الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

«قراصنة المتوسط».. تركيا تطالب بالاستحواذ على احتياطيات أكبر من غاز ليبيا

الرئيس نيوز

ذكرت صحيفة "دايلي صباح" التركية، الموالية لحكومة أردوغان، أن حكومة فايز السراج، المتمركزة في طرابلس، دعت الشركات التركية إلى المساعدة في الإنتاج، من خلال الاستحواذ على حصة أكبر من احتياطيات النفط والغاز في ليبيا، حسبما قال أحد كبار رجال الأعمال الأتراك، أمس.

وقال مرتضى كارانفيل، رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي: "دعت طرابلس شركات الغاز والنفط التركية إلى ليبيا، مؤكدة أن شركات الطاقة التركية لم تتمكن من الحصول على الحصة اللازمة من احتياطيات النفط والغاز في البلاد من قبل، وينبغي أن تحصل على حصة أكبر".  

وأشار كارانفيل إلى أنه اجمتع بمسؤولي 35 شركة تركية متخصصة في الطاقة كما اجتمع مع مسؤولي المجلس الليبي للنفط والغاز، بغرض إبرام اتفاقية يتطلع إلى التوقيع في المستقبل القريب.

مفاوضات الغاز
وصرح رجل الأعمال التركي البارز لوكالة الأناضول قائلاً: "نأمل أن تكون المفاوضات التي بدأناها مع مجلس النفط والغاز الليبي بناءً على طلبهم بداية لعملية من شأنها أن تؤدي إلى خدمة مصالح البلدين، في الفترات المقبلة، ونخطط للتوقيع على اتفاق بشأن هذه المسألة، ونعتقد أن هذا سيخلق ممرًا غير قابل للكسر بيننا وبين ليبيا".


وأضاف أن أنقرة وطرابلس تبادلا خلال الاجتماع وجهات النظر حول استخراج ومعالجة الغاز والنفط. واعرب عن أمله في أن تتاح للشركات التركية في المستقبل الفرصة لاستخراج ومعالجة الغاز والنفط من ليبيا.

وأعربت تركيا في مناسبات عديدة عن طموحاتها في إقامة تعاون دائم مع ليبيا في العديد من المجالات، بما في ذلك استكشافات النفط والغاز، خاصة بعد توقيع البلدين في أواخر عام 2019 على اتفاقية بشأن الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط واجهها المجتمع الدولي بمعارضة وانتقادات حادة.

وقال مسؤول كبير بوزارة الطاقة التركية للصحفيين، الأسبوع الماضي، إن تركيا تجري محادثات للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا مع بعض الاتفاقيات الجديدة المحتملة والحقول الجديدة، لكن بشكل رئيسي المناطق التي تتطلع إليها الشركات التركية هي مناطق إنتاج النفط. وقال المسؤول: "نحن نناقش أيضًا بعض المساحات البحرية المحتملة للتنقيب".


وقال كرانفيل إن تكلفة استخراج الغاز والنفط في ليبيا أكثر ملاءمة من دول أخرى في المنطقة، معربا عن توقعاته بأن تتخذ الشركات التركية خطوات باسم استخراج النفط والغاز الطبيعي في ليبيا في المستقبل.

بدء التنقيب في 7 مناطق
وأشار إلى تصريح وزير الطاقة والموارد الطبيعية، فاتح دونمز، في يونيو بأن أنقرة حددت سبع مناطق مرخصة في شرق البحر الأبيض المتوسط للتنقيب عن النفط والحفر بموجب الاتفاق مع ليبيا، مضيفًا أن الحفر يمكن أن يبدأ في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.

وتقدمت شركة النفط الوطنية التركية (TPAO) بالفعل بطلب للتنقيب في سبع مناطق مرخصة تم اختيارها كجزء من الصفقة. وقال المسؤول الكبير إن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية تشارك في المحادثات التي تشمل مواضيع مثل توليد الطاقة وتشغيل خطوط الأنابيب. وقال كارانفيل إن الخسارة الاقتصادية التي تكبدتها ليبيا بسبب الصراعات التي تعيشها منذ تسع سنوات وصلت إلى مستوى نصف تريليون دولار.

وأضاف: "عائدات النفط الليبية البالغة 90 مليار دولار، تراجعت طول الأزمة الليبية إلى 20 في المائة، بل كانت هناك فترات لم يكن لديهم فيها أي دخل تقريبًا في هذه المنطقة".

وتجري تركيا أنشطة التنقيب عن النفط وإنتاجه في ليبيا منذ ما يقرب من 20 عامًا، لكن هذه المشاريع توقفت في عام 2011. من بين أمور أخرى، أكد كارانفيل أن الاجتماعات الافتراضية تُعقد في كثير من الأحيان لزيادة تطوير العلاقات التجارية بين البلدين.

بمجرد انتهاء الوباء ، تعتزم الشركات التركية زيارة وفد لمناقشة قضايا النفط والغاز. وتستهدف أن يكون لها نصيب كبير في ليبيا من أجل دعم الاستثمارات التركية في سفن الحفر في ليبيا في السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن صادرات تركيا إلى ليبيا بلغت حوالي مليار دولار من يناير إلى أغسطس من هذا العام مع تأثير الوباء، ومع التعافي من أزمة كورونا، منذ يونيو، ويخطط الأتراك لإغلاق العام بما قيمته 1.5 مليار دولار من الصادرات. 

بالنظر إلى أن عدد سكان ليبيا يبلغ حوالي ستة ملايين، فإن الصادرات التركية البالغة مليار دولار ليست رقمًا سيئًا، ولكن تركيا تهدف لصادرات بقيمة 10 مليارات دولار إلى ليبيا، خاصة أن الشركات التركية تنظر إليها كبوابة أمام تركيا إلى إفريقيا، مع مخططات لاستثمارات إضافية في الممرات الجوية والبرية، بما في ذلك السكك الحديدية. 

أكد كارانفيل على عدد الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مؤخرا بين البلدين، ووقع البنكان المركزيان في تركيا وليبيا، أواخر الشهر الماضي على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المالي، بالإضافة إلى الصناعة والتكنولوجيا التركية.