الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تمرد شباب الإرهابية.. هل يتسبب إبراهيم منير في تفجير التنظيم من الداخل؟

الرئيس نيوز

لا تزال حالة التخبط تهيمن على تنظيم الإخوان الإرهابي، بعدما وجهت قوات الأمن ضربة نوعية للجماعة بتوقيف القائم بأعمال المرشد، محمود عزت، وهو مُختبئ في فيلا بضاحية التجمع الخامس الراقية فجر الجمعة قبل الماضي. 

وتتجلى علامات التخبط في عدم تحديد مجلس شورى الجماعة، خليفة عزت حتى ظهر اليوم السبت 5 سبتمبر؛ كي يتولى مسؤولية إدارة التنظيم.

وفي تصريح اعتبره كثير من المراقبين عديم القيمة؛ لكونه غير منطقي، قال المتحدث الإعلامي، للتنظيم الإرهابي، طلعت فهمي – هارب ومقيم في تركيا - خلال وقت سابق: "الإخوان اعتادوا على أن قيادتها تكون في الداخل، فمن في الداخل هم من يتحملون عبء الضغوط وهم القيادة وأصحاب المسيرة الفعلية على الأرض. وأن الجماعة ستدار كما كانت تدار من قبل".

منير الأخطبوط 

الباحث في شؤون الحركات الأصولية، مصطفى أمين، وصف التصريح بـ"غير المنطقي"، وقال لـ"الرئيس نيوز": "أعضاء مكتب الإرشاد الخمسة عشر غالبيتهم موقوف على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب، وأن عضوين أو ثلاثة فقط هم من تمكنوا من الهرب إلى الخارج، فمن سيتولى مسؤولية التنظيم الإرهابي؟ كما لم تُجر أي انتخابات داخلية في التنظيم – مجلس شورى الجماعة – لتعيين أعضاء مكتب الإرشاد".

وتابع أمين: "حديث الهارب طلعت فهمي تنظيري ولا أي سند له على أرض الواقع. حتى ولو كان هناك إمكانية لذلك، فهل من المنطقي أن يكشف التنظيم الإرهابي عن قائده الجديد فيكون في مرمى الملاحقة الأمنية"، مؤكدًا أن التنظيم لم يعلن حتى اللحظة بشكل رسمي عن تحديد خليفة عزت، ولكن كل المؤشرات تؤكد أن الجماعة حسمت اختيارها وحددت إبراهيم منير قائمًا بأعمال المرشد، وأن الإعلان عنه ربما يكون خلال الساعات المقبلة. 
وصف الباحث في الحركات الأصولية، منير بـ"إخطبوط الجماعة"، وقال إنه الممول الرئيس لجميع الفضائيات التي تبث من تركيا وقطر، للتحريض على الدولة المصرية والتشكيك في خطواتها، كما أنه المتواصل مع نظامي أردوغان وتميم بن حمد.
  
وفي تأكيد جديد على وقوع الاختيار على إبراهيم منير، كتب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خالد عكاشة، عبر صحفته على موقع التواصل "فيسبوك" مساء الجمعة: "إبراهيم منير .. مرشد عام جديد للجماعة. والقرار يضرب صفوف التنظيم، بغضب هائل. القيادات الوسيطة، وشباب الإخوان .. في حالة ارتباك كبيرة".

حالة غضب

وتتحدث تقارير صحفية عن حالة غضب واسعة في صفوف شباب التنظيم الإرهابي؛ اعتراضًا على تعيين القيادي الإخواني إبراهيم منير مرشدا عاما للجماعة، خلفا لمحمود عزت، واستندت تلك التقارير إلى بيان قالوا إنه لمجموعة من شباب الإخوان، وحمل البيان إبراهيم منير ومحمود حسين، ما وصلت له الجماعة من انقسامات وخلافات حادة بين صفوفها، ووصفوا منير وحسين، بالأزمة الرئيسية داخل الجماعة، باعتبارهما من الجيل القديم، الذي تربى في بوتقة مغلقة وعمل سري، والخوف والبطء والتردد القاتل في اتخاذ قرار.

مصطفى أمين قال إن الخلاف الرئيسي بين شباب الإخوان وقادتهم، هو متى وكيف يتم اللجوء إلى عنف واعتماده كوسيلة للضغط على النظام المصري؟، وتابع الباحث: "الخلاف ليس على اسم القائد الجديد، فالشباب ليسوا طرفًا في عملية اختيار المرشد الجديد وإنما منوط بهم فقط السمع والطاعة، والإذعان له، وكل ما يطمحون فيه هو أن تتبنى القيادة الجديدة العنف كمنهج معلن في التغيير". 

أضاف أمين: "ما حدث بين محمد كمال ومحمود عزت خير شاهد على ذلك، فالقياديين كلاهما يستخدم العنف ويلجأ له كوسيلة للضغط على النظام المصري، لكن الأول (محمد كمال) أراد أن يكون العنف منهج مُعلن من قبل الجماعة، أي أن يتبنى التنظيم العمليات الإرهابية التي ينفذها، بينما الثان (محمود عزت) يلجأ إلى العنف ويشجع على عمل الخلايا النوعية، لكن في البيانات المعلنة يزعم أنه يدين العنف ويرفضه". 

واختتم أمين حديثه: "إبراهيم منير يتبع ذات السياسة التي يتبعها عزت، لجوء للعنف من دون تبنيه بشكل رسمي، مع الاستمرار في تمويل القنوات المحرضة على الدولة المصرية، مع محاولة فتح خطوط اتصال مع الدولة؛ للعودة إلى المشهد مجددًا". 

وأضاف: "الإخوان خطر حقيقي على الدولة المصرية، ولا بد أن تستمر الأجهزة في اتباع ذات السياسات التي تضمن استقرار الدولة وضمان عدم عودة الجماعة إلى المشهد مجددًا".