معركة بين ميليشيات طرابلس بالدبابات والصواريخ.. والسراج يستعين بـ«مطلوب دولي»
مع تمدد الخلافات بين ميلشيات حكومة الوفاق الليبية وتحولها إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، لم يجد رئيسها فايز السراج، مفرا سوى الاستعانة بالمطلوب دوليا، صلاح بادي.
ويسعى السراج بخطوته إلى محاولة إجبار الميليشيات المتصارعة في منطقة تاجوراء شرق طرابلس، على وقف إطلاق النار، فيما يكشف لجوء رئيس الحكومة إلى "رجل الميليشيات" لوضع حد للأوضاع المضطربة، عن هشاشة حكومة الوفاق على الأرض.
اشتد الصراع بين ميليشيات "أسود تاجوراء" ومليشيات "الضمان" التابعتين لحكومة الوفاق في طرابلس، أمس، ونشبت اشتباكات بينهما استخدمت خلالها الدبابات والصواريخ المحمولة، إلى جانب الأسلحة الثقيلة وذلك قرب منازل المواطنين، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وإلحاق أضرار بالممتلكات الخاصة.
ووصل صلاح بادي على رأس رتل مسلح مكون من 30 آلية، في محاولة للضغط على الميليشيات لوقف إطلاق النار، حيث تعد ميليشيات لواء الصمود التابعة لبادي، الذراع المسلحة لتنظيم الإخوان في ليبيا.
وكان "بادي" وراء تأسيس ميليشيات "فجر ليبيا" التي شنت هجوما في 2014 للاستيلاء على مطار طرابلس، وعمل ضابطا سابقا في قوات القذافي المسلحة، وإثر احتجاجات 17 فبراير شكل ميليشيات من مصراتة للمساهمة في إسقاط الزعيم الراحل عام 2011.
وبعد الثورة دخل معترك السياسة، وفاز بمقعد في الانتخابات البرلمانية في يوليو 2012، إلا أنه لم يتوقف عن استخدام الميليشيات بل امتد استغلاله لها إلى البرلمان، لتهديد المشرعين بغرض تمرير القوانين المثيرة للجدل، بما في ذلك قانون العزل السياسي الذي يمنع كبار المسؤولين في نظام القذافي السابق من تولي المناصب.
وفي غضون الصراع الحاصل، أعلنت كتيبة الضمان في تاجوراء الامتثال لأوامر وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش، بوقف إطلاق النار الفوري، مؤكدة في بيان لها أنها كانت "تدافع عن نفسها"، فيما حثت الأمم المتحدة الميلشيات المتصارعة على وقف الاقتتال فورا.
