الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم غزل أردوغان.. متى تقبل مصر الحوار مع تركيا؟

الرئيس نيوز

وصلت جرعات الغزل التركي للقاهرة إلى أعلى مستويتها، في محاولة من أنقرة لتحسين علاقتها بالقاهرة، بعد نحو 7 سنوات من التلاسن الخشن، وسحب السفراء؛ على خلفية دعم أنقرة لتنظيم الإخوان الإرهابي، فيما حددت خارجية مصر على لسان وزير الخارجية سامح شكري، رؤية القاهرة لهذا الغزل بالقول: "نرصد الأفعال والحديث والتصريحات، ولكن إذا كان هذا الحديث غير متوافق مع السياسات، فلا يصبح له أهمية".

محددات القاهرة للتقارب مع تركيا، تتضمن توقف أنقرة عن انتهاك واحتلال أراضي عربية، في سوريا والعراق وليبيا، والتوقف عن تأجيج الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، حيث أوضح "شكري": "كلها سياسات تنبئ عن أطماع توسعية ومزعزعة للاستقرار فى المنطقة، وبالتالى لا تقود إلى حوار وإلى بدء صفحة جديدة، وبالتالى ليس الأمر بما يصرح به ولكن بأفعال وسياسات تعزز من الاستقرار، وتتسق مع قواعد العلاقات الدولية والشرعية الدولية، وهى التى تهمنا فى هذه المرحلة".

عزل أردوغاني 
التودد إلى القاهرة جاء هذه المرة، عبر لسان أردوغان أمس، عقب أداء صلاة الجمعة، إذ أبدى استعداده للحوار مع مصر، وقال: "لا مانع لدينا في الحوار مع مصر.. إجراء محادثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وليس هناك ما يمنع ذلك، لكن اتفاقها مع اليونان أحزننا"، وهو اعتباره مراقبون أنه تغيرًا في النبرة، بعد ادعائهم في أعقاب الاتفاق أنه غير قانوني ولا يعترفون به.  

المثير للدهشة أن تصريح أدروغان جاء بعد أقل من 24 ساعة، من تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، وهي التصريحات التي لا تقل في غزلها عن غزل أردوغان، إذ أكد الوزير التركي أن مصر احترمت حقوق تركيا في اتفاق القاهرة مع اليونان وقبرص، بشأن مناطق الصلاحية البحرية، رغم أن العلاقات السياسية ليست جيدة بين القاهرة وأنقرة.

زعم أوغلو "وجود مباحثات على مستوى الاستخبارات"، وأكد أن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا في اتفاقيتها التي أبرمتها مع اليونان وقبرص الرومية، بخصوص مناطق الصلاحية البحرية، مضيفًا: "مصر احترمت حقوقنا في هذا الصدد، ومن ثم لا أريد أن أبخسها حقها بدعوى أن العلاقات السياسية بيننا ليست جيدة للغاية، وبالتالي فإن إبرام اتفاق مع مصر بهذا الخصوص يقتضي تحسن تلك العلاقات السياسية".

قائمة مطالب
الباحث في الشؤون التركية، على رجب، قال لـ"الرئيس نيوز": "مصر أجبرت تركيا على التراجع"، مرجحًا عقد مباحثات بين البلدين على مستوى الخارجية خلال الفترة المقبلة، إلا أنه استدرك قائلًا: "من المؤكد أن القاهرة لديها قائمة طويلة من الشروط ستضعها على طاولة المفاوضات ما إذا كانت تركيا فعليًا تبغي بدء صفحة جديدة مع مصر".

لفت رجب إلى أنه من بين تلك الشروط ملف تنظيم الإخوان، وإيواء أنقرة عناصر إرهابية مطلوبة للقضاء، فضلًا عن الفضائيات الإخوانية المحرضة على الدولة والتي تبث من تركيا، إلى جانب انتهاك تركيا سيادة سوريا والعراق وليبيا، وزعزعة الاستقرار في شرق المتوسط، مضيفًا: "الملفات متداخلة وشائكة، وتحتاج لجهود تفاوض دؤوبة، لذلك من الصعب التوصل لحلول سريعة وحاسمها لها، لكن المؤكد فيها إمكانية التهدئة لحين الحل النهائي".

أكد رجب أن المباحثات على مستوى الاستخبارات واردة، ولكن ليست مؤكدة في هذه الحالة طالما أن الجانب المصري لم يكشف عن ذلك، وقال: "روسيا وأمريكا رغم التناحر بينهما إلا أن الدولتان دشنتا غرفة اتصال للتنسيق لمنع الاشتباك بينهما في سوريا"، مشيرًا إلى أن تركيا ومصر تتداخلان في ملفات عديدة ولا يمكن حسم تلك الملفات إلا بمباحثات مباشرة بين البلدين.  

وخلال الفترة الأخيرة، حددت مصر خطوطها الحمراء في ليبيا، وجعلت من مدينتي (سرت والجفرة) خطًا فاصلًا لا يمكن للمُرتزقة التي جلبتها تركيا في ليبيا أن تتجاوزهما، وبالفعل أعلنت ما تسمى حكومة "الوفاق"، قبول وقف إطلاق النار، تمهيدًا للبدء في التباحث مع البرلمان الشرعي في طبرق. 

كما تترأس مصر لجنة عربية تتبع الجماعة العربية، لرصد الانتهاكات التركية في المنطقة، والعمل على وضع تصورات لكيفية مواجهة تلك الأطماع، خاصة أن تركيا تحتل مناطق في سوريا (شمال وشمال شرق سوريا)، وتحتل مناطق فيشمال العراق، وتدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا.