السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد انخراط القوى الدولية في ليبيا.. مصير مبادرات الحل السياسي

الرئيس نيوز

تحاول القوى المحلية والإقليمية والدولية تعزيز دورها في الأزمة الليبية، بعد أن ظهرت ملامح حل سياسي موازي في الأفق، ومنذ الإعلان عن المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، المقرر لها منتصف الشهر المقبل في جنيف، والتي تهدف إلى إعادة ترتيب الوضع في البلاد، وتشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديدين، فيما كانت هناك سلسلة من المبادرات نحو تسوية الأزمة الليبية. 

تنافس القوى الإقليمية 
ونقلت صحيفة The Weekly Weekly الأمريكية عن مراقبين قولهم: ''إن انخراط الكثير من القوى في إصلاح المشهد الليبي قد ينتهي بإفساد فرص التسوية السياسية في ليبيا.. من خلال التسبب في منافسة شديدة بين القوى المختلفة وإجهاض جهود إنهاء التدخل الأجنبي في الأزمة ووضع ليبيا على الطريق الصحيح".

واستضافت مدينة الغردقة اجتماعات تستمر ثلاثة أيام، برعاية الأمم المتحدة، بين عدد من ضباط الجيش الليبي في الشرق، وآخرين من حكومة الوفاق الوطني في الغرب.

وفي الوقت نفسه، تستأنف المحادثات في مدينة بوزنيقة المغربية، بين وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس، اليوم، في جو أقل تفاؤلا مما كان عليه، منذ بداية تلك المحادثات، التي تهدف إلى الوصول، إلى الاتفاق النهائي بين الأطراف الليبية، على تقاسم المناصب الرئيسية للسيادة في حكومة جديدة.

فرنسا والأزمة الليبية 
بالتوازي مع ذلك، تبذل فرنسا جهودًا دبلوماسية لإعادة باريس إلى مركز المحادثات، بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي عن رغبته في التقريب بين الدول المجاورة لليبيا بهدف إيجاد حل للأزمة الليبية. أطلق الرئيس الفرنسي مبادرته بعد اجتماعات في باريس بين قائد الجيش المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فايز السراج.

وما ساعد على زيادة الارتباك، أفادت الأنباء أن إيطاليا كانت تحاول نقل محادثات جنيف إلى مالطا، فيما يخشى المراقبون من أن يؤدي التركيز على العديد من المؤتمرات والمحادثات الموازية إلى تعطيل التحركات، الساعية لحل النزاع في ليبيا، وإلقاء ظلال سلبية على مؤتمر جنيف، مما يجعلها للعرض فقط دون أي أمل، في الحصول على ضمانات من شأنها أن تسمح بذلك. 

ويرجح رئيس لجنة التواصل الاجتماعي الليبية المصرية، الشيخ عادل الفايدي، أن مصير احتمال اتفاق جنيف قد يكون هو نفس مصير اتفاق الصخيرات، لأن مسار جنيف يفتقر إلى توحيد الأطر والأولويات والسياسات والرؤى، والتي لا تشمل جميع الممثلين في المشهد الليبي، علاوة على ذلك، تصر بعثة الأمم المتحدة على إعادة تدوير نفس الشخصيات، والوجوه التي كان لها دور كبير في تفاقم الوضع في المقام الأول.

وأضاف الفايدي في تصريحات للصحيفة الأمريكية، وهو أحد شيوخ القبائل الليبية، أن القبائل التي تمثل كتلة كبيرة ومؤثرة في البلاد لم تنجح بشكل واضح في توحيد صفوفها، والعديد من الإسهامات، التي قدمت باسم القبائل لا يعبرون عن قيمهم الحقيقية".

وتستعد القاهرة خلال الأيام المقبلة لاستضافة مؤتمر جديد للمصالحة الوطنية الليبية، بمشاركة شخصيات من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، على أمل توحيد الرؤى قبل التوجه إلى مؤتمر جنيف، ويعتبر الوصول إلى التفاهمات بين القوى المتنافسة عملية مهمة للغاية، حيث يصر كل طرف على إعطاء الأولوية لمصالحه، والتمسك بالمكاسب التي حققها، ورفض تقديم تنازلات للطرف الآخر.

الاحتجاجات الليبية
وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، شهدت ليبيا اندلاع احتجاجات، كان أبرزها في المدن الكبرى مثل طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق، إذ خرج الليبيون بالمئات للتعبير عن غضبهم وإحباطهم تجاه من هم في السلطة أي ضد كلاً من حكومة فايز السراج، المتمركزة في الغرب والحكومة المنافسة في الشرق، بشأن الفساد، وتحميلهم مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية في ليبيا.

ومنذ العام 2011، مرت ليبيا بالعديد من التغييرات الحكومية، مما أدى إلى فترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتجددت التوترات العميقة الجذور بين الولاءات القبلية القديمة، ورفضت مجموعات الميليشيات المحلية المختلفة إلقاء أسلحتها، كما أدت محاولات من جانب الحكومات لتنظيم هذه الجماعاتلتصعيد عنفها، بل ولم يعد هذا الصراع شأنا ليبيا فقط، حيث أصبح هناك العديد من اللاعبين الرئيسيين الآخرين المعنيين الآن، وكلهم لهم مصالحهم ودوافعهم الخاصة.