الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د.شهاب دغيم يكتب: الحركة الدبلوماسية الأهم للخارجية التونسية إقليميًا

الرئيس نيوز

أجرى الرئيس التونسي، قيس سعيد، حركة دبلوماسية واسعة الأولى منذ تعيينه، إذ أعلنت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها، السبت، عن الحركة الدبلوماسية السنوية، وقد شملت تعيين سفير تونس وقنصل عام في باريس، في مناصب هامة بقيت شاغرة منذ السنة الماضية.

ورغم أن أكبر جالية تونسية  تعيش في فرنسا، فإن الأهم اقليمياً هو تعيين سفير لتونس لدى ليبيا، وذلك بعد 6 سنوات من شغور المنصب، وقد كلّف  الأسعد عجيلي بمهمة سفيراً لدى ليبيا،  والذي له اطلاع مهم على الوضع في ليبي وسبق أن تولّى إدارة فريق الدراسات والبحوث لمتابعة العلاقات التونسية الليبية بوزارة الخارجية.

وتم غلق سفارة تونس في ليبيا، بداية أكتوبر 2014، ثم القنصلية العامة في يوليو 2015، على خلفية تردي الأوضاع الأمنية، واختطاف دبلوماسيين تونسيين في العاصمة طرابلس وتصاعد وتيرة الصراع المسلح في العاصمة الليبية. وكان رضا بوكادي آخر سفير لتونس في ليبيا قدم في فبراير 2015، وقدم استقالته للرئيس الراحل  الباجي قايد السبسي قبل أن تعيد تونس فتح السفارة والقنصلية، في أبريل 2016، ثم تعيين توفيق القاسمي قنصلاً عاماً لتونس بليبيا، عام 2018.

وحسب جريدة الصباح التونسية على موقعها الإلكتروني أغلقت  السفارة بعد تجميد نشاط سفير تونس السابق رضا البوكادي لمدّة 5 أشهر، والذي أكد في تصريح إعلامي وقتها أن هذا التجميد يأتي بعد توتّر العلاقات التونسية-الليبية بسبب إطلاق سراح المسجونين الليبيين، حافظ الضبع وعماد اللواج، واللذين تورّطا في عملية الروحية الإرهابية، التي استشهد فيها العقيد الطاهر العياري وعليه تم سحب السفير المقرب لحركة الاخوان في تونس.

وبعد مدة قصيرة من إغلاق السفارة التونسية بطرابلس، أعلن وزير الخارجية السابق الطيب البكوش، إغلاق القنصلية التونسية بطرابلس أيضاً على خلفية خطف عشرة موظفين تونسيين يعملون بالقنصلية من قبل إحدى المجموعات المسلحة وإطلاق سراحهم بعد ذلك على مراحل، وقد اتهمت وقتها أحد الميليشيات الموالية لقوات فجر ليبيا بضلوعها في الخطف، بدعوى المقايضة لإطلاق سراح أحد القادة الميدانيين لقوات فجر ليبيا المدعو وليد القليب والذي اعتقلته قوات الأمن حال دخوله مطار تونس قرطاج في أبريل 2015.

بعثة دبلوماسية غائبة وعلاقات مزدوجة

بلاغ وزارة الخارجية، منذ يومين، كان مفاجأ حيث أكّدت حرص تونس على دعم العملية السياسية في ليبيا وتعزيز نهج التوافق بين مختلف الأشقاء الليبيين، ولذلك تُعلن عن إعادة فتح بعثتيها الدبلوماسية والقنصلية بالعاصمة الليبية طرابلس.

حسب  نص البلاغ، فإن هذا القرار "يستند إلى الروابط الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع الشعبين التونسي والليبي، وإلى التزام تونس الثابت والدائم بالوقوف إلى جانب أشقائها في ليبيا ودعم جهودهم في استعادة أمنهم واستقرارهم وفي الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية".

كما أضاف  أن القرار بإعادة العلاقات الديبلوماسية جاء  في "إطار الحرص المتواصل على رعاية مصالح التونسيين المقيمين بليبيا وتوفير أفضل ظروف الإحاطة بمشاغلهم".

 خسرت تونس موقعها الاقتصادي والسياسي في ليبيا بسبب انحياز السلطة فيها منذ حكم التروكيا وبتأثير من حركة النهضة التي تربطها بفجر ليبيا ورئيس حكومة الوفاق، فائز السراج والحلف التركي، مما جعل تونس تفقد حيادها الدبلوماسي التقليدي وتتخندق في محور تركيا طرابلس دون اعتبار المصالح الحيوية للتونسيين ومصالح الدولة العليا ومراعاة مبدا عدم التدخل في صراع الاخوة الأشقاء

وضيعت تونس على نفسها، منذ رئاسة المرزوقي، لعب دور مهم في ليبيا و تقريب وجهات النظر والعمل على ايجاد حل سياسي واعادة الفرقاء لطاولة الحوار في تونس التي  فقدت مصداقيتها لدى اطراف النزاع و كل اشعاعها الاقليمي في حين تمكن المغرب الشقيق من لعب ادوار ديبلوماسية متقدمة وقد  صرح قيس سعيد في تصريح سابق ان : "تونس ترفض التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، وإنه آن لهذه التدخلات أن تتوقف، وتترك لليبيين الفرصة لحل مشاكلهم، والعيش في سلام.  

تضم الجالية  التونسية بليبيا حولي 65000 تونسي اليوم، كانت تعد حولي 350.000 زمن حكم العقيد القذافي، و شكل الوضع الأمني المشحون العديد  من المخاطر بالنسبة الحالي التونسية بليبيا وصلت إلى الخطف والتهديد بالقتل والاعدام أحيانا، حيث تعرض بعض الدبلوماسيين والصحفيين و المئات من التونسيين  إلى عمليات الخطف أحياناً لابتزاز الدولة التونسية باطلاق موالين الحركات الاسلامية في ليبيا و خطف عشوائي جعل التونسيين يغادرون ليبيا التي تعتبر منفذاً اقتصاديا ومتنفساً للعمالة التونسية.

لعل مصير الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري، الذي بقي مجهولاً رغم تعدد المحاولات الدبلوماسية وحتى تدخل شيوخ القبائل، كما بقي مصير الدبلوماسي التونسي وليد الكسيكسي غامض إلى اليوم.

عودة الارهاب

 إلى جانب العملة و التونسيون الذين يعملون في ليبيا منذ سنوات في إطار التعاون الفني وتحسين ظروف عيشهم، فإن حكومات ما بعد الثورة  تساهلت مع حركات التسفير وتمركز عدد من التونسيين في ليبيا،  ضمن عمليات التعبئة الأيديولوجيا والصراع بين المحاور، فضلا عن وجود تونسيين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية والكتائب والميليشيات، فإن العديد من الأطراف تتحدث عن نقل مرتزقة وإرهابيين تونسيين من جبهة سوريا إلى ليبيا. 

لذلك يبدو اليوم أن الوجود الدبلوماسي ضروريا،  ويعجل بعملية للإحاطة بمشاغل التونسيين وتنسيق العمليات مع السلطات الأمنية، بما أن الإرهاب يعتبر ملفاً أمنيا حساساً بالضرورة، وسط مخاوف تونسية حكومية من تسلل إرهابيين تونسيين من ليبيا.