«أنا ابن البطل».. كيف استعد أبناء الشهداء لأول يوم دراسة؟ (صور)

«تحية العلم» في أول أيام الدراسة لها خصوصيتها لدى أبناء الشهداء، الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن تبقى رأس الوطن مرفوعة.. ورغم غياب آبائهم يبقى الفخر رفيقًا لهم في كل خطواتهم.. ومع كل نداء «تحيا مصر» في أرض الطابور تمتزج لديهم مشاعر الانتصار والفقد في آن واحد.. انتصار لأن آبائهم كانوا سببًا في استمرار ترديد تلك الجملة.. وفقد الاشتياق لأن يكونوا بجوارهم كبقية أقرانهم.

وتبقى مهمة زوجات الشهداء في تلك الفترة صعبة.. استعدادًا لأول يوم دراسة، والوقوف بجانبهم حتى لا يشعروا بغياب الأب.. فكما كان الشهيد بطلًا في الحرب ضد الإرهاب.. تضرب زوجات الشهداء المثل في «حرب العزيمة» التي يخضنها كل يوم، من أجل تقديم أبطالًا جدد فداء للوطن.    

وبينما تفصلنا أيام قليلة عن بدء العام الدراسي الجديد والمقرر بدايته فى 17 أكتوبر، يرافق «الرئيس نيوز» عددًا من زوجات وأبناء الشهداء في رحلة الاستعداد لأول يوم دراسة.

أبناء شهيد: نفسي بابا يوديني المدرسة

تقول المهندسة آية عادل، زوجة الرائد محمد صفوت، شهيد كفر المصلحة، الذي توفى إثر انفجار عبوة ناسفة بالعريش، وهي أم لطفلين وهما "على" بالصف السادس الابتدائي و"آن" بالصف الرابع الابتدائي، أنها منذ العام 2017 وهى تتولى مسئولية أول يوم دراسة لأولادها، وتشاركها فى ذلك الأمر والدتها.

وعن أول يوم دراسة توضح للرئيس نيوز لـ"الرئيس نيوز": "حاليًا أتولى ذهابهم إلى المدرسة وحتى عندما كان أبيهم موجود كنت معظم الوقت أذهب بهم نظرًا لعمله المتواصل فى سيناء.. شراء ملابس المدرسة والتجيهزات الخاصة بالدراسة تساعدنى فيها والدتى فهى تتولى أمر أولادى معي"

تتذكر زوجة الشهيد أحد المواقف الصعبة بالنسبة لها: "ذات مرة لم أتمالك نفسي وانهمرت بالبكاء، عندما قالت لى طفلتى آن نفسي مرة بابا يودينى المدرسة ويرجع تانى"، مشيرة لأن أطفالها الآن كبار وعلى علم باستشهاد والدهم: "قلت لهم على خبر استشهاد والدهم بعد وفاته بثلاث أسابيع".

وأضافت لـ"الرئيس نيوز" أن جميع المعاملات سواء كانت معاملات مادية أو اجتماعية داخل المدرسة جيدة، مشيرة إلى أن القرار الخاص بمجلس الوزراء بشأن طلاب أبناء الشهداء يطبق سواء فى التربية والتعليم أو فى التعليم العالى، ويتم تطبيق الإعفاء من المصروفات عليهم: "خلصت جميع الإجراءات والأوراق الخاصة بالموضوع حتى يتم تطبيقه".

 

نهى سالم، زوجة العقيد عميد على فهمى، الذي استشهد بعد ان أطلق  إرهابيين الأعيرة النارية على سيارته بشبرامنت، ثم أشعلوا النار بها، تقول: "أولادي كبار الآن.. لكن يوجد لدي ياسين وهو الوحيد فى الدراسة حاليًا، فى الصف الأول الثانوي، وبدأ الدراسة من 17 سبتمبر لأنه مدرسة دولية.. وجميع إجراءات وتفاصيل اليوم الأول للدراسة أقوم بها بنفسي لأن مفيش غيري يساعده". 

تضيف زوجة الشهيد: بحاول أسعد ابنب فى أول يوم دراسة وأقوم بتوصيله دائمًا.. أنا بكون مع أولادى طول الوقت الحمد لله.. رغم أنهم كبار كفاية وواعين".

زوجة شهيد: أبنائي فخورين بوالدهم 

في السياق نفسه، تقول ريهام  فوزى زوجة الشهيد العقيد محمد عبد الرؤوف سويلم، الذي استشهد إثر إطلاق مجهولين عدة أعيرة نارية على سيارة المطاردة المتمركزة بميدان الملاحة في السويس، أن الاستعداد للدراسة هذا العام أقل بكثير من الأعوام السابقة نظرًا لظروف فيروس كورونا، مضيفة في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز": لدي بنتين (لينا) فى الصف السادس الابتدائي و(ملك) فى الصف الثاني الإعدادي، ودايما متعودة أروح معاهم في أول يوم دراسة.. والدهم الله يرحمه بسبب ظروف شغله مكنش بيروح معاهم ودا صبرنى شوية وسهل عليا المهمة فى أول يوم دراسة لأنهم كانوا متعودين على كدة".

وأضافت ريهام: "المديرية التعليمية تتواصل معنا دائمًا لتكون فى أول يوم مع الأولاد وفى طابور الصباح يتم إلقاء كلمة فى الإذاعة عن الشهداء ويشعر الأطفال وقتها بالفخر الشديد بأبيهم.. ويكونوا سعداء جدًا لهذا الأمر".