الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

محمود يوسف يكتب| ماسبيرو زمان.. وyoutube والسوشيال ميديا

الرئيس نيوز

مع خروج قناة ماسبيرو زمان، منذ مايزيد عن عامين؛ ظهرت الكثير من التساؤلات، من بينها: ماذا حدث للإعلام؟ و كيف وصل إلى هذا المستوى؟.. وحظيت القناة بنسبة مشاهدة عالية رغم عدم الاعتراف بذلك (إعلانيا)، ومنذ سنوات أيضا ظهر اليوتيوب، وفكرة أنك تستطيع رفع أعمالك و أنشطتك الإعلامية و الإعلانية وتخزينها على هذه الشبكة الدولية، أو بمعنى أكثر دقة شركة الفيديوهات العالمية، وظهر مع ذلك أيضا فكرة أنك تستطيع الحصول على إيراد مع ارتفاع نسبة مشاهدة هذه المادة الفيلمية، و يسير ذلك على كل ما يسمى السوشيال ميديا.


وعلى مدى سنوات أصبح مخزن الفيديوهات العالمى «يوتيوب» أداة لحفظ  مليارات الفيديوهات والأحداث حول العالم وسيظل هكذا.. هذا الدور قام به ماسبيرو على نطاق محلى و إقليمى و قام بتخزين كل الفيديوهات، على مدى أكثر من 60 سنة، وبتكلفة ليست بالسهلة ووسائل قديمة تحتاج للتحديث كل فترة وتكلفة جديدة أيضا، وظهرت الفيديوهات كما نراها الآن على القناة؛ بالطبع ليست بجودة الصورة الحالية، لكن هذا يرجع إلى نوعية التصوير فى الزمن الماضى، وحتى التصوير الحالى سيصبح قديما أيضا بعد عدة سنوات.


أما لو عقدنا مقارنة بين ماسبيرو زمان و اليوتيوب سنجد أن اليوتيوب هى شركة تسعى لزيادة حجم الإعلانات، من خلال تحفيز الأفراد على إنتاج الفيديوهات والموسيقى والمواقف الكوميدية.. إلى آخره؛ من أجل زيادة عدد المستخدمين وبالتالى زيادة الإعلانات وهو ما يحقق الربحية للشركة ولكن المهم الآن أن الشركات حول العالم، ومع مرور الزمن عودتنا تغيير الخطط و تقليل التكاليف وقد يصل إلى الإفلاس و البيع، فمن الممكن ألا تستمر شركة اليوتيوب بنفس السياسة، وقد تتجه إلى إزالة فيديوهات التي لا تحظى بالمشاهدة، وهى كثيرة، أو تطلب من المستخدمين أن يكون هناك مقابل مادى فى مقابل تخزين فيديوهاتهم، وتظهر المشكلة الأساسية، وهى الموجودة فى كل برامج السوشيال ميديا، بخصوص الجزء المجانى لفترة، ثم التحول إلى الرسوم و الاشتراك بعد زيادة أعداد المستخدمين.


و بعيدا عن سياسة ماسبيرو والتكاليف التى يتحملها للإبقاء على تاريخ مصر منذ الستينيات فى أرشيف فيديو، بكل أحداثه وأزماته ومشاكله، وهو دور لم يكن مفهوما فى البداية، سواء لماذا نفعل ذلك أو لماذا تتحمل الدولة ذلك؟.. لكن قد يكون مفهوما أكثر إذا سألنا: هل تستطيع القنوات الخاصة أو المنصات الرقمية الجديدة أن تتحمل تكاليف الأرشيف والمحافظة عليه خصوصا إذا تعثرت أو أغلقت أو تم بيعها؟


فى الأغلب الإجابة: لن يحدث.. لأن الواقع الاقتصادى و المالى سيجبر هذه الشركات (القنوات الخاصة) على التخلص حتى مما كان فى يوم من الأيام حصريا أو بيعه كما تبيع شركات الاتصالات بيانات العملاء، أوتبيع منصات السوشيال ميديا بيانات مستخدميها ونياتهم الشرائية، لشركات الدعاية والإعلان.


 يبقى السؤال: هل كان دور ماسبيرو فقط تسجيل الأحداث إعلاميا أم أنه كان أرشيفا يؤرخ لأحداث مصر منذ نشاته؟.. هذا هو الرد على السؤال المعلق و الذى يستغربه الكثير.. لماذا ماسبيرو «أمن قومى»؟ ولماذا يحصل على دعم من الدولة؟.. ببساطه لأنه هو الذى يحافظ على الهوية المصرية على مدى سنوات وأرشيفه هو ما يجعلنا نرى مصر وتطورها على مدى 60 عاما.


قد يرى البعض أن هذا المقال هو دفاع عن ماسبيرو، ولكن هو دفاع عن الهوية و الحفاظ على تاريخ مصر مرئيا و مسموعا ونجاحاته وتطوره وحتى اخفاقاته، فى زمن انحسرت فيه بشكل واضح القراءة، وتكالبت فيه الأدوات الإعلامية الحديثة ضد هوية الدولة المصرية، ويبقى من وجهة نظرى أن يتم فرض قانون بتسليم كل فيديوهات القنوات الخاصة، عند الإفلاس أو التعثر لمكتبة ماسبيرو؛ حفاظًا عليها للأجيال القادمة.


أما عن كيفية وطول قناة ماسبيرو زمان إلى عموم المشاهدين فى مصر، فالأفضل أن يكون ذلك من خلال منصة رقمية، واستخدام اللغة الصحفية والإعلامية للترويج لهذه الفيديوهات؛ خصوصا أنها تمتاز بالتنوع سواء ثقافيا أو دراميا أو رياضيا، في معظم المجالات، والمتابع سوف يرى ذلك.