أرمينيا تدعم موقف مصر في التصدي للتدخلات الخارجية بالمنطقة
استضافت القاهرة، وزير الخارجية الأرميني "زهراب مناتساكانيان" في القاهرة لمناقشة العلاقات السياسية والاقتصادية، والتأكيد على الحاجة الملحة لما قال الوزير إنه "الخطوط الحمراء للحرب" التي تصنع السلام.
وترأس مناتساكانيان وفدًا أرمينيا من السفراء الحاليين والسابقين إلى مصر، وكان في ضيافة سامح شكري، وزير الخارجية، وهي الزيارة الأولى، التي يقوم بها مناتساكانيان إلى الشرق الأوسط منذ تعيينه في عام 2018، والتي بدأت من القاهرة، مما يعكس العلاقات عميقة الجذور والتي لا تزال تنمو بين البلدين،ة حيث وناقش الوزراء تعزيز الحوار السياسي عبر قطاع تكنولوجيا المعلومات، والحوكمة الإلكترونية، والأدوية، والسياحة، والتعليم.
وتعود العلاقات بين مصر وأرمينيا إلى أكثر من 100 عام عندما رحبت مصر والدول العربية الأخرى بالأرمن الفارين من القمع والإبادة الجماعية في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية. وقال مناتساكانيان إن الآلاف من الأرمن يعيشون اليوم في مصر، وأشاد بالقدرة على الحفاظ على هويتهم الوطنية ولغتهم وتقاليدهم.
وقال مناتساكانيان: "إنهم مواطنون فخورون بمصر، إنهم فخورين بالمصريين، ويتم منحهم كل فرصة للتعبير عن هويتهم الوطنية والاحتفال بها كأرمن".
وفي مؤتمر ميونيخ الأمني لعام 2019، اعترف الرئيس السيسي بمذبحة الإمبراطورية العثمانية، وأعاد التأكيد على دور مصر في استقبال اللاجئين الأرمن.
وقال السيسي: "لقد تمتعوا بالسلام والأمن في مصر"، وأكد لاحقًا أن هؤلاء اللاجئين "اندمجوا في المجتمع المصري، ويعيشون ويعملون مثل كل المصريين".
وكانت مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي اعترفت باستقلال أرمينيا في عام 1991، وبعد عام واحد، أقيمت العلاقات الدبلوماسية. في عام 1992، كانت مصر أول دولة تستضيف بعثة دبلوماسية لأرمينيا في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، وقعت البلدان أكثر من 40 اتفاقية ثنائية واحتفلت بالأيام الثقافية لكل دولة، وتصاعدت التوترات في المنطقة في الأشهر الأخيرة بعد تدخل تركيا في ليبيا والسعي للحصول على النفط في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط ضد اليونان وقبرص، وهما حليفان مقربان لمصر.
وفي الشهر الماضي، وافقت مصر على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع اليونان لتأكيد منطقتهما الاقتصادية الخالصة للتنقيب عن النفط والغاز، وعبر مناتساكانيان، عن تضامنه مع اليونان وقبرص في حقهما في السيادة على مياه شرق المتوسط. وقال: "نحن بحاجة إلى صانعي سلام قادرين على رسم خطوط حمراء للحرب".
كما دعم كبير الدبلوماسيين الأرمينيين جهود مصر لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا، وأطلع مناتساكانيان، الوزير سامح شكري، على تصاعد الخلاف الحدودي بين أرمينيا وأذربيجان، حيث حدثت اشتباكات في يوليو الماضي، على الحدود ما أدى لوفاة 13 أذربيجانيًا بينهم مدني، وقتل أربعة أرمن.
وقال مناتساكانيان: "خلال أحداث يوليو، كانت تركيا الدولة الوحيدة التي تتخذ نهجًا من جانب واحد وعدوانيًا للغاية.. بالطبع، نرى الحشود العسكرية التي يحاولون القيام بها.. هذه بالضبط التحركات التي تقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
