة لذلك تم ربطها بالعديد من المنظمات الإسلامية الأساسية.

وفي السياق نفسه لم يقم أردوغان بأي عمليات لمكافحة الإرهاب، لتعطيل شبكات داعش أو أنشطة التجنيد، ولكنه قدم المساعدة للتنظيم الهمجي، وكانت المساهمات التركية في ازدهار داعش أكثر وضوحا.. «الرئيس نيوز» يرصد أوجه دعم النظام التركي لتنظيم داعش الإرهابي، بشكل تفصيلي، في السطور التالية:

المال
في عام 2014، أفادت الأنباء أن داعش استولت على حقول النفط في العراق وسوريا وأنتج كميات كبيرة من النفط الخام لبيعه، مما عزز قبضته على إمدادات النفط في المنطقة، ويُعتقد أنهم نقلوا النفط إلى تركيا في ناقلات، وعندها باعت تركيا النفط لدول أخرى كما لو كان من العراق وسوريا وتقاسمت بعضاً من عائداته مع داعش، إلى أن توقفت صادرات النفط هذه في ديسمبر 2015 بعد قصف روسي للناقلات، لكن ليس قبل أن يستقبل داعش الملايين من صادرات النفط عبر تركيا، كما أن عائلة أردوغان كانت متورطة شخصيًا في تجارة النفط مع داعش.

تجنيد الأفراد
ذهب الآلاف من الشباب المنضمين لتنظيم داعش بعد أن تعرفوا على أهداف وأساليب داعش، وكانوا قادمين من الدول الإسلامية وأوروبا وأمريكا وإفريقيا وأستراليا وحتى إسرائيل، ووصلت الغالبية العظمى بشكل قانوني إلى تركيا وانتقلت من هناك إلى سوريا والعراق، وفي المقابل فإن السلطات التركية، التي كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يمرون عبر تركيا في طريقهم للانضمام إلى داعش، لم تفعل شيئًا لوقف ذلك.

وفي يونيو 2014، اعترف وزير الداخلية التركي "معمر جولر" بأن "هاتاي" كانت موقعًا استراتيجيًا لعبور المجاهدين إلى سوريا، وأن الدعم اللوجستي للجماعات الإسلامية سيزداد في تلك المنطقة.

التكتيكات
تحدثت التقارير الصحفية والاستخباراتية على نطاق واسع عن دور وكالة المخابرات التركية التي أرسلت أسلحة بشكل غير قانوني إلى الجهاديين السوريين، في أغسطس 2014، وقال أحد قادة داعش لصحيفة واشنطن بوست: "معظم المقاتلين الذين انضموا إلينا في بداية الحرب جاءوا عبر تركيا، وكذلك معداتنا وإمداداتنا".

كما سمحت تركيا لقوات داعش بشن هجمات على معارضيها من الأراضي التركية، ولا يمكن لقوات داعش أن تدخل تركيا أو تغادرها بحرية دون موافقة الحكومة التركية، وأفاد نشطاء مناهضون للأسد أن داعش كانت تهاجمهم من داخل تركيا، وأشار مسؤول مصري رفيع في أكتوبر 2014 إلى أن المخابرات التركية كانت تمرر صور الأقمار الصناعية وغيرها من البيانات إلى داعش.

وأدى إحجام أردوغان عن اتخاذ خطوة إلى الوراء وإدانة أساليب عمل داعش، جزئياً، إلى افتراض أن تركيا لم تعد تساعد داعش؛ ليس لأنها رفضت أيديولوجيتها، ولكن بسبب الضغوط التي تمارس عليها من قبل روسيا والولايات المتحدة وأوروبا.

ومع تزايد أوجه التشابه بين التطرف الإسلامي في تركيا وإيران، والانتقادات المتكررة الموجهة إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكونه لم يتخذ موقفًا حاسمًا مع القوى الإسلامية في المنطقة، سيكون للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص دور في تقرير الدور الذي يضطلعون به في الشرق الأوسط.

حتى يومنا هذا، تخضع تركيا لتأثير عقيدة الإخوان المسلمين، التي تدعم استمرار وجود داعش، وتُظهر عدم وجود اهتمام في أنقرة بأعمال عنف الجماعة، ومع ذلك، أصبح من الصعب على أردوغان الاختباء وراء عضويته في الناتو، وهو يصمم سياسة خارجية أقل توجهاً نحو الغرب وأكثر عداءً للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.