الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تركيا تتفادى غضب «الناتو».. وجاويش أوغلو يُدلس بشأن الترسيم الباطل مع ليبيا

الرئيس نيوز

على الرُغم من توصل تركيا واليونان إلى تفهم لمنع حدوث اشتباكات في منطقة شرق المتوسط، برعاية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ فإن الاتحاد الأوروبي بدا عازمًا على ممارسة سياسة العقوبات على نظام أردوغان، بسبب ممارساته غير القانونية، المتمثلة في التنقيب عن الغاز والبترول في شرق المتوسط؛ إذ هدد أنقرة بفرض عقوبات اقتصادية عليها حال استمرت في تلك الممارسات.

والاقتصاد التركي لا يتحمل مزيدًا من العقوبات في الوقت الحالي؛ إذ تعاني الليرة تراجعًا غير مسبوق في قيمتها السوقية، فضلًا عن تراجع الاستثمارات الأجنبية، وانهيار العديد من قطاعات الصناعة؛ بفضل الممارسات العشوائية لوزير الاقتصاد "بيرت آلبيراق" صهر أردوغان.





رفض التهديدات 
من جانبها، أعربت تركيا عن رفضها لتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على عمليات التنقيب غير القانونية، التي تقوم بها في شرق المتوسط، واصفة إياه بأنه "غير بناء".

وقالت الخارجية التركية إن "تواصل استخدام لغة العقوبات أمر غير بنّاء، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يفهم الآن بأنه لن يصل إلى شيء من خلال هذا النوع من الخطابات".

وتشهد منطقة شرق المتوسط هدوءًا نسبيًا، منذ أن قررت أنقرة وأثينا عقد محادثات بشأن المنطقة الغنية باكتشافات الغاز، وخلال الفترة الأخيرة نظمت أنقرة وآثينا مناورات حربية في المياه المتنازع عليها، وصعّدا من حدة الخطاب في أغسطس الماضي؛ ما دفع اليونان وقبرص للمطالبة برد قوي من الاتحاد الأوروبي.

عرض أوروبي
ووفق سياسة "العصا والجزرة"، عرض بيان قمة الاتحاد الأوروبي على تركيا إمكانية توثيق العلاقات وتحسين التجارة، إذا التزمت أنقرة بمواصلة الحوار بحسن نية، والامتناع عن الإجراءات الأحادية.

فيما طالبت تركيا الاتحاد الأوروبي إلى تشجيع الحوار بين جمهورية قبرص والقبارصة الأتراك، في الثلث الشمالي للجزيرة؛ لإنشاء آلية لتنسيق الأنشطة الهيدروكربونية.





اتفاق مهم
بدوره، أعلن حلف شمال الأطلسي، أن اليونان وتركيا اتفقتا على آلية لتجنب وقوع أي اشتباك عرضي في شرق البحر المتوسط، وذلك في إطار الجهود، التي تستهدف نزع فتيل الصراع على موارد الطاقة في المنطقة.

وأكد الأمين العام للحلف "ينس ستولتنبرج"، أن الاتفاق بين العضويين في الحلف، تضمن إقامة خط ساخن لتجنب الحوادث في البحر والجو، وقال في بيان: "أرحب بتأسيس آلية لتجنب المواجهات العسكرية التي تحققت عبر التواصل البناء بين اليونان وتركيا"، مضيفًا:"هذه الآلية تضمن السلامة.. ويمكن أن تساعد في إتاحة المجال لجهود دبلوماسية لعلاج النزاع القائم ونحن مستعدون لتطويرها أكثر".

في السياق نفسه، أدى وقوع تصادم بين فرقاطتين تركية ويونانية، وزيادة المناورات العسكرية من جانب القوات البحرية للبلدين في البحر المتوسط، لزيادة القلق الدولي من احتمال نشوب نزاع عسكري بين تركيا وخصومها، بعد إصرارها على التنقيب على موارد الطاقة، في مناطق محل نزاع مع اليونان وقبرص.



الترسيم الباطل
وفيما يتعلق بالاتفاق غير القانوني، الذي أبرمته تركيا مع ليبيا بشأن الترسيم البحري في المتوسط، ومزاعم أنقرة أنها وثقته في الأمم المتحدة، كتب السفير المتقاعد والبرلماني عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أونال تشافيزوز، عبر صفحته على موقع التواصل "تويتر" إن الوثيقة التي نشرها وزير الخارجية "جاويش أوغلو" ما هي إلا وثيقة استلام مستندات فقط"، وأنها لا تعني تسجيل الاتفاق في الأمم المتحدة.

وتصمنت التغريدة، قول أونال: "هذه الوثيقة هي وثيقة إثبات استلام الأوراق فقط.. ولا يعني بأي حال من الأحوال تسجيل الاتفاقية والاعتراف بها.. لا حاجة لمعرفة القانون الدولي بشكل كامل لفهم ذلك.. كل مواطن من حقه ألا يُخدع، وأن يعرف الحقائق.. ومهمتنا هي تقديم المعلومات لهم".

ونشر وزير الخارجية جاويش أوغلو على تويتر صورة لوثيقة خاصة بإيداع الاتفاقية لدى الأمم المتحدة، وقال أسفلها: "سنستمر في حماية حقوق أمتنا في ضوء القوانين الدولية".