الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«زيارة أنقرة كلمة السر».. «مليشيات طرابلس» تسعى لإفشال المسار السلمي لحل الأزمة اللبيبة

الرئيس نيوز

رفعت الميليشيات التابعة لحكومة فايز السراج المنتهية ولاينه المتمركزة في طرابلس نبرة خطابها اللفظي وأفعالها العسكرية، مهددة بإعادة إشعال القتال على جميع الجبهات. 

وقالت صحيفة "ستار تربيون" الأمريكية إن المجتمع الدولي قد يخسر التفاؤل الذي ساد خلال الأسابيع الماضية حول تهدئة الصراع في ليبيا واستئناف إنتاج النفط إذا استمر التصعيد من قبل المليشيات، وهو ما يهدد بدق طبول الحرب، بعد فترة الهدوء الحذر الذي ساد منذ اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 21 أغسطس بين مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني والبرلمان الليبي المتمركز في طبرق؛ شرق البلاد.

التصعيد الأخير يخفف من حدة التفاؤل الناجم عن التقدم المحرز على المسار السياسي بعد إعلان التفاهمات التي تم التوصل إليها في محادثات بوزنيقة 2 بين وفدي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، حيث تهدد تصرفات الميليشيات التحركات الدولية الرامية للتوصل لحل سياسي سلمي للأزمة الليبية قبل نهاية الشهر الجاري.

وأعلنت مليشيا ما يسمى بـ"بركان الغضب" الموالية لحكومة الوفاق، مؤخرًا، أنها تحشد قواتها وتضعها في أعلى درجات التأهب، في خطوة تؤكد استمرار تصعيدها في ليبيا، وزعمت الميليشيا، في بيان مقتضب وزعته فجر الجمعة، وسلطت عليه الضوء صحيفة The Weekly، أن الخطوة استندت إلى معلومات استخباراتية تلقتها، تفيد بأن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد يشن هجومًا على عدد من المدن في غرب ليبيا، بما في ذلك غريان وبني وليد وترهونة.

المراقبون في الولايات المتحدة، تابعوا طوال الأسبوع الماضي، أنباء التعبئة والاستعداد بناء على تعليمات وزير دفاع السراج؛ العقيد صلاح الدين النمروش باتخاذ كافة الاجراءات لصد ومنع أي هجوم محتمل والبقاء في اعلى درجات التأهب، وكتب النمروش في وقت سابق تدوينات متتالية على الحساب الرسمي لميليشيا "بركان الغضب" على تويتر أنه تلقى معلومات من المخابرات العسكرية تبلغه باحتمال قيام الجيش الوطني بمهاجمة مدن بني وليد وترهونة وغريان.

وأشار إلى أنه "صدرت تعليمات للاستعداد الكامل وبانتظار تعليمات القائد الأعلى (فايز السراج) للتعامل مع مصادر النيران في المكان والزمان المناسبين، معربا عن نيته خرق اتفاق وقف إطلاق النار.

ونفت مصادر عسكرية من الجيش الوطني مزاعم النمروش بتحريكه وحداته نحو تلك المدن، لكن رغم ذلك أعلنت مليشيات حكومة الوفاق، حالة الحرب في مدينة غريان ومحيطها، وكذلك في ترهونة، حيث أفادت مصادر إعلامية ليبية، تابعتها ستار تربيون، بتحركات أرتال من المدرعات والشاحنات الخفيفة ذات الدفع الرباعي والسيارات التي تقل العشرات من عناصر المليشيات في مدينة غريان، إضافة إلى سماع إطلاق نار عشوائي وغير معروف المصدر في مدينة ترهونة.

وأثارت التطورات مخاوف جدية من احتمال عودة ليبيا إلى الاشتباكات المسلحة، مما يفسد جهود التسوية الجارية حاليا على أكثر من صعيد، في ظل اتهامات لدور خفى لتركيا من أجل تأجيج الصراع، خاصة أن التحركات الجديدة تزامنت مع عودة نمروش من انقرة، بعد أن زيارة غامضة التقى خلالها بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

 تزامن التطورات مع زيارة النمروش إلى تركيا، دفع العديد من المراقبين إلى القول إن توقيت التصعيد يشير بوضوح إلى عدم وجود تغييرات في الخطط الأصلية لميليشيات حكومة السراج وأن الميليشيات غير ملتزمة عملياً بوقف إطلاق النار أو قبول أي حل سياسي قد يتم التوصل إليه في الأيام المقبلة، وربط عدد من المراقبين التطورات بالدور التركي المعطل لجهود التسوية، حيث تسعى أنقرة من خلال التصعيد ومن خلال الميليشيات التي تتبنى التصعيد لتنفيذ أجندتها، وإرسال رسائل إلى أطراف إقليمية ودولية بأنها لن تقبل أي تسوية للأزمة الليبية تتجاهل مصالحها.
وقال سلطانة المسماري، عضو مجلس النواب الليبي، في اتصال هاتفي مع The Weekly، من مدينة بنغازي، إن تلميحات وزير دفاع السراج؛ صلاح الدين النمروش عن تصعيد عسكري "جاءت فور عودته من تركيا، يؤكد دور تركيا المشبوه في ليبيا، وهو دور يدعم حالة عدم الاستقرار الدائمة ويقوض أي جهود من أجل السلام والتسوية السياسية".

ونشرت مجلة Politico الأمريكية تقريرًا لـ"جاكوب باريجازي" أوضح فيه أن ثمة اعتقاد سائد في دوائر إدارة ترامب بأن تركيا تلعب ببطاقة ميليشيات طرابلس وفقًا لمصالحها بسبب قلق أنقرة المتزايد حيال الاتفاقية غير القانونية التي أبرمتها مع فايز السراج، وبالتالي تدرك أن تغيير المجلس الرئاسي سيخسرها حليف لن تكون أنقرة قادرةً على استبداله ".

وأضاف "باريجازي" أن تصريحات مليشيا السراج وتصريحات وزير دفاعه تهدد المسار السياسي الذي من المرجح أن يطيح ببعضهم ويفرض تصوراً جديداً للسلطة يستبعد هيمنتهم السابقة وبالتالي تأتي عرقلة جهود التسوية متماشية مع رؤية الأتراك  عن كيفية إدارة الملف الليبي وفشل أردوغان في التوصل إلى صفقات ترضيه في كثير من الأماكن.